ما زال العراق يواصل مساعيه الدؤوبة للانتهاء بشكل كامل من حرق الغاز؛ إذ تستهدف وزارة النفط تحقيق هذا الهدف بحلول نهاية العقد الحالي، أو أزيد قليلًا، ضمن مساعيها للوصول إلى أهدافها المناخية بالتزامن مع الاكتفاء الذاتي من الطاقة.
وفي هذا الإطار، قال وزير النفط حيان عبدالغني، في تصريحات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، اليوم السبت 25 مايو/أيار (2024)، إن عملية استثمار الغاز وإيقاف حرقه بشكل كامل في جميع الحقول ستتم عبر مرحلتين.
وأوضح الوزير أن وزارة النفط في العراق تعاقدت على استثمار كل كميات الغاز التي تُحرَق في الوقت الحالي، إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى أن استثمار الغاز بطبيعته يحتاج إلى أوقات زمنية طويلة نسبيًا.
وأضاف: “الوزارة قسمت عملية استثمار الغاز إلى مرحلتين؛ المرحلة الأولى مدتها نحو 3 سنوات، والمرحلة الثانية 5 سنوات، للتوقف عن حرق الغاز بشكل كامل”.
حرق الغاز في العراق
لفت وزير النفط العراقي حيان عبدالغني، إلى أن وزارته تسعى إلى الاستفادة من كميات الغاز التي تُحرَق، وذلك من خلال توجيهها إلى مشروعات الكهرباء وغيرها من المشروعات الصناعية، مثل البتروكيماويات والأسمدة ومشروعات أخرى، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية “واع”.
وتأتي مساعي بغداد للتوقف عن حرق الغاز، خلال توقيت طرحت فيه وزارة النفط -خلال الشهر الجاري- جولة التراخيص الخامسة التكميلية والجولة السادسة، الخاصة بالحقول النفطية والغازية، بحضور ورعاية رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني.
يُشَار إلى أن جولتي التراخيص الخامسة التكميلية والسادسة، قد تضمنتا 29 مشروعًا للحقول والرقع الاستكشافية النفطية والغازية، موزعة بين 12 محافظة عراقية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وكانت بغداد قد وقّعت، في شهر مارس/آذار الماضي، اتفاقية للتوصل إلى حلول لأزمة الطاقة التي تضرب البلاد، مع شركة سيمنس الألمانية (Siemens) لتحويل الغاز المحروق إلى وقود خلال مدة وجيزة تصل إلى نحو 6 أشهر.
ووقّع وزير الكهرباء زياد علي فاضل، في ألمانيا، اتفاقية تستهدف استثمار الغاز المصاحب في الحقول النفطية العراقية، وتحويله إلى كهرباء بهدف تلبية احتياجات المواطنين من خلال توليد الكهرباء بشكل آمن ومستدام.
الاستفادة من الغاز المحروق
أوضح وزير الكهرباء العراقي أن الهدف من الاتفاق كان إنهاء ظاهرة حرق الغاز واستثماره بشكل فاعل، وهو ما يتواءم مع التزام الحكومة بمقررات مؤتمر باريس للمناخ، في الحفاظ على البيئة وتوفير مصادر متجددة، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتضمّن الاتفاق -بجانب سرعة التنفيذ- استثمار نحو 120 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز خلال 6 أشهر، بجانب 120 مليون قدم مكعبة قياسية إضافية خلال عام واحد.
ومن المقرر أن تستفيد بغداد من الغاز المنتج في إنشاء محطة لتوليد الكهرباء، بطاقة إنتاجية 2000 ميغاواط، لتعزيز قدرات الشبكة الوطنية، وضمان استقرار ساعات التجهيز.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..