يواجه قطاع الطاقة في العراق متغيرات عدة خلال الآونة الأخيرة، بعد استهلاك مفرط للكهرباء خلال فصل الصيف الماضي مع ارتفاع درجات الحرارة، وإخضاع بعض المصافي للصيانة.
وأدّى ذلك إلى نقص إمدادات محطات الوقود ومرافق توليد الكهرباء، ودخلت البلاد في دائرة مفرغة من نقص الموارد، بعدما كانت قد نجحت في تقليص واردات بعض أنواع الوقود وحققت اكتفاءً ذاتيًا واستعدت لتصدير الفائض.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل اضطرت الهيئات المعنية إلى إعلان إجراءات للتغلب على هذا النقص، ووصلت إلى حد الاضطرار إلى بدء استيراد الديزل الأحمر والغاز الطبيعي.
ووفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) لبيانات القطاع، زاد استهلاك الكهرباء في بغداد بنسبة 20% خلال فصل الصيف، ما انعكس سلبًا على أداء الشبكة والمحطات.
إمدادات الوقود
يواجه إنتاج الديزل الأحمر (gasoil) نقصًا في العراق، وتسبب ذلك في توقف الإمدادات لمحطات التزود بالوقود، خاصة في المحافظات الوسطى.
وفسر مدير عام شركة توزيع المشتقات النفطية حسين طالب، ذلك بأن طلب محطات توليد الكهرباء على إمدادات الديزل الأحمر سبب نقص المخزونات الضخمة، إلى حد نفادها.
وبالتزامن مع ذلك، أغلقت مصفاة كربلاء -التي دخلت حيز التشغيل العام الماضي- أبواب إنتاجها التزامًا بالموعد السنوي للصيانة، والحاجة المُلحّة لإصلاح بعض المشكلات التقنية بها.
وأدت المصفاة خلال مدة تشغيلها دورًا مهمًا في تقليص واردات المشتقات النفطية المكررة، إذ ساعدت المنطقة الشمالية على التوقف عن استيراد الديزل الأحمر والكيروسين.
ودعمت مصفاة كربلاء خلال الأشهر الماضية خفض واردات البنزين بنسبة 50%، من 15 مليون لتر يوميًا إلى 7 ملايين لتر، وتُخطط “سومو” لوقف استيراد المشتقات نهائيًا بحلول العام المقبل، وفق تصريحات طالب لوكالة الأنباء المحلية “واع”.
واردات العراق من الديزل الأحمر
ضغط نقص إمدادات الوقود حاليًا -خاصة في المحافظات الوسطى- على محطات الوقود؛ ما اضطر وزارة النفط إلى تكليف شركة تسويق النفط الحكومية “سومو Somo” بشراء شحنات عاجلة.
وتضمّن ذلك استيراد 150 ألف طن متري من الديزل الأحمر “نوع رديء من أنواع الديزل”، مقسمة على 3 تسليمات؛ كل منها يعادل 50 ألف طن متري، دون الإفصاح عن مصدر هذه الشحنات، حسبما نقلت إس أند بي غلوبال (S&P Global) عن مصادر.
وبالتوازي مع تكليف وزارة النفط العراقية لـ”سومو” باستيراد الديزل الأحمر، تتجه وزارة الكهرباء إلى التعاقد على شراء شحنات مستقبلية من الغاز القازاخستاني.
وتقدر الكميات المأمول استيرادها بنحو 20 مليون متر مكعب، حسب تصريحات للمتحدث باسم اللجنة البرلمانية المعنية بالنفط والغاز والموارد علي شداد.
وتُشير الخطط إلى ضغوط شبكة الكهرباء إثر زيادة الاستهلاك تتطلب المزيد من الإجراءات؛ إذ لفت شداد إلى أن غالبية محطات الكهرباء تعتمد على الديزل الأحمر؛ نظرًا إلى نقص إمدادات الغاز الطبيعي.
وبجانب نقص الإمدادات، يواجه قطاع الكهرباء في بغداد تحديات إضافية، مثل: الخسائر الفنية والتجارية، والصعوبات المالية، وتهالك بعض المحطات القديمة ونقص كفاءتها.
ومقابل ذلك، هناك خطط مستقبلية لتزويد الشبكة الوطنية بقدرات جديدة، بما يدعم البنية التحتية للقطاع.
مصادر الشحنات
تزامن نقص الوقود وزيادة استهلاك الطلب خلال موسم الذروة الصيفي مع نقص واردات الغاز الإيراني الذي يشكل مصدرًا رئيسًا للعراق.
ودفع ذلك بغداد إلى الاعتماد على الديزل الأحمر في تشغيل محطات الكهرباء، وأدى ذلك بدوره إلى التأثير سلبًا في إمدادات محطات التزود بالوقود.
ولا يبدو الغاز القازاخستاني أوفر حظًا من الإيراني؛ إذ تعاني الأولى أيضًا نقصًا في الإمدادات نظرًا إلى استهداف خطط التطوير المعتمدة عام 2021 خفض حصة الغاز المخصص للتصدير بنسبة 60%.
وأنتجت قازاخستان 59.1 مليار متر مكعب من الغاز العام الماضي، بارتفاع 10% عن إنتاج العام السابق له.
وتبدو الصين سوقًا جاذبة للغاز القازاخستاني ومصدرًا مهمًا لإنعاش الاقتصاد، ورغم ذلك فقد تسبّب نقص الإنتاج المحلي في خفض الصادرات إلى بكين بمقدار الثلث، إلى 1.08 مليار متر مكعب.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..