اقرأ في هذا المقال
- • رؤساء الوزراء السابقون من بلير فصاعدًا كانوا مترددين بشأن سياسة الطاقة
- • المملكة المتحدة من بين حفنة من الدول التي ألزمت نفسها تشريعيًا
- • خطة حزب العمال لإزالة الكربون من الشبكة بحلول عام 2030 تُعد مستحيلة
- • المفاعلات النووية الضخمة لدى شركة كهرباء فرنسا قيد التشغيل أو التصميم تُعد معقدة
يبدو أن اهتمام زعماء حزب المحافظين بالحياد الكربوني في بريطانيا يتراجع، وسط انشغالهم بمناقشة قضايا متعددة من بينها الضرائب والهجرة والدفاع.
وعلى الرغم من ذلك، كان رؤساء الوزراء السابقون، من توني بلير فصاعدًا، مترددين بشأن سياسة الطاقة، ويُعد الجميع ملتزمين بدرجات متفاوتة بالاتفاقيات الدولية للمناخ، حتى إنهم ذهبوا إلى حد سَنّ التشريعات، حسب مقال اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأشرف توني بلير على قانون تغير المناخ (CCA) لعام 2008، وتيريزا ماي على تعديل الهدف لعام 2050، ضمن الاهتمام بالحياد الكربوني في بريطانيا.
وتُعد المملكة المتحدة من بين مجموعة قليلة من الدول التي ألزمت نفسها تشريعيًا بقوانين المناخ، إلا أن البرلمان يتمتع بالسيادة ويمكنه إلغاء وتعديل أي تشريع يريده.
نتائج الالتزام بالحياد الكربوني في بريطانيا
أصبحت نتائج هدف الحياد الكربوني في بريطانيا واضحة، حاليًا؛ إذ يدفع المستهلكون البريطانيون بعضًا من أعلى أسعار الكهرباء في العالم.
ويدفع البريطانيون 2.5 ضعف ما يدفعه المستهلكون الأميركيون، و4 أضعاف المبلغ المدفوع في الصين، وفقًا لمقال نشرته صحيفة ذا تيليغراف البريطانية (The Telegraph) لعضو البرلمان البريطاني المحافظ عن دائرة ساوث ثانيت الانتخابية في المدة من 2015 إلى 2024، كريغ ماكينلاي.
وقال كريغ ماكينلاي: “ثم نتساءل لماذا تفضّل الشركات ذات الطاقة العالية، من الصلب إلى السيراميك، الاستثمار في الخارج”.
وأضاف: “اتفقت جميع الحكومات السابقة، بغض النظر عن مدى تضليلها، على الحد من استهلاك الوقود الأحفوري مع عدم وجود خطة تُذكر لطريقة استبدال كميات الكهرباء المفقودة من خلال إيقاف محطات الكهرباء الصالحة للخدمة تمامًا”.
ويأتي كل هذا في حين يجري التخطيط لزيادات هائلة في الطلب على الكهرباء، من السيارات الكهربائية، ومضخات الحرارة واستبدال محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز أو الفحم من العمليات الصناعية عالية الطاقة.
وأشار كريغ ماكينلاي إلى أنه “بسبب إيقاف محطات الكهرباء التقليدية التي تعمل بالوقود الأحفوري، سرّع منافسونا الدوليون، ولا سيما الصين والهند، بناء محطات جديدة”.
وألمح إلى أنه “تمت إعادة استعمال محطات الكهرباء التي لم نهدمها لحرق حبيبات الخشب، الواردة، إلى حد كبير، من الغابات البكر في أميركا الشمالية”.
تجدر الإشارة إلى أن إنتاج ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوواط/ساعة من الطاقة يعادل نحو 1.5 من حرق الفحم و3 أضعاف استهلاك الغاز الطبيعي، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويمثّل هذا الشكل من طاقة الكتلة الحيوية 15% من إنتاج الكهرباء في المملكة المتحدة ومع ذلك يُسمى شكلًا “محايدًا كربونيًا” من الطاقة.
ويرى كريغ ماكينلاي أن الحياد الكربوني في بريطانيا انخفض حاليًا إلى هذا المستوى المنخفض.
الحلول البديلة
أشار عضو البرلمان البريطاني المحافظ عن دائرة ساوث ثانيت الانتخابية في المدة من 2015 إلى 2024، كريغ ماكينلاي، إلى أن الحلول البديلة، حيثما كان مخططًا لها، تتألّف من توربينات الرياح والطاقة الشمسية.
“وبعيدًا عن كونها “رخيصة الثمن”، وهو ادعاء يعتمد على الظروف المثالية لتوليد الكهرباء في المكان المناسب، وتلبية الطلب من خلال شبكات التوزيع القائمة، فإن التكلفة الحقيقية لم تُعرف بعد”.
وأوضح كريغ ماكينلاي أنه “لا بد من ربط مزارع الرياح أو الطاقة الشمسية المختلفة بالشبكة من خلال أبراج وخطوط من النحاس والألومنيوم والخرسانة، ولم يُنظر بعد في الطاقة الاحتياطية اللازمة للتعامل مع اضطراب توليد الكهرباء”.
الحاجة إلى تغيير سياسات الطاقة
قال عضو البرلمان البريطاني المحافظ عن دائرة ساوث ثانيت الانتخابية في المدة من 2015 إلى 2024، كريغ ماكينلاي: “إن سياستنا في مجال الطاقة تحتاج إلى أن تكون مختلفة تمامًا”.
واقترح كاينلاي قائلًا: “أولًا، يجب علينا تعديل قانون تغير المناخ لعام 2008 لإعادة بريطانيا إلى المسار الصحيح مع معظم دول العالم”.
وأضاف: “يؤدي قانون تغير المناخ إلى تشويه سياسة الطاقة، بل إنه يُستعمل الآن بانتظام لمعارضة معظم تطورات البنية الأساسية من قبل مجموعات ناشطة ممولة جيدًا”.
و”ثانيًا، يتعين علينا أن نتحرك نحو مستقبل نووي، إذ ما زلنا نفكر في المفاعلات النووية الصغيرة، ولكن المحافظين أهدروا سنواتنا الأخيرة في الحكومة في مزيد من التردد”.
وأكد أن “المفاعلات النووية الضخمة لدى شركة كهرباء فرنسا EDF قيد التشغيل أو التصميم تُعد معقدة ومُبالغًا في سعرها وتعاني التأخير”.
و”ثالثًا، نحتاج إلى (الاندفاع نحو الغاز المنزلي)، لأن الغاز هو الوقود الذي يربط بيننا وبين التوسع في استعمال الطاقة النووية”، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ودعا ماكينلاي إلى “فتح جميع الحقول القابلة للاستخراج في حوض بحر الشمال، مثلما تواصل النرويج القيام بذلك”.
وقال: “نحتاج إلى وضع حد لدعم دافعي الضرائب لمشروعات الرياح والطاقة الشمسية باهظة الثمن”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..