وقّعت السعودية 3 اتفاقيات ضخمة، في مجال الطاقة المتجددة، إحداها مع شركة جينكو سولار الصينية (JinkoSolar)، لتأسيس أكبر مصنع ألواح شمسية في الشرق الأوسط على أراضي المملكة، بالإضافة إلى مشروعين آخرين، أحدهما في مجال تجميع توربينات الرياح.
وتهدف المشروعات، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إلى توطين مكونات الطاقة المتجددة، ضمن مشروع تشرف عليه وزارة الطاقة.
وتسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز الشراكة بين الشركات العالمية الرائدة والقطاع الخاص لديها، لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة المتجددة محليًا وعالميًا.
كما تستهدف المشروعات تعزيز سلاسل الإمداد والإسهام في الوصول لمزيج الطاقة الأمثل للكهرباء، وإزاحة الوقود السائل، ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030.
أكبر مصنع ألواح شمسية بالشرق الأوسط
وقع صندوق الاستثمارات العامة السعودي اتفاقية مع جينكو سولار الصينية، لإنشاء أكبر مصنع ألواح شمسية في السعودية، باستثمارات تبلغ نحو مليار دولار، ومن المتوقع تمويل هذا المشروع من خلال مزيج من رؤوس الأموال الداخلية والخارجية.
ومن المقرر أن تُسهم شركة “توطين الطاقة المتجددة” -وهي إحدى الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة في السعودية، وشركة رؤية للصناعات- في حصص ملكية بنسبة 40% و20% في المشروع المشترك، على التوالي.
وأعلنت شركة جينكو سولار الصينية أن وحدتها في الشرق الأوسط ستحتفظ بالنسبة الباقية من أسهم أكبر مصنع ألواح شمسية في الشرق الأوسط، الذي جرى توقيع الاتفاقيات الخاصة به، وفق ما جاء في بيان للشركة.
وقالت الشركة إن وحدة الشرق الأوسط التابعة لشركة جينكو سولار ستحتفظ ببقية الأسهم في مصنع الألواح الشمسية الأكبر في الشرق الأوسط، الذي تستضيفه السعودية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ومن المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية السنوية لأكبر مصنع ألواح شمسية في الشرق الأوسط، إلى نحو 10 غيغاواط، لكل من الخلايا الشمسية ووحدات الطاقة الشمسية عالية الكفاءة، بما يحقق فوائد اقتصادية كبيرة، ويسهم كذلك في تقدم المملكة في هذا المجال، بحسب ما أورده موقع “زاوية” (Zawya).
يُشار إلى أن السعودية تستهدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، إذ أعلنت وزارة الطاقة السعودية في يونيو/حزيران الماضي بدء مناقصات سنوية خلال 2024، لمشروعات طاقة متجددة، بقدرة إجمالية 20 غيغاواط، للوصول إلى 130 غيغاواط بحلول عام 2030.
الطاقة المتجددة في السعودية
من المقرر أن يبدأ المشروع الثاني، بالتعاون بين شركة “إنفيجين للطاقة”، الرائدة عالميًا في إنتاج طاقة الرياح، وشركة “رؤية للصناعة” السعودية، وذلك لتأسيس مشروع مشترك لتصنيع وتجميع مكونات توربينات الرياح.
ويأتي المشروع بقدرة إنتاجية تصل إلى 4 غيغاواط سنويًا، إذ ستمتلك شركة توطين للطاقة المتجددة السعودية -بموجب الاتفاقية- 40% من المشروع، في حين ستمتلك “إنفيجين للطاقة” نسبة 50%، و”رؤية للصناعة” نسبة الـ10%.
وبالنسبة إلى المشروع الثالث، فيأتي بالشراكة بين “لوماتيك أس إي بي تي إي المحدودة”، التابعة لـ”تي سي إل تشونغ هوان لتكنولوجيا الطاقة المتجددة”، الرائدة في صناعة مكونات الطاقة الشمسية، إلى جانب “رؤية للصناعة” السعودية.
ويهدف المشروع إلى توطين صناعة السبائك والرقائق، بصفته جزءًا من سلسلة إمداد الألواح الشمسية، وذلك بقدرة إنتاجية تصل إلى 20 غيغاواط سنويًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبموجب الاتفاقية، ستمتلك شركة توطين للطاقة المتجددة نسبة 40% من المشروع، في حين ستمتلك شركة “لوماتيك إس إي بي تي إي المحدودة” نسبة 40%، وستمتلك “رؤية للصناعة” نسبة الـ20% الباقية.
ومن المنتظر أن تُسهم الاتفاقيات الـ3 في توطين إنتاج التقنيات المتقدمة الخاصة بالطاقة المتجددة وتصنيعها، وتحقيق أهداف زيادة المحتوى المحلي في المملكة.
كما ستعزز الاتفاقيات الاستثمار في الطاقة المتجددة، بما يلبي الطلب المحلي والإقليمي المتزايد عليها، بجانب تعزيز قدرة منظومة التصنيع المحلية على الاستفادة من التحول العالمي في مجال الطاقة.
الطاقة الشمسية في السعودية
شهد يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وضع اللبنة الأولى لأكبر مصنع ألواح شمسية في الشرق الأوسط على الأراضي السعودية، وذلك في المدينة الصناعية بمنطقة تبوك، الذي أعلنت المملكة أن هدفه تفعيل الاستثمار في قطاع الطاقة الشمسية، وكذلك تنويع مصادر الطاقة.
ويستهدف المشروع، منذ بداياته الأولى، تمكين عملية التكامل مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص، الذي يتمثّل في المستثمرين، وذلك بهدف دعم الصناعات المتعلقة بالطاقة المتجددة في البلاد، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
واستهدف موقع أكبر مصنع ألواح شمسية في السعودية والشرق الأوسط، أن يكون قريبًا من مشروعات عملاقة أخرى، مثل مدينة نيوم، وكذلك منطقة البحر الأحمر التي يجري العمل بصفة دائمة على تطويرها والاستفادة من قدراتها.
يُشار إلى أن المصنع تتجاوز مساحته الإجمالية 27 ألف متر مربع، وتبلغ طاقته الإنتاجية في المراحل الأولى -قبل الاتفاقية الحالية- نحو 1.2 غيغاواط، وهو من المصانع المتقدمة؛ إذ يضم آليات إنتاج تعتمد على الآلات بالكامل، ويستعمل أحدث التقنيات بهذا المجال.
ويأتي إنشاء أكبر مصنع ألواح شمسية في الشرق الأوسط على الأراضي السعودية، لتلبية جزء من رؤية المملكة في إيجاد قطاع طاقة متجددة مستدام يدعم اقتصادها، لا سيما مع ما تمتلكه السعودية من مقومات مهمة في مجال الطاقة المتجددة بوجه عام، والطاقة الشمسية بوجه خاص.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..