اقرأ في هذا المقال

  • • الطاقة المتجددة وفيرة ويمكن تركيبها في جميع الأماكن تقريبًا بسرعة وعلى نطاق واسع
  • • السعودية تعتزم بناء ما مجموعه 3.7 غيغاواط من الطاقة الشمسية في 4 مواقع مختلفة
  • • أشعة الشمس في السعودية بمعدل 4 كيلوواط/ساعة/متر مربع/يوميًا من الصعب منافستها
  • • الناتج الشمسي الوفير والرخيص للغاية غير متاح في جميع الأوقات

تُعدّ وفرة الطاقة الشمسية وتكلفتها القليلة، بالمقارنة مع تقنيات المصادر المتجددة الأخرى، من العوامل المساعدة في جعلها منافسًا قويًا للمحطات النووية في أستراليا.

وفي خطاب ألقاه أمام الجمعية الوطنية للكتاب العلميين بمدينة نيويورك في سبتمبر/أيلول 1954، استعمل رئيس لجنة الطاقة الذرية في عهد الرئيس الأميركي أيزنهاور، لويس شتراوس، عبارة “رخيصة جدًا للغاية”، حسب مقال طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

في ذلك الوقت، لم تكن هناك محطات نووية تجارية تعمل في أي مكان، ولم تكن هناك بيانات تجريبية عن تكلفة الطاقة النووية.

تجدر الإشارة إلى أن أول محطة طاقة نووية تجارية في الولايات المتحدة، وهي محطة الطاقة الذرية “شيبينغ بورت” Shippingport، التابعة لشركة “دوكين لايت كومبني” Duquesne Light Company، بدأت العمل بعد 3 سنوات بولاية بنسلفانيا في عام 1957.

طاقة كهربائية رخيصة للغاية

قال لويس شتراوس، في خطابه أمام الجمعية الوطنية للكتاب العلميين بمدينة نيويورك في سبتمبر/أيلول 1954، إن “أطفالنا سوف يستمتعون في منازلهم بطاقة كهربائية رخيصة للغاية بحيث لا يمكن قياسها”.

محطة الطاقة الذرية شيبينغ بورت – الصورة من دائرة المعارف البريطانية

جاء ذلك في مقال نشرته منصة رينيو إيكونومي Renew Economy المعنية بأخبار وتحليلات الطاقة النظيفة، لرئيس شركة “مينلو إنرجي إيكونوميكس” Menlo Energy Economics، الاستشارية الأميركية، الدكتور فريدون سيوشانسي.

وأصبح ما قاله لويس شتراوس، أو الذي قصد قوله، محل جدال منذ ذلك الحين، ولكن عبارة “رخيصة للغاية بحيث لا يمكن قياسها” تصدّرت عناوين الصحف في اليوم التالي وتذكرها الناس، في حين تم نسيان بقية خطابه إلى حد كبير.

في البداية، كان من المفترض أن العبارة تعد بإمكانات مستقبلية غير محدودة للطاقة النووية، وفيرة ورخيصة. ويرى البعض أن شتراوس كان يتحدث عن الاندماج النووي، وليس الانشطار، في حين يتكهّن آخرون بأنه كان يتحدث بصفة عامة عن التقدم العلمي والتكنولوجي في المستقبل.

وقال الدكتور فريدون سيوشانسي: “مع مرور السنين وبناء أكثر من 100 مفاعل نووي في الولايات المتحدة وحدها، أصبح من الواضح أن الطاقة النووية ليست رخيصة على الإطلاق، وبالتأكيد ليست رخيصة جدًا لدرجة قياسها”.

وبعد مرور 70 عامًا على خطاب شتراوس الشهير، يبدو أن مصادر الطاقة المتجددة -وليس النووية- على الرغم من أنها ليست رخيصة جدًا لدرجة قياسها، تُعد بالتأكيد أرخص من جميع أشكال توليد الكهرباء، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

الطاقة الشمسية في السعودية

تطرّق رئيس شركة “مينلو إنرجي إيكونوميكس” الاستشارية الأميركية، الدكتور فريدون سيوشانسي، إلى الطاقة الشمسية في السعودية، قائلًا: “تُعد الطاقة الشمسية وفيرة، ويمكن تركيبها في جميع الأماكن تقريبًا بسرعة وعلى نطاق واسع”.

وأورد مقال في عدد 23 أكتوبر/تشرين الأول 2024 من مجلة “بي في ماغازين” PV نتيجة مناقصة تنافسية حديثة في المملكة العربية السعودية، لبناء ما مجموعه 3.7 غيغاواط من الطاقة الشمسية في 4 مواقع مختلفة بسعات تتراوح من 300 ميغاواط إلى 2 غيغاواط.

وفقًا للشركة السعودية لشراء الطاقة “إس بي بي سي” (SPPC)، الهيئة المسؤولة عن المناقصة التنافسية، فإن العطاءات التي تلقت وعدًا بتسليم الطاقة الشمسية بتكلفة متوسطة تبلغ نحو 1.3 سنتًا/كيلوواط/ساعة.

رئيس شركة مينلو إنرجي إيكونوميكس الاستشارية الأميركية الدكتور فريدون سيوشانسي
رئيس شركة مينلو إنرجي إيكونوميكس الاستشارية الأميركية الدكتور فريدون سيوشانسي – الصورة من موقع إنرجايز

وتشمل قائمة مقدمي العطاءات شركة “مصدر” Masdar الإماراتية، بالتعاون مع شركة كوريا للطاقة الكهربائية (كيبكو) (KEPCO)، وتحالف يضم شركة “إس بي آي سي هوانغي هيدروباور ديفلوبمنت” الصينية وشركة “إي دي إف رينيوابلز” الفرنسية.

لقد انخفضت تكاليف الطاقة الشمسية في جميع الأماكن، ولكن من الصعب تصديق مثل هذه الأرقام المنخفضة.

وأكد الدكتور فريدون سيوشانسي أن أشعة الشمس في السعودية بمعدل 4 كيلوواط/ساعة/متر مربع/يوميًا من الصعب منافستها.

إمكانات المصادر المتجددة

أشار رئيس شركة “مينلو إنرجي إيكونوميكس” الاستشارية الأميركية، الدكتور فريدون سيوشانسي، إلى أنه عند تركيب تقنيات المصادر المتجددة على نطاق واسع يمكن للطاقة الشمسية (والرياح، سواء في البرّ أو في البحر) توفير الكهرباء الرخيصة.

وفي تعليقه على سرعة تحول الطاقة، التي تناولتها النشرة الإخبارية في عددها الصادر في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أشار أستاذ في الجامعة الوطنية الأسترالية، أندرو بليكرز، إلى أنه بمعدل نمو سنوي يبلغ 20%، من المتوقع أن تصل قدرة الطاقة الشمسية الكهروضوئية إلى 100 تيراواط في عام 2042.

وأوضح أندرو بليكرز أن هذه الكمية تكفي لتلبية احتياجات 10 مليارات نسمة من سكان العالم من الكهرباء.

بدوره، قال الدكتور فريدون سيوشانسي: “التحدي الأكبر الذي يواجه الطاقة الشمسية هو أن الشمس لا تشرق في كل الأوقات، خصوصًا بعد غروب الشمس”.

وهذا يعني أن “الناتج الشمسي الوفير والرخيص للغاية غير متاح في جميع الأوقات، ويجب تخزينه أو استبدال مصدر آخر به لجعله ثابتًا وموثوقًا به”.

محطة سدير للطاقة الشمسية في السعودية
محطة سدير للطاقة الشمسية في السعودية – الصورة من الشركة السعودية لشراء الطاقة

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.