تباشر مشروعات الطاقة النووية في النرويج خطوات جديدة تجاه بناء مفاعلات صغيرة، وسط السياسة البيئية الخضراء التي تتّبعها البلاد.

وتستهدف النرويج الاستعانة بخبرات كورية جنوبية في بناء محطة طاقة نووية وتشغيلها لتوليد الكهرباء، في ضوء الخبرة المحدودة لديها لبناء تلك المحطات.

وتمتلك النرويج أعلى حصة من الكهرباء المنتجة من المصادر المتجددة في قارة أوروبا، وأقل انبعاثات كربونية من القطاع، وفقًا للبيانات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وبلغ إجمالي القدرة الإنتاجية المركبة لإمدادات الكهرباء بالنرويج في بداية العام الماضي (2023) نحو 39.703 ميغاواط، إذ تمتلك 1769 محطة طاقة كهرومائية.

وتمثّل هذه المحطات ما يصل إلى 88% من القدرة الإنتاجية للبلاد، بالإضافة إلى امتلاكها 65 مزرعة رياح تشارك بنسبة 11% من الإنتاج، بحسب بيانات وزارة الطاقة.

تفاصيل مذكرة التفاهم

وقّعت شركة الطاقة النووية النرويجية “نورسك كيرنكرافت” مذكرة تفاهم مع مجموعة “دي إل” من خلال شركتيها التابعتين “دي إل إنرجي” (DL Energy)، و”دي إل إي آند سي” (DLE&C)، في العاصمة الكورية الجنوبية سول، وفقًا لتفاصيل منشورة على موقع ورلد نيوكلير نيوز.

تستهدف مذكرة التفاهم إعداد الشركتين الكوريتين الجنوبيتين دراسة جدوى لبناء محطة الطاقة النووية في النرويج (SMR) بمصفاة مونغستاد للنفط، في بلدية أوسترهايم وألفر، وفق بيانات نشرتها وزارة الطاقة النرويجية.

إحدى محطات الطاقة النووية في كوريا الجنوبية – الصورة من وكالة يونهاب

وقّع مذكرة مشروع الطاقة النووية في النرويج الرئيس التنفيذي لشركة “نورسك كيرنكرافت” جوني هيسثامر، والرئيس التنفيذي لشركة “دي إل إنرجي”، هونشول ها، ونائب الرئيس التنفيذي لشركة “د إل إي آند سي”، جايهو يو.

وتستهدف “نورسك كيرنكرافت” بناء تلك المحطات وتملكها وتشغيلها، بالتعاون مع شركات الصناعة كثيفة الاستهلاك للطاقة في النرويج.

وزارت شركة “دي إل إنرجي” في وقت سابق مصفاة مونجستاد للنفط، التي تُعد الأكبر إنتاجًا للانبعاثات الكربونية في الدولة الواقعة شمال أوروبا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة “دي إل إنرجي”، هونشول ها، إن مشروع الطاقة النووية في النرويج سيُسهم في الحد من الانبعاثات الكربونية بالبلاد.

خبرة أجنبية

ترى شركة “نورسك كيرنكرافت” في الاستعانة بالخبرة الأجنبية، تسريعًا لعملية إنشاء مشروع الطاقة النووية في النرويج.

ولفت مسؤولو الشركة إلى أن اتفاق التعاون مع الجانب الكوري الجنوبي يفتح الطريق أمام مجموعة “دي إل”، للإسهام بمعرفتها وخبرتها في تقليل الانبعاثات لدى البلديات النرويجية الأخرى.

وأشاروا إلى أن مجموعة “دي إل” بنت عددًا من محطات الطاقة النووية في العالم، بإنتاج سنوي يعادل أكثر من نصف إنتاج الكهرباء في النرويج.

وبحسب الشركة النرويجية، يمكن الانتهاء من بناء محطة الطاقة النووية في بلدية أوسترهايم بحلول منتصف عام 2035، لكن بشرط توفّر الإرادة السياسية التي تدفع تجاه تحقيق تلك الخطوة.

وتبرر شركة “نورسك كيرنكرافت” أهمية مشروع الطاقة النووية في النرويج بأنه سيوفر الكهرباء النظيفة والحرارة، بجانب إمكان مساعدته في تغطية احتياجات الكهرباء الهائلة في القارة الأوروبية، دون أن يؤثر في البيئة.

الحد من الانبعاثات

قال الرئيس التنفيذي للشركة النرويجية، إنه دون مشروع الطاقة النووية في النرويج لن تتمكن بلاده من الامتثال لالتزاماتها الدولية للحد من الانبعاثات الكربونية، مع مراعاة الاعتبارات البيئية.

وأضاف أنه منذ بدأت شركته العمل قبل عامين، تسعى بلديات محلية مختلفة للمضي قدمًا في تنفيذ مشروعات لإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية في النرويج.

وفي سياق ما قد يعتقده البعض من افتقار بلاده إلى الخبرة في مجال الطاقة النووية، يقول المسؤول إن الشركة استعانت بالخبرة الأجنبية التي ستساعدها في تحقيق مساعيها.

وأشاد المسؤول النرويجي بأداء الشركات الكورية الجنوبية في بناء محطات الطاقة النووية، مع الالتزام بالوقت والتكلفة المتفق عليها، ضاربًا مثالًا ببنائها 4 مفاعلات في منطقة براكة في الإمارات.

مفاعلات محطة براكة الإماراتية
مفاعلات محطة براكة الإماراتية – الصورة من Khaleej Times

مقترحات جديدة

كاننت الشركة النرويجية قد اقترحت -في وقت سابق من شهر أغسطس/آب الجاري- تقييم بناء محطة كهرباء تعتمد على مفاعلات نووية صغيرة في بلدية أويجاردن، غرب مدينة بيرغن، وفق اقتراح تقدمت به إلى وزارة الطاقة النرويجية.

وتبع هذا المقترح مقترحات أخرى مشابهة، لإنشاء محطات كهرباء في بلديات أور وهايم وفاردو، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وعيّنت الحكومة النرويجية -خلال شهر يونيو/حزيران الماضي- لجنة لإجراء مراجعة وتقييم واسع النطاق للجوانب المختلفة الخاصة بالإنشاء المحتمل لمحطات الطاقة النووية بالبلاد في المستقبل، ومن المتوقع أن تقدم اللجنة تقريرها بحلول أبريل/نيسان عام (2026).

يُشار إلى أن شركات كورية جنوبية فازت بتنفيذ مشروع بناء منشأة لإزالة التريتيوم في محطة طاقة نووية رومانية بتكلفة 260 مليار وون (225 مليون دولار أميركي) خلال مناقصة منتصف يونيو/حزيران العام الماضي، فضلًا عن إسهاماتها في بناء محطات براكة النووية الإماراتية التي بدأ تشغيلها في عام 2021.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.