تصدّرت السعودية أعلى معدل انخفاض في إمدادات النفط العالمية خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، وسط تراجع عالمي ملحوظ أيضًا.

ويبدو أن معدل الطلب المحلي المرتفع دفع الرياض نحو تقليص صادراتها، لتوفير التدفقات اللازمة لتلبية الاستهلاك الآخذ في الارتفاع.

وشكّل تراجع تدفقات المملكة ما يقارب “نصف” الانخفاضات العالمية للشهر الماضي، وفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

ولم تكن المملكة الدولة الوحيدة المصدرة للنفط التي تسجل تراجعًا في إمداداتها العالمية؛ إذ طالت الانخفاضات إجمالي الإمدادات العالمية بنحو 1.08 مليون برميل يوميًا.

إمدادات السعودية

كشفت البيانات تسجيل السعودية أكبر معدل انخفاض في إمدادات النفط العالمية خلال شهر يونيو/حزيران الفائت.

وصدّرت المملكة بحرًا خلال الشهر 5.6 مليون برميل يوميًا، بتراجع قدره 529 ألف برميل يوميًا، مقارنة بصادرات شهر مايو/أيّار، البالغة 6.1 مليون برميل يوميًا.

ويرجع معدل التراجع إلى تخصيص المملكة جانبًا من التدفقات لتلبية الطلب المحلي، إذ تحتاج محطات الكهرباء إلى الوقود اللازم للتشغيل وزيادة معدل التوليد، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وفق ما نشرته بلومبرغ.

صهريج تخزين تابع لشركة أرامكو – الصورة من بلومبرغ

وجرت العادة أن تستهلك محطات الكهرباء السعودية تدفقات نفط أعلى خلال فصل الصيف، نظرًا إلى زيادة الطلب على تشغيل مبردات الهواء.

وتزامن ذلك مع استضافة المملكة موسم الحج، وما صاحبه من استهلاك كميات هائلة من وقود الطائرات والحافلات والسيارات والعبّارات، فضلًا عن متطلبات الإنارة بالكهرباء في الفنادق والغرف السكنية والمشاعر المقدسة.

جهود إنتاجية

تسعى السعودية لضبط وتيرة إنتاجها بما يضمن توازن الأسواق، واتخذت عملاقة الطاقة الحكومية “أرامكو السعودية” قرارًا مهمًا -نهاية يناير/كانون الثاني الماضي- بإعلان تجميد خطط زيادة الإنتاج إلى 13 مليون برميل يوميًا.

وأبقت المملكة على هدف إنتاج 12 مليون برميل يوميًا؛ ما استدعى تعليق بعض خطط الحفر الجديدة، وإنهاء مهام عدد من المنصات قبل الموعد المحدد لها.

وفي مطلع يوليو/تموز الجاري، ورغم محاولات تقليص الإنتاج (سواء المستهدفة من قبل أرامكو، أو طبقًا للتخفيضات الطوعية التي أقرتها المملكة ضمن حصص تحالف أوبك+)، أعلنت المملكة اكتشافات نفط وغاز جديدة.

وقال وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إن الاكتشافات تركزت في المنطقة الشرقية والربع الخالي، في حين أكدت أرامكو أنها اكتشفت حقل نفط غير تقليدي، بالإضافة إلى مكمن للخام العربي الخفيف، وحقلين ومكمنين للغاز الطبيعي.

وشهدت السعودية -أيضًا- اكتشاف حقل “اللدام” بتدفقات من الخام العربي الخفيف جدًا في بئر “لدام-2” تصل إلى 5 آلاف و100 برميل يوميًا، و4.9 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز.

وتضمنت الاكتشافات أصولًا نفطية أخرى هي: حقل الفروق وبئر “الفروق-4″، ومكمن “عنيزة” ب/ج”، وبئر “مزاليج-62″، بجانب اكتشافات غاز: حقل “الجهق”، ومكمن “العرب-ج” في بئر “الجهق-1″، وحقل الحيران، وحقل المحاكيك.

ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات النفط السعودي خلال عام 2023 والأشهر الـ4 الأولى من 2024:

صادرات السعودية من النفط الخام

التدفقات العالمية

أدى تراجع إمدادات النفط العالمية من السعودية ودول مُصّدرة أخرى إلى انخفاض التدفقات المخصصة للتصدير، في توقيت حرج تمر به سوق النفط الدولية سعيًا للتوازن وضبط الأسعار.

ووصلت التدفقات العالمية خلال شهر يونيو/حزيران الماضي إلى 38.02 مليون برميل يوميًا، بتراجع نسبته 1.08 مليون برميل يوميًا مقارنة بصادرات شهر مايو/أيّار، البالغة 39.09 مليون برميل يوميًا.

واقتنصت المملكة وحدها نصف الانخفاض الإجمالي، بجانب تسجيل انخفاض في التدفقات المنقولة بحرًا لكل من: العراق، وإيران، وبحر الشمال، وغيرها.

وارتفعت صادرات: البرازيل، وبحر قزوين، وقطر، وخام الأورال الروسي، وفنزويلا، وغيرها.

واستقبلت الصين خلال الشهر الماضي تدفقات عالمية تصل إلى 8.279 مليون برميل يوميًا، بتراجع قدره 60 ألف برميل يوميًا، مقارنة ببيانات الشهر السابق له.

ورغم الانخفاضات العالمية العالية التي سجلتها السعودية، فإن المملكة حلّت في مقدمة الدول المصدرة للنفط إلى الصين 1.267 مليون برميل يوميًا، بتراجع 281 ألف برميل عن الشهر السابق له.

وفي المرتبة الثانية، صدّر العراق 1.126 مليون برميل يوميًا إلى بكين، بزيادة 65 ألف برميل عن الشهر السابق له.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.