جذبت إمكانات السعودية في المعادن الأرضية النادرة واستثماراتها ومرافقها أنظار شركة تعدين أسترالية تبحث عن موقع محتمل لبناء مصفاة تعالج خامات مشروع “يانغبانا”.

وبحسب تحديثات قطاع المعادن العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، وقّعت وزارة الاستثمار في المملكة مذكرة تفاهم غير ملزمة مع شركة هاستينغز (Hastings) الأسترالية للتقنيات وتطوير المعادن.

وتتضمن أهداف مذكرة التفاهم استكشاف بناء مصفاة في السعودية لمعالجة المعادن المستخرجة من منجم “يانغبانا”، الذي تستعد الشركة الأسترالية لافتتاحه وتطوير موارده.

وبموجب مذكرة التفاهم الموقّعة مع وزارة الاستثمار، تُقيّم “هاستينغز” الفرص المحتملة في المملكة لبناء محطة معالجة في المرحلة الثانية من تطوير مشروعها، وتُخطط لإنجاز هذه الخطوة خلال الأشهر الـ6 المقبلة.

من جانب آخر، تفتح مذكرة التفاهم المجال أمام بحث مناقشات التمويل مع شركاء في المملكة (لم يسمّهم بيان الشركة الأسترالية) للمشروع المرتقب.

مذكرة التفاهم المشتركة

شملت مذكرة تفاهم المشتركة بين وزارة الاستثمار السعودية وشركة التعدين الأسترالية “هاستنغز” لاستكشاف بناء مصفاة معادن، ضمن برنامج مرونة سلسلة التوريد العالمية الذي رصدت المملكة 35 مليار ريال (9.3 مليار دولار أميركي) له.

*(الريال السعودي = 0.27 دولارًا أميركيًا).

وتنظّم المذكرة إطار التعاون بين الجانبين، بما يضمن إطار تعاون لسلسلة توريد متكاملة لمعالجة المعادن النادرة، تحت مظلة رؤية 2030 التي تتبنّاها المملكة.

تنقيب عن المعادن الأرضية النادرة – الصورة من مايننغ

وتسعى الشركة الأسترالية لاختيار موقع للمصفاة، إذ تشمل المواقع المحتملة: المملكة، وغرب أستراليا، وإستونيا.

وتعزز المملكة مشروعات “هاستينغز” في المصب بالتوجيهات التنظيمية، والخبرات اللازمة لتأمين رأس مال واستثمارات محلية من شركاء محتملين لمشروع مصفاة معالجة المعادن.

كما تقدّم المملكة دعمًا لإعداد دراسة الجدوى المالية الخاصة بالمشروع، وبحث احتمال انضمام صندوق التنمية الصناعية الذي قد يوفر ثلاثة أرباع تكلفة المشروع (75% من التمويل اللازم)، وإصدار التراخيص ومتابعة الإجراءات القانونية.

وتنفَّذ مذكرة التفاهم على 4 مراحل:

الأولى: تركّز على بناء محطة المعالجة بطاقة إنتاجية تصل 15 ألف طن سنويًا.

الثانية: بناء منشأة لفصل المعادن الأرضية النادرة، وإنتاج الأكاسيد المنبثقة عنها.

الثالثة: بناء محطة للتكرير.

الرابعة: تأمين تركيزات المعادن الأرضية النادرة من المناجم المحلية في المملكة.

إستراتيجية منجم يانغبانا

تقوم إستراتيجية منجم “يانغبانا” على مرحلتين:

  1. تشمل المرحلة الأولى إنشاء محطة في موقع المنجم الواقع غرب أستراليا، وأُنجزت هذه المرحلة بنسبة 33% حتى الآن.
  2. تضم المرحلة الثانية إنشاء محطة للهيدروميتالورجيا (مصطلح يُشير إلى علم الفلزات المائي)، وهي المصفاة التي تسعى الشركة الأسترالية لاختيار أحد مواقعها، ومن بينها المملكة.

وخلال المرحلة الثانية، تبحث الشركة الأسترالية اختيار موقع محطة المعالجة وفق معايير تشمل: القدرة على المنافسة، وتوافر الدعم المالي، وإمكان تنفيذ سلسلة توريد متكاملة بصورة مشتركة.

وقد يصل إنتاج منجم “يانغبانا” إلى 37 ألف طن سنويًا من المعادن الأرضية النادرة، مع بدء تشغيله في الربع الثاني من عام 2027.

وتشمل هذه الإمكانات موارد مؤكدة تصل إلى 20.9 مليون طن من المعادن الأرضية النادرة، ما يضعه في المرتبة الثالثة ضمن أكبر المناجم المماثلة في أستراليا.

وتنوي الشركة الأسترالية توريد المعادن الأرضية النادرة من منجم “يانغبانا” إلى كل من: شركة جيه إل (JL) الصينية المُدرجة في بورصة هونغ كونغ، وشركة نيو بيرفورمانس ماتيريالز (Neo Performance Materials) الكندية، وفق ما نشرته منصة أرغوس ميديا (Argus Media) المعنية بشؤون الطاقة.

ويقع المنجم في منطقة “غاسكوين” غرب أستراليا، ويضم رواسب مهمة من النيوديميوم يمكن استخراجها للصناعات المتجددة، على مدار عمره المتوقع له 17 عامًا.

مرافق في منجم يانغيبانا
مرافق في منجم يانغيبانا – الصورة من Australian Mining

المعادن الأرضية النادرة

تشكّل المعادن الأرضية النادرة -وأبرزها النيوديميوم والبراسيوديميوم- عناصر رئيسة لصناعات عدّة، من بينها: السيارات الكهربائية، والأجهزة الإلكترونية المنزلية، وتوربينات الرياح.

وكانت أسعار هذه المعادن في الصين قد سجلت ارتفاعًا بنسبة تتراوح بين 40 و99% للتسليم على ظهر السفينة، منذ عام 2019.

وتُشير مذكرة التفاهم الموقّعة مؤخرًا إلى أن السعودية تعدّ الموقع الأكثر ملاءمة لبناء محطة المعالجة، ويدعم ذلك أن إنتاج المملكة من المعادن الأرضية النادرة -خاصة المستعمَلة في إنتاج المغناطيسات- يحظى بحضور جيد في سلاسل التوريد.

ويشمل ذلك توريد المكونات إلى شركات ومورّدين في أسواق أوروبية وأميركية وإقليمية، حسب بيان شركة “هاستينغز” الأسترالية.

وأكد الرئيس التنفيذي للشركة الأسترالية، تشارلز لو، أن التعاون مع وزارة الاستثمار في المملكة يدعم إستراتيجية تطوير المعادن الأرضية النادرة المستخرجة من منجم “يانغبانا” وسلسلة التوريد الخاصة به.

وأبدت الشركة رغبتها في التعاون مع الوزارة، وتقييم إمكان بناء محطة المعالجة في المملكة، وتأمين شركاء وممولين محليين.

وحصلت الشركة الأسترالية على التراخيص اللازمة للاستثمار الصناعي من وكالة التعدين بالمملكة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقد يشكّل التعاون المشترك نقلة نوعية للأطراف كافة؛ إذ تشمل دائرة عملاء الشركة الأسترالية أكبر 10 شركات لتصنيع السيارات النظيفة، و5 ضمن أكبر الشركات العالمية المصنّعة لتوربينات الرياح.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. تفاصيل مذكرة التفاهم مع السعودية ومراحل تطوير المنجم، من بيان الشركة الأسترالية.
  2. إمكانات منجم يانغبانا الأسترالي، منصة أرغوس ميديا.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.