تشكّل الطاقة الكهرومائية في الآونة الحالية الفرصة الأوفر حظًا لتعزيز قطاع الكهرباء في الكونغو برازافيل، إذ يشهد قطاع الطاقة المتجددة في البلاد تطورات جديدة باتجاه استغلال الموارد المتاحة.

وبحسب تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تخطط الحكومة لبدء إنشاء أكبر السدود الكهرومائية في وادي سوندا، بدءًا من شهر يناير/كانون الثاني 2025؛ ما يعدّ خطوة مهمة بتحول الطاقة في البلاد.

وتبلغ التكلفة المتوقعة للسدّ ما يقارب 9.4 مليار دولار، يُموّل عبر شركة تشاينا أوفرسيز الصينية، وتتراوح القدرات الإجمالية للكهرباء التي يولّدها المشروع بين 600 و800 ميغاواط.

أمن الطاقة في الكونغو برازافيل

تعول حكومة الكونغو برازافيل على مشروع الطاقة الكهرومائية في سد سوندا للإسهام بتعزيز أمن الطاقة في البلاد، فضلًا عن تسريع وتيرة جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة المتجددة وتطوير مشروعات البنية التحتية المرتبطة بالقطاع، وفق التفاصيل التي نشرها موقع إنرجي كابيتال آند باور.

وتملك جمهورية الكونغو برازافيل موارد كبيرة من الطاقة الشمسية والكتلة الحرارية بجانب إمكاناتها من الطاقة الكهرومائية، وتخطط الدولة الأفريقية لاستغلال هذه الموارد الهائلة بهدف وصول معدلات توليد الكهرباء في المناطق الريفية والحضرية إلى ما يقارب 50% بحلول عام 2030.

ألواح شمسية – الصورة من موقع offgridinstaller

وتصل مساهمة الطاقة الكهرومائية في إجمالي القدرات الإجمالية للكهرباء المولدة عبر مصادر الطاقة المتجددة في الكونغو برازافيل، إلى ما يقارب 22.5%.

ويُقدَّر إجمالي إمكانات الطاقة الكهرومائية في البلاد بنحو 22 ألف ميغاواط، 3% منها فقط تُستَغَلّ في المدة الراهنة.

وتعمل 3 سدود كونغولية في الوقت الحالي، هي: إمبولو بقدرة 120 ميغاواط، وموكوكولو بقدرات 74 ميغاواط، وليويسو بقدرة 19 ميغاواط.

محطة شوليت للطاقة الكهرومائية

تعاقدت الكونغو برازافيل مع شركة جيزوبا (Gezhouba) الصينية لتنفيذ محطة شوليت للطاقة الكهرومائية بقدرة إجمالية تقارب 600 ميغاواط لتوليد الكهرباء.

وفازت الشركة الصينية بعقد تشييد المحطة على سد دجا عام 2021، ويجري العمل على إعداد الدراسات البيئية والتمويلية للمشروع في المدة الراهنة.

كما تشهد البلاد تنفيذ محطات كهرومائية أخرى، مثل: مورالا بقدرة إجمالية 150 ميغاواط، وكويمبالي بقدرة 150 ميغاواط، ولوفولاكاري بقدرة 50 ميغاواط.

وتعزز الكونغو برازافيل تعاونها الإقليمي بقطاع الطاقة مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، في ظل ربط شبكات الكهرباء بينهما منذ عام 1953.

ووقّعت الدولتان اتفاقًا ثنائيًا لربط شبكات الكهرباء في الكونغو برازافيل بمحطة إنغا الكبرى الكهرومائية بالكونغو الديمقراطية، خلال شهر ديسمبر/كانون الأول عام 2022.

مشروعات متجددة

تجري حاليًا أعمال تشييد محطة إنغا الكبرى بجمهورية الكونغو الديمقراطية، ومن المخطط بلوغ إجمالي قدراتها لتوليد الكهرباء ما يقارب 42 غيغاواط.

ويحفّز الطلب المحلي، والمشروعات التصنيعية المختلفة، ضرورة التكامل المشترك بين دولتي الكونغو برازافيل والكونغو الديمقراطية في قطاع الكهرباء، وإنشاء مشروعات ضخمة على غرار محطة إنغا.

ولا تقتصر جهود الكونغو برازافيل على تطوير مشروعات الطاقة الكهرومائية فقط، إذ تستفيد البلاد من معدلات الإشعاع الشمسي -الذي يقارب 4.5 كيلووات/ساعة لكل متر مكعب يوميًا- مع تخطيط الحكومة لإعطاء مزيد من الأولوية لمشروعات الطاقة الشمسية في المستقبل.

جانب من محطة توليد الطاقة الكهرومائية على سد إنغا بالكنغو الديمقراطية
جانب من محطة توليد الطاقة الكهرومائية على سد إنغا بالكنغو الديمقراطية- الصورة من موقع Britannica

وفي سياق آخر، وقّعت شركة أميا باور الإماراتية للطاقة المتجددة مذكرة تفاهم مع الحكومة الكونغولية، خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، لإنشاء مشروع طاقة شمسية بقدرة إجمالية تقارب 100 ميغاواط من توليد الكهرباء.

يعدّ هذا المشروع الأول من نوعه بقطاع الطاقة الشمسية في البلاد، ويمهد الطريق للمزيد في المستقبل.

جهود مجتمعية وبحثية

تقود الجهود المجتمعية والإنسانية عبر المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية عملية تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية المحلية لتوصيل الكهرباء للمناطق الريفية.

في المقابل، نفّذت شركة أفريكا سولير الكونغولية مئات المشروعات في أنحاء البلاد، ومن أبرز مشروعاتها محطة صغيرة بمجمع أودزالا كوكوا، بقدرة إجمالية لتوليد الكهرباء تقارب 20 كيلوواط.

وشيَّدت شركة بروكوب التابعة لشركة أيه بي سي البلجيكية للمقاولات محطة طاقة شمسية بقدرة إجمالية تقارب 3.4 ميغاواط في إمبفوندو، وافتُتِحَت خلال العام الماضي (2023).

وأُطلقت مبادرات عدّة لتسريع وتيرة تطوير مشروعات الطاقة المتجددة في الكونغو برازافيل، خاصة محطات الطاقة الشمسية، بهدف استغلالها مواردها بصورة مثلى.

وافتُتح أول مركز لأبحاث الطاقة المتجددة في الكونغو برازافيل خلال العام الماضي بمدينة أويو، للتركيز على إعداد الأبحاث التطبيقية لتطوير إمكانات البلاد، مثل: الطاقة الكهرومائية والكتلة الحيوية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وأدى التعاون مع شركة إيني الإيطالية، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، إلى إسهام المركز بدور فاعل لدعم تنويع مشروعات الطاقة المتجددة المحلية.

وأسهم ذلك أيضًا في خلق سلاسل قيمة متكاملة تستفيد من إمكانات قطاعات النفط والغاز والطاقة المتجددة في البلاد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.