اقرأ في هذا المقال

  • السيارات العاملة بالهيدروجين تسهم بتحقيق الحياد الكربوني في الهند
  • ولاية كيرالا الهندية تقود تبنّي الهيدروجين وقودًا لمختلف المركبات
  • قطاع النقل يسهم بنحو 8.4% من إجمالي انبعاثات الكربون في الهند
  • 4 تحديات تواجه تعزيز السيارات العاملة بالهيدروجين في الهند

تمثّل السيارات العاملة بالهيدروجين في الهند أحد الحلول الجذرية لإزالة الكربون من قطاع النقل، الذي يسهم بنحو 8.4% من إجمالي انبعاثات البلاد.

ومع استهداف البلاد تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070، تقدّم تقنية خلال وقود الهيدروجين بديلًا مستدامًا للمركبات القائمة على الوقود الأحفوري.

والسيارات العاملة بالهيدروجين نوع من أنواع المركبات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود، وتستعمل غاز الهيدروجين لتوليد الكهرباء وتشغيل محرك السيارة، وينتج عن هذه العملية بخار الماء فقط، ما يجعلها واحدة من أنظف الخيارات في قطاع النقل.

ومنذ أوائل العقد الأول من القرن الـ21، تستكشف الهند المركبات العاملة بالهيدروجين، حيث كانت مجموعة تاتا و”ماهيندرا آند ماهيندرا” من أوائل الشركات الهندية التي درست تبنّي هذه التقنية.

ومؤخرًا، بدأ هذا النوع من المركبات يكتسب زخمًا في الهند، حيث تأتي ولاية كيرالا في الطليعة من خلال تقديم مشروعات مبتكرة، مثل “غرين هيدروجين فالي”، التي تتضمن إنتاج الوقود وتطوير البنية الأساسية، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

مزايا السيارات العاملة بالهيدروجين في الهند

تناسب السيارات العاملة بالهيدروجين في الهند احتياجات النقل المتنوعة مقارنة بالمركبات الكهربائية.

كما واجه القطاع صعوبات في التحول إلى المركبات الكهربائية، وخاصة بالنسبة للمركبات الثقيلة، مثل الشاحنات والحافلات، والتي تتطلب مسافات قيادة طويلة والقدرة على حمل حمولات ضخمة، وهي ميزات لا يمكن للمركبات الكهربائية توفيرها في الغالب.

لذلك، يعدّ الهيدروجين وقودًا مثاليًا لوسائل النقل الثقيل ولمسافات طويلة، كما أشار تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.

سيارة تعمل بالهيدروجين داخل محطة وقود – الصورة من موقع تويوتا

ومن أبرز مزايا السيارات العاملة بالهيدروجين في الهند:

  • انعدام الانبعاثات: لا ينتج عن السيارات الهيدروجينية أيّ انبعاثات، لذا فهي تسهم في تحسين جودة الهواء والحدّ من البصمة الكربونية، وخاصة في المناطق الحضرية المزدحمة.
  • مدى أطول: عادةً ما يكون لهذا النوع من السيارات مدى أطول مقارنة بالسيارات الكهربائية، وهذا مهم في بلد ضخم مثل الهند.
  • الأداء الأفضل: يمكن لسيارات خلايا وقود الهيدروجين العمل بأعلى مستوى من الأداء وتوفير الطاقة اللازمة لتشغيل السيارة بكفاءة، حتى عند السفر بسرعات منخفضة.
  • الهدوء: على عكس السيارات التقليدية، تنتج السيارات الهيدروجينية ضوضاء أقل، على غرار السيارات الكهربائية، ومن ثم تحدّ من التلوث البيئي والضوضائي.
  • سرعة التزود بالوقود: لا يستغرق تزويد السيارات الهيدروجينية بالوقود في المحطة سوى دقائق، على غرار المركبات العاملة بالبنزين أو الديزل، التي ما تزال إحدى المشكلات الرئيسة التي تواجه السيارات الكهربائية.
  • التنوع: يمكن للهيدروجين تشغيل العديد من وسائل النقل، بما في ذلك السيارات والحافلات والشاحنات والقطارات.

ولاية كيرالا نموذجًا

تأتي ولاية كيرالا -الواقعة في جنوب غرب البلاد- في صدارة الولايات التي تبنّت السيارات العاملة بالهيدروجين في الهند.

ففي عام 2021، بلغت الانبعاثات في الولاية 17.2 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وجاء ما يقرب من النصف من قطاع النقل.

ودفع ذلك تسعى الولاية إلى تسريع تبنّي المركبات الكهربائية، وتمثّل -حاليًا- سيارات الرّكاب 5.2%، والمركبات الكهربائية ذات العجلتين 13.5%، وفقًا للبيانات التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

بالإضافة إلى ذلك، أدى التزام الولاية بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 إلى التركيز على المركبات العاملة بالهيدروجين، ويشمل ذلك الحافلات والشاحنات والقوارب.

ويهدف مشروع “غرين هيدروجين فالي” بالولاية، بقيادة وكالة أبحاث وتكنولوجيا الطاقة الجديدة والمتجددة (ANERT)، إلى إنشاء نظام بيئي متكامل للهيدروجين، وجعل الولاية نموذجًا للولايات الأخرى، ويتضمن ذلك الآتي:

  • نقل الركاب: تدمج شركة النقل البري بالولاية (KSRTC) الحافلات العاملة بالهيدروجين في أسطولها المكون من 5 آلاف و600 حافلة للحدّ من انبعاثات قطاع النقل.
  • نقل البضائع: من خلال دمج الشاحنات الثقيلة العاملة بالهيدروجين في قطاع الشحن، كونها بديلًا صديقًا للبيئة لشاحنات الديزل.
  • النقل المائي: يستكشف مشروع “كوتشي وتر مترو” القوارب العاملة بالهيدروجين لتوفير حلول خالية من الانبعاثات وتعزيز خطة النقل النظيف في الولاية.
  • دعم السياسات: تقدّم الولايات إعانات لمحطات التزود بالوقود، وحوافز ضريبية لإنتاج الهيدروجين، والتعاون مع القطاع الخاص لتوسيع أسطول الهيدروجين.
  • البحث والابتكار: تعمل الولاية على تعزيز البحث من خلال مركز التميز للهيدروجين الأخضر، ومواءمة الجهود مع خطط الهيدروجين الأخضر الوطنية في الهند.
إحدى السيارات العاملة بالهيدروجين في الهند
إعادة ملء سيارة تعمل بخلايا وقود الهيدروجين – الصورة من بي سي ماغ

تحديات تواجه السيارات العاملة بالهيدروجين في الهند

رغم أن السيارات العاملة بالهيدروجين في الهند تقدّم مسارًا واعدًا لإزالة الكربون من قطاع النقل، فإنها تواجه العديد من التحديات، أبرزها:

  • تطوير البنية التحتية: ما تزال تقنية وقود الهيدروجين في مراحلها المبكرة، وتطوير شبكة من محطات التزود بالوقود يشكل تحديًا كبيرًا، لا سيما أن تكلفة تطوير المحطة الواحدة يصل إلى مليوني دولار، مقارنة بمحطات شحن المركبات الكهربائية البالغة تكلفتها 50 ألف دولار.
  • ارتفاع تكلفة إنتاج الهيدروجين: إنتاج الهيدروجين الأخضر مكلف، ويرجع ذلك إلى تقنية المحلل الكهربائي، حيث تتراوح تكلفة الإنتاج الحالية بين 3.5-5 دولارات للكيلوغرام، لكن ينبغي أن يكون تكلفته أقل من دولارين للكيلوغرام لمنافسة الوقود التقليدي، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
  • النضج التقني: لضمان إمكان نشر أنظمة خلايا وقود الهيدروجين، وخاصة في المركبات الثقيلة، على نطاق واسع، ثمة حاجة إلى إجراء تحسينات للعمل بكفاءة.
  • مخاوف تتعلق بالسلامة: قابلية الهيدروجين للاشتعال تجعل من الضروري اتخاذ تدابير سلامة خلال إنتاجه وتخزينه وتوزيعه، والتغلب على هذه المخاوف وتعزيز ثقة الجمهور بالسيارات العاملة بالهيدروجين في الهند.

الخلاصة..

لا شك أن السيارات العاملة بالهيدروجين خيار واعد للحدّ من الانبعاثات في قطاع النقل بالهند، وتسعى البلاد لتطوير مشروعات مبتكرة، مثل “غرين هيدروجين فالي” في ولاية كيرالا، وسط جهود أخرى لمواجهة التحديات المتعلقة بتطوير البنية التحتية وتكاليف الإنتاج.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

  1. السيارات العاملة بالهيدروجين في الهند ودورها في تحقيق أهداف الانبعاثات من المنتدى الاقتصادي العالمي
  2. نظرة عامة على السيارات العاملة بالهيدروجين في الهند من “إيه سي كيه أوه تكنولوجي”
  3. إنتاج السيارات الكهربائية في الهند من شركة باجاج أليانز جنرال إنشورانس
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.