تبرز الطاقة الشمسية في البرازيل بوصفها عاملًا حاسمًا في تحقيق معادلة التوازن بين خفض الانبعاثات الناتجة عن الزراعة وتربية الماشية والدواجن وتوفير إمدادات نظيفة تغذّي المساعي الرامية لزيادة الإنتاج ودعم الناتج المحلي.
ووفق قاعدة بيانات الطاقة المتجددة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، نجحت ساو باولو في تركيب 17 غيغاواط من الطاقة الشمسية خلال عام 2023، ما جعلها تتبوّأ المركز الثالث على قائمة أكبر أسواق الطاقة الشمسية في العالم.
وعانت البرازيل من ظاهرة تغير المناخ؛ إذ تتسبّب الفيضانات والجفاف في اضطرابات للأمن الغذائي وتخفّض إنتاجية المحاصيل.
يأتي ذلك في وقت يعتمد فيه إجمالي الناتج المحلي بالدولة الواقعة في قارة أميركا الجنوبية بنسبة 21.5% على الزراعة التي هي النشاط الاقتصادي الرئيس للبلاد.
انبعاثات قطاع الزراعة
من المتوقع أن تنخفض إيرادات قطاع الزراعة خلال العام الجاري (2024) من 2.67 تريليون ريال برازيلي إلى 2.46 تريليون في 2024.
(ريال برازيلي= 0.18 دولارًا أميركيًا)
وأرجع مراقبون التراجع إلى تغير المناخ وظاهرة النينو المناخية، إذ ضرب الجفاف الشديد منطقة الغرب الأوسط، وتضرّرت أكبر مناطق إنتاج الصويا جنوب البلاد من العواصف غير المسبوقة.
وأضاف قطاع الزراعة 617 مليون طن من إجمالي 2.3 مليار طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في عام 2022، وفق ما جاء في تقرير لمنصة “بي في ماغازين” (pv-magazine).
تحركات حكومية
لتخفيف وطأة تغير المناخ وانبعاثات الكربون، اتخذت الحكومة خطوات تستهدف زيادة الإنتاجية الزراعية مع خفض الآثار في البيئة مثل استعمال وسائل ري تعمل بالطاقة الشمسية، وكذا استعمال الكهرباء النظيفة المولدة منها، في تبريد منتجات اللحوم والألبان وتربية الدواجن.
وفي يوليو/تموز المنصرم (2024)، خصّصت وزارة الزراعة والماشية 508.59 مليار ريال برازيلي، منها تسهيلات ائتمانية لدعم المشروعات الزراعية، ومنها خط ائتمان لتمويل الطاقة المتجددة؛ بهدف خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.
كما شجّعت الحوافز الحكومية الداعمة لقطاع الطاقة الشمسية في البرازيل مثل تمديد فترات سداد القروض وانخفاض الفائدة على الاستثمار في قطاع الزراعة.
وكانت شركة توزيع معدات الطاقة الشمسية “غينكس” (Genyx) أحد المستفيدين، بعدما أطلقت وحدة تابعة لها معنية بالزراعة في عام 2023.
وفي سبتمبر/أيلول من العام الماضي (2023)، أعطت حكومة منطقة سيارا الضوء الأخضر لمشروع “ريندا دو سول” الذي يعزّز تركيبات الطاقة الشمسية لدى صغار المزارعين والأسر محدودة الدخل.
وفي ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، وافقت حكومة ميناس غيرايس على برنامج يقدّم حوافز ضريبية إلى المنتجين الزراعيين ومنهم مستعملو الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة.
ومن بين صور الدعم الأخرى، برنامج بارانا الذي موّل 462 مشروعًا صغيرًا لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية خلال الربع الأول من عام 2023 بتكلفة 44.5 مليون ريال برازيلي.
كما موّل خط ائتمان مشروع التنمية الريفية المستدامة في باوليستا 109 منتجين زراعيين بـ10.3 مليون ريال برازيلي خلال عام 2023، و13.6 مليونًا في عام 2022، لاستعمال أنظمة الطاقة المتجددة.
أزمة سعة الشبكة
انتقد مدير العلاقات المؤسسية في شركة غينيكس، برونو كاتا بريتا، جودة شبكة نقل الكهرباء وتوزيعها إلى بيوت ومشروعات المزارعين، لكنه قال إنها -على الجانب الآخر- تشجع على اعتماد أنظمة الطاقة الشمسية في البرازيل وتخزين الكهرباء.
ويتفق مع بريتا كبير مسؤولي تسويق المنتجات في شركة صناعة العاكسات الصينية غرواط (Growatt) سيلفيو روبوستي، بقوله إن خطوط التوزيع في الريف قليلة، وتغطي مسافات طويلة، وعادة ما تعتمد على خط واحد فقط.
بالإضافة إلى مشكلات قلة الكثافة الكهربائية وتذبذب التيار وانقطاعه لفترات تصل إلى يوم ونصف اليوم، يصعُب صيانة أنظمة التوزيع بسبب زيادة تعقيدها.
ورغم أن الطاقة المتجددة أسهمت بـ89% من استهلاك الكهرباء في البرازيل خلال العام الماضي (2023)، تعاني مواقع توليد الكهرباء الموزعة والمركزية من قيود الربط بالشبكة، ما دفع إلى استحداث آليات جديدة لاستمرار التوسع وتجنّب هدر الموارد.
ووفّرت شركة غرواط عاكسات طاقة شمسية لمشروع شمسي خارج الشبكة بقدرة 24 كيلوواط داخل مزرعة في ولاية ساو باولو.
والعاكسات الشمسية هي أجهزة كهربائية تحول التيار المستمر الذي يتولّد من الألواح الشمسية إلى تيار متردد يغذّي الشبكة أو يُستعمل بصورة منفصلة لتشغيل المنازل أو المزارع أو آبار المياه في المناطق التي لا تصلها يد الشبكة.
وفي ولاية باهيا شمال شرقي البرازيل، ساعد نظام ري بالطاقة الشمسية في مضاعفة إنتاج محصول الصويا، كما خفّض استهلاك الديزل بنسبة 70%.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..