اقرأ في هذا المقال

  • الهند والصين تُظهران معدلات نشر أعلى من الولايات المتحدة بكثير للذكاء الاصطناعي.
  • الولايات المتحدة هي القوة المهيمنة في قطاع مراكز البيانات العالمي.
  • مركز بيانات واحد يستهلك ما يعادل 50 ألف منزل من الكهرباء.
  • مايكروسوفت وأمازون وغوغل تدير نحو 600 مركز بيانات في الولايات المتحدة حاليًا.

يُعد مسارا الذكاء الاصطناعي والحياد الكربوني لدى شركات التكنولوجيا الكبرى (أمازون وغوغل ومايكروسوفت) متعارضين وقابلين للتصادم بسبب الاستهلاك الزائد للكهرباء والطلب المرتفع عليها.

وأشار مقال اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إلى أن العالم يحتاج لكميات هائلة من الطاقة الجديدة لا تستطيع الخطط المعلَنة توفيرها لتأمين الطلب المتزايد مع نمو مراكز البيانات.

وتواجه شركة تكنولوجيا المعلومات الأميركية العملاقة غوغل Google حقيقة مفادها أن مسارَيْ الذكاء الاصطناعي والحياد الكربوني اللذين تسلكهما في الوقت نفسه ليسا متوازيين، بل هما طريقان متقاطعان وستضطر الشركة إلى التوقف وتحديد الاتجاه الذي تريد أن تسلكه.

وسيؤدي مسار الحياد الكربوني إلى نهاية أحلام غوغل في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي يَعِد بأرباح ضخمة، حسب مقال لمالك شركة شيبستون مانجمنت كومباني Shepstone Management Company Inc، الاستشارية للتخطيط والبحث (مقرها ولاية بنسلفانيا)، توماس جيه شيبستون.

الطلب على الكهرباء

كتب مالك شركة “شيبستون مانجمنت كومباني” الاستشارية للتخطيط والبحث، في مدونته “إنرجي سكيوريتي فريدوم” energysecurityfreedom عن معضلة شركة غوغل وعن الطريقة التي ستتبعها الشركة لإدارة مساري الذكاء الاصطناعي والحياد الكربوني.

وأشار إلى تقرير جديد بعنوان “الولايات المتحدة بحاجة إلى قارب (طاقة) أكبر: وضع الحجم الهائل للطلب المتوقع على الطاقة في منظوره الصحيح”، صادر عن منصة بيكرينغ إنرجي بارتنرز، المعنية بالخدمات المالية التي تركز على الطاقة.

مالك شركة شيبستون مانجمنت كومباني توماس جيه شيبستون

واقتبس توماس جيه شيبستون المقطتطفات التالية من التقرير: “لعل صناع السياسات في بلادنا يقللون من أهمية جانب بالغ الأهمية من الذكاء الاصطناعي، وهو على وجه التحديد الزيادة المتوقعة في استهلاك الكهرباء والطلب عليها”.

يأتي ذلك حيث “تُظهر الهند والصين معدلات نشر أعلى بكثير للذكاء الاصطناعي. تشير أبحاثنا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضاعف بشكل متحفظ استهلاك الكهرباء الحالي في الولايات المتحدة إلى نحو 8.4 تريليون كيلوواط/ساعة”.

وأضاف التقرير “إذا لم يتم الاستعداد لهذه الزيادة في الطلب وإدارتها بشكل فعال؛ فإنها يمكن أن تستنزف موارد الطاقة المحلية لدينا، ما قد يؤدي إلى ندرة الكهرباء، وزيادة التكاليف في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وزيادة التقلبات الجيوسياسية في جميع أنحاء العالم”.

وسيؤدي ذلك إلى فشل الولايات المتحدة في قيادة تطور الذكاء الاصطناعي.

مراكز البيانات في العالم

قال مالك شركة “شيبستون مانجمنت كومباني” الاستشارية للتخطيط والبحث إن الولايات المتحدة ليست مجرد لاعب في قطاع مراكز البيانات في العالم؛ إذ إنها القوة المهيمنة ولا أحد يجاريها.

وأضاف: “بدءًا من مارس/آذار 2024، يوجد ما يقرب من 5400 مركز بيانات في 51 ولاية في الولايات المتحدة. والأقرب التالي هو ألمانيا، التي لديها نحو عُشر هذا العدد”.

ويبلغ عدد مراكز البيانات في الولايات المتحدة ما يقرب من 12 مرة أكثر من الصين، وهو دليل واضح على حجم وأهمية قطاع مراكز البيانات في الولايات المتحدة في المنافسة اقتصاديًا على الساحة العالمية خلال القرن المقبل.

يتركز معظم نشاط الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة يكون على المستوى الاستكشافي (معدل استكشاف الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة هو 43% مقابل معدل النشر 25%)؛ ما يعني أن القطاع في الولايات المتحدة لا يزال في وضع جيد.

في المقابل، تُعد مراكز البيانات التي تديرها أمازون ومايكروسوفت وغوغل هي صاحبة السيادة، وتمثل مجتمعة أكثر من نصف هذه المراكز.

وفي العام الماضي، كانت أمازون وغوغل في المقدمة؛ إذ افتتحتا أحدث مراكز البيانات في الولايات المتحدة.

مجمع ويستلاندز للطاقة الشمسية في وادي سان جواكين بولاية كاليفورنيا
مجمع ويستلاندز للطاقة الشمسية في وادي سان جواكين بولاية كاليفورنيا – الصورة من CNN

طلب مراكز البيانات على الكهرباء

وجدت دراسة حديثة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن مركز بيانات واحدًا يستهلك ما يعادل 50 ألف منزل من الكهرباء.

وتشير التقديرات إلى أن شركات مايكروسوفت وأمازون وغوغل تدير نحو 600 مركز بيانات في الولايات المتحدة حاليًا.

وتكشف التوقعات عن أنه بحلول عام 2030؛ فإن 80% من مصادر الطاقة المتجددة سوف تلبي الطلب على الكهرباء.

من جهتها، أنتجت الولايات المتحدة ما يقرب من 240 مليار كيلوواط/ساعة من الطاقة الشمسية و425 مليار كيلوواط/ساعة من الرياح، بإجمالي 665 مليار كيلوواط/ساعة في عام 2023.

وبافتراض تقسيم بنسبة 50/50 بين طاقة الرياح والطاقة الشمسية، فإن هذا السيناريو يعني ضمنًا تلبية احتياجات الولايات المتحدة من الكهرباء.

وبالنظر إلى الطلب الذي يسهل القدرة التنافسية للذكاء الاصطناعي، سيتعين على طاقة الرياح والطاقة الشمسية توليد ما يقرب من 3.4 تريليون كيلوواط ساعة من الكهرباء لكل منهما، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

يتوافق ذلك مع ما ساقه خبير اقتصادات الطاقة مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، في حلقة برنامج “أنسيّات الطاقة” بتاريخ 26 يونيو/حزيران الماضي، بعنوان “سياسات المناخ والذكاء الاصطناعي: زيادة الطلب على نفط الخليج وغازه”، عبر مساحات منصة “إكس”.

وأكد أن استهلاك الطاقة سيفوق بكثير ما يمكن أن يُقال نظريًا عن أن الذكاء الاصطناعي سيخفضه، مشيرًا إلى زيادة كبيرة في استهلاك الطاقة لن يحلها انتشار هذه التقنيات، بل ستكون هناك زيادة أكبر من أي فوائد.

وشدد الحجي على أن الشركات الكبرى التي تطور الذكاء الاصطناعي، لن تستطيع الوفاء بتعهداتها لتحقيق الحياد الكربوني في 2030 أو 2035، إلا إذا كانت هناك ألاعيب قانونية ومحاسبية، ومنها شراء الائتمان الكربوني.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.