تشير توقعات حديثة إلى أن الطاقة الشمسية في إسبانيا ستزيح الطاقة النووية من المركز الثاني في ترتيب أكبر معدلات توليد الكهرباء العام المقبل (2025)، وقد تحتلّ المركز الثالث بنهاية العام الجاري (2024).
وبحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، زاد معدل التوليد من الطاقة الشمسية في الدولة الأوروبية، خلال شهر مايو/أيار الماضي، لتحتلّ المركز الأول، بنسبة 24% من إجمالي الكهرباء المولدة.
ورغم التقارير التي أشارت في مطلع العام الجاري إلى هبوط حادّ في معدلات تركيب محطات الطاقة الشمسية على الأسطح في العام الماضي، فإن البيانات أظهرت أنه كان لها دور مهم أدّته في القفزة الملحوظة الشهر الماضي.
وهذه الإحصاءات لم تُدمج بصورة نهائية في بيانات شركة الكهرباء، لكن من المتوقع أن تصل معدلات توليد الطاقة الشمسية في إسبانيا إلى أكثر من ربع الكهرباء المولدة في مايو/أيار، بحسب بيانات شركة “رد إلكتريكا دي إسبانا” (REE)، المملوكة جزئيًا للدولة.
وتراهن إسبانيا على الطاقة الشمسية في أنشطة عديدة، مثل تحلية مياه البحر، إذ وافقت الحكومة قبل عام من الآن على طرح مناقصات لمشروعات تحلية المياه بالطاقة الشمسية، بهدف مكافحة الجفاف وتعزيز موارد المياه.
وجاء ذلك بعد تمرير خطة استثمارية اقترحتها وزارة التحول البيئي والتحدي السكاني ووزارة الزراعة ومصايد الأسماك والغذاء، بقيمة 2.19 مليار يورو (2.38 مليار دولار).
الطاقة الشمسية في إسبانيا في مايو
زوّدت الطاقة الشمسية في إسبانيا المستهلكين بنحو 27.6% من احتياجاتهم خلال شهر مايو/أيار الماضي، ومع استثناء الصادرات، فإن هذا المعدل يتجاوز مستواها قبل 5 سنوات، إذ احتلّت المركز السابع في معدلات التوليد.
وقادت ألواح الطاقة الشمسية على أسطح المنازل والشركات معدلات التوليد الشهر الماضي، حسبما ذكر موقع “إيف ويند”، أمس السبت 1 يونيو/حزيران 2024.
وكانت تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) قد أشارت إلى أنه في العام الماضي (2023) هبطت الطاقة الشمسية في إسبانيا على الأسطح، لتصل إلى 20% من نظيرتها في ألمانيا، ونحو نصف نظيرتها في إيطاليا.
وتراجعت تركيبات الألواح الشمسية على الأسطح إلى نحو 112 ألفًا فقط، وهو ما يقلّ بمقدار النصف تقريبًا عن الرقم القياسي المسجل في عام 2022، بسبب هبوط الدعم الحكومي.
وأُضيف نحو 1.9 غيغاواط من قدرات الألواح الشمسية على الأسطح في 2023، انخفاضًا بنسبة 27% عن 2022، لكنها أعلى بالمقارنة بعام 2021.
وأرجع محللون تراجع الإقبال في إسبانيا وأوروبا عمومًا إلى أسباب منها: الضغوط التي فرضها التضخم على ميزانيات الأسر المعيشية وانخفاض أسعار الطاقة.
والسبب الأخير هو الذي أثار مخاوف المنتجين من تكرار هذا السيناريو مع القفزة الأخيرة في معدلات التوليد.
ويخشى بعضهم أن الزيادة في الكهرباء المولدة تخفض الأسعار وتبعد المستثمرين عن ضخ استثمارات في مشروعات جديدة.
إزالة المخاطر
يرى تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) أن الحدّ من مخاطر انخفاض أسعار كهرباء الطاقة الشمسية في إسبانيا، مع زيادة معدلات التوليد يتطلب رفع مستوى الطلب عبر التوسع في الاعتماد على السيارات الكهربائية، وأنظمة الطاقة الحرارية الجوية، فضلًا عن دمج البطاريات وأنظمة الضخ لتخزين فائض الطاقة المتجددة.
وتستطيع بطاريات تخزين الطاقة إدارة معادلة توليد الطاقة المتجددة والاستهلاك، وزيادة الطلب مسألة جوهرية لصناعة الطاقة الشمسية في إسبانيا.
ورغم التحديات، نما استهلاك الكهرباء في إسبانيا بنسبة 1.5% العام الجاري، مقارنة بالعام الماضي، وفق بيانات “آر إي إي”.
وارتفاع معدلات توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة والطلب قادا إلى انخفاض تاريخي في أسعار الكهرباء.
وفي أبريل/نيسان الماضي، تراجعت تكلفة كل ميغاواط/ساعة إلى أقلّ من 13.7 يورو (14.9 دولارًا أميركي)، وهي الأدنى على الإطلاق، بينما استقرت التكلفة عند 30 يورو (32.7 دولارًا أميركي) في شهر مايو/أيار الماضي.
(اليورو = 1.09 دولارًا أميركيًا)
غير أنه من المتوقع صعود الأسعار خلال الأشهر المقبلة بسبب انخفاض معدلات التوليد من طاقة الرياح في الصيف، وارتفاع الطلب لتشغيل أجهزة التكييف.
وتشير التوقعات إلى أن سعر كل ميغاواط/ساعة سيبلغ 44 يورو (48 دولارًا أميركي) في يونيو/حزيران الحالي، يزيد إلى 68 يورو (74.12 دولارًا أميركي) في يوليو/تموز المقبل، ثم يقفز إلى 76 يورو (82.4 دولارًا أميركي) في أغسطس/آب 2024.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..