تصدَّر مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية فعاليات اليوم الثاني من معرض مصر للطاقة الشمسية 2024؛ نظرًا إلى أهميته في تبادل الطاقة بين البلدين وانعكاساته الإيجابية على دول الجوار.

وخصص المعرض، الذي تحتضنه القاهرة، جلسة حوارية بعنوان “الطاقة عبر الحدود.. استكشاف مشروع الربط الكهربائي المصري السعودي”، أدارها مستشار الطاقة السابق بالشركة القابضة لكهرباء مصر فيصل أبوزيد، وحضرتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

وكان معرض مصر للطاقة الشمسية “سولار شو مينا 2024” قد اختتم فعالياته، أمس الخميس (30 مايو/أيار)، بالتأكيد على ضرورة الإسراع في تنفيذ أجندة تحول الطاقة في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتحفيز مشروعات الطاقة المتجددة من أجل التغلب على أزمات الكهرباء الحالية.

ويُعقد المعرض في القاهرة سنويًا تحت رعاية أهم الجهات الحكومية المعنيّة في مصر مثل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، والشركة القابضة لكهرباء مصر، والشركة المصرية لنقل الكهرباء، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، ووزارة التخطيط.

جانب من فعاليات معرض مصر للطاقة الشمسية “سولار شو مينا 2024”

تحفيز الطاقة المتجددة

أكد المستشار السابق بوزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية إيلي بوغصن -في كلمته خلال الجلسة الحوارية- أن مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية يستهدف الاستفادة من فائض الكهرباء في البلدين.

وتوقع أن ينعكس المشروع بصورة إيجابية على تعزيز قطاع الصناعة في البلدين، فضلًا عن توفير النفط والغاز الطبيعي المستعملين حاليًا في توليد الكهرباء، مشيرًا إلى أن المشروع يحفز التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة.

وأشار بوغصن إلى أن مصر والسعودية تتبنيان خططًا طموحة في قطاع الطاقة المتجددة للاستفادة من موارد البلدين الهائلة من الشمس والرياح، وتخططان لإقامة مشروعات ضخمة؛ ما يحتم تبادل فائض الكهرباء المتوقع بين البلدين.

وأوضح أن المشروع سيُسهِم في تغذية دول المنطقة بالكهرباء؛ نظرًا إلى الموقع الجغرافي المتميز لكل من مصر والسعودية، الذي يسمح للبلدين بالتجارة في الكهرباء، لافتًا إلى أن مصر مرتبطة بقوة مع السودان وليبيا والأردن، في حين ترتبط السعودية مع دول الخليج.

كما تجري مصر -حاليًا- دراسات للربط مع اليونان، ومن المتوقّع أن يسهم هذا المشروع في أن يجعل مصر ناقلًا مهمًا للطاقة بالنسبة لقارة أوروبا.

تقليل تكلفة توليد الكهرباء

قال بوغصن إن التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة سيقلل من تكلفة توليد الكهرباء، وسيدعم مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية ودول الجوار ثم الربط مع أوروبا من خلال إسبانيا والمغرب.

وأضاف: “شاركت في مشروع الربط مع السودان؛ لما له من أهمية في دعم الجانب الاجتماعي بين شعوب ودول الجوار”.

وأوضح أن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيبدأ من محطة محولات بدر شرق القاهرة، ويمتد 400 كيلومتر داخل الأراضي المصرية، و800 كيلومتر على حدود البحر في المملكة العربية السعودية حتى محطتي شرق المدينة المنورة وتبوك.

وتابع أن الربط بين المحطات الـ3 سيتم من خلال خطوط نقل هوائية يصل طولها إلى نحو 1350 كيلومترًا، وكابلات بحرية في خليج العقبة بطول 22 كيلومترًا.

واستطرد قائلًا: “إن الاتفاق بين مصر والسعودية يقتضي التشغيل الرسمي للمشروع على مرحلتين؛ الأولى في يونيو/حزيران 2025 بقدرة 1500 ميغاواط، والثانية في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه بقدرة 1500 ميغاواط، ليصل إجمالي القدرات المتبادلة إلى 3 آلاف ميغاواط”.

جانب من فعاليات معرض مصر للطاقة الشمسية سولار شو مينا 2024
جانب من فعاليات معرض مصر للطاقة الشمسية “سولار شو مينا 2024”

خفض الانبعاثات الكربونية

أوضح بوغصن أن مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيحفز مشروعات الطاقة المتجددة في البلدين على العمل بكامل قدرتها من أجل توفير فائض كهرباء لصالح البلدين والتصدير إلى دول الجوار.

كما سلّط الضوء على ما يترتّب على مشروعات الربط وفي مقدمتها الربط الكهربائي بين مصر والسعودية من تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وما يصدر عنه من انبعاثات كربونية ضارة.

وأكد دور مشروعات الربط الكهربائي عبر الحدود في تعزيز قوة شبكات الكهرباء أمام مخاطر الانقطاع، والإسهام في تلبية ارتفاع الطلب المتوقّع على الكهرباء في المستقبل.

وتوقّع أن تسهم مشروعات الربط الكهربائي -كذلك- في تقديم حل مميز لمشكلة عدم الاستقرار الشبكي في بعض دول المنطقة مثل لبنان وسوريا.

إشراك القطاع الخاص

قالت المسؤولة في جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك وداد طلعت، إن مصر وضعت منهجية لإصدار لوائح وتشريعات جديدة لتنظيم العمل بين القطاعات المختلفة لتشجيع ازدهار مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

وأضافت -في كلمتها خلال الجلسة الحوارية- أن مصر قامت على مدار الأعوام الـ15 الماضية بعمل دراسات ومسوحات للحصول على الممارسات الأفضل لدول ذات خبرة في هذا المجال، ونجحت في اكتساب الكثير من المعرفة حول مشروعات الربط الكهربائي.

وتابعت أن المشروع يحقق للجانب المصري عددًا من الفوائد؛ من بينها تعزيز قطاع الطاقة المتجددة، وزيادة إشراك القطاع الخاص في قطاع الكهرباء، ولا سيما أن هذا القطاع يمر -حاليًا- بمرحلة انتقالية.

جانب من فعاليات معرض مصر للطاقة الشمسية سولار شو مينا 2024
جانب من فعاليات معرض مصر للطاقة الشمسية “سولار شو مينا 2024”

سوق متكاملة للطاقة

أبرز الخبير في نظم الطاقة الكهربائية ورئيس قسم شبكات النقل بمؤسسة كهرباء لبنان رمزي الدبيسي، في كلمته خلال فعاليات معرض مصر للطاقة الشمسية 2024، إمكانات الربط الكهربائي في دول شرق المتوسط.

وأوضح الدبيسي أن مشروعات الربط الكهربائي تسهم في إنشاء سوق طاقة متكاملة بين دول حوض البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، كما تعمل على تشجيع التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة وتوفيرها بأقل الأسعار.

وأكد أن دول البحر المتوسط تتمتع بموارد هائلة من الطاقة المتجددة يمكنها أن تساعد الدول الأوروبية في توفير احتياجاتها من الكهرباء النظيفة.

ولفت إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية قد منحت فرصة فريدة لدول البحر المتوسط لتصدير الطاقة إلى قارة أوروبا.

وسلّط الضوء على أن مستوى الربط الكهربائي في منطقة الشرق الأوسط -حاليًا- متفاوت للغاية، ولا تُستعمل خطوط الربط إلا في في حالات الطوارئ لتغطية الانقطاعات غير المتوقعة.

وأشار الدبيسي إلى أن مشروعات الربط الكهربائي تعمل على تحسين أمن الشبكة ومرونتها في مواجهة المخاطر مثل التقلبات الجوية والهجمات الإلكترونية والأعطال الفنية، كما تمثل حلًا فاعلًا في المساعدة بتحقيق التوازن بين العرض والطلب على المستوى الإقليمي وضمان استقرار الشبكة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.