كشف المغرب عن مفاجأة بخصوص الربط الكهربائي مع الجزائر، بعد الحديث مؤخرًا عن تبادل الطاقة بين البلدين على الرغم من حالة القطيعة السياسية التي قاربت على نحو 3 سنوات.

وترتبط الرباط كهربائيًا بالجزائر عن طريق رابطين بحريين بجهد 225 كيلوفولت و400 كيلوفولت؛ إذ دخل الرابط الكهربائي الأول -بجهد 225 كيلوفولت- حيز الخدمة سنة 1988 عن طريق خطّين بجهد 225 كيلوفولت، يربطان وجدة بالغزوات، ووجدة بتلمسان.

ودخل الربط الكهربائي بين المغرب والجزائر الثاني المكوّن من خطين بجهد 400 كيلوفولت، يربط محطة بورديم بمحطة سيدي علي بوسيدي، حيز الخدمة في 2008.

وأكدت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في المغرب، خلال اتصال هاتفي أجرته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، “أنه لا حقيقة لاستمرار تبادل الكهرباء بين المغرب والجزائر”.

وفجّرت الوزارة مفاجأة بقولها إن تبادل الكهرباء بين البلدين توقف تمامًا في اليوم الذي توقف فيه أنبوب الغاز القادم من الجزائر إلى إسبانيا عبر المغرب”.

وتوقفت إمدادات الغاز الجزائري إلى المغرب في 1 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2021، بعد قرار الجزائر بعدم تجديد عقد خط الغاز المغاربي الأوروبي، وهو ما تسبَّب في أزمة كبيرة بين الجانبين.

وكان الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون -حينها- قد برر قرار عدم تجديد الاتفاقية بأنه ردّ على تصرفات عدائية تجاه بلاده، وذلك بعد قرار الجزائر في 24 أغسطس/آب من العام نفسه (2021) بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط.

الربط الكهربائي بين المغرب والجزائر

في تعليقها الخاص إلى منصة الطاقة، قالت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في المغرب، إن البنية التحتية لمشروع الربط الكهربائي بين المغرب والجزائر ما زالت كما هي، لكن تبادل الكهرباء توقّف تمامًا.

من جهتها، لم ترد وزارة الطاقة الجزائرية على طلب للتعليق أرسلته منصة الطاقة المتخصصة.

تأتي تصريحات وزارة الطاقة المغربية، في وقت أشار تقرير رسمي صادر عن الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء في المغرب خلال ديسمبر/كانون الأول (2023)، والذي كشف عن استمرار الربط الكهربائي مع الجزائر على الرغم من القطيعة السياسية.

وأكّد التقرير السنوي للهيئة الوطنية أن النظام الكهربائي المغربي مرتبط بالشبكة الكهربائية الجزائرية، في إشارة إلى أن العلاقات لم تنقطع بين البلدين بشكل كامل.

وشدد التقرير وقتها على أن الروابط الكهربائية تشكّل “عنصرًا أساسيًا في الانتقال الطاقي، وتؤدي دورًا حاسمًا في تحسين دمج الطاقات المتجددة والسير قدمًا في إزالة الكربون.

وكانت الجزائر قد وقّعت في 2008 اتفاقًا مع المغرب لنقل الكهرباء يسمح لها بتصدير حتى ألف ميغاواط الى إسبانيا عبر الرباط، وشمل الاتفاق وقتها بناء شبكة للربط الكهربائي قدرة 400 كيلوفولت في أراضي المغرب، بما يسمح بمد الكهرباء في الاتجاهين بين الجزائر وإسبانيا؛ إذ يتضمن الاتفاق استيراد ما يصل الى 700 ميغاواط إذا دعت الحاجة.

وساعد الربط الكهربائي بين المغرب والجزائر الأخيرة على دخول السوق الإسبانية عن طريق الشبكة المغربية، ونص الاتفاق وقتها على أنه في حالة تعرض أحد البلدين لنقص في الكهرباء جراء عوامل مثل موجات الحرارة أو مشكلات فنية يساعده البلد الآخر من أجل سد العجز.

الكهرباء في الجزائر

من جانبه، أكد مصدر جزائري مطلع أن بلاده منتج كبير للكهرباء ومصدر لها، وتأتي تونس في مقدمة الدول التي تستقبل الواردات الجزائرية.

وقال المصدر: “تتطلع حاليًا إلى تصدير فائض الإنتاج إلى أوروبا عبر إيطاليا، إذ تجري شركة سونلغاز مباحثات لتنفيذ مشروع للربط مع إيطاليا؛ ما يوفر مزيدًا من التعاون مع دول شمال البحر المتوسط”.

وأكد المصدر، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة ومقرها واشنطن، أن الجزائر لديها حاليًا اكتفاء من الكهرباء؛ إذ تبلغ طاقتها الإنتاجية 25 ألف ميغاواط وتستهلك في أوقات الذروة ما يقرب من 18 ألف ميغاواط”.

وأعلنت شركة سونلغاز، مؤخرًا، أنها في إطار تحضيراتها للصيف الحالي، وتنفيذًا لتعهداتها بتعزيز شبكة نقل الكهرباء، وضعت عددًا من المشروعات في حيز الخدمة؛ إذ تضمّن مخطط العمل الخاص بتعزيز شبكة نقل الكهرباء في الجزائر عددًا من المشروعات، مثل مراكز الربط بالكهرباء والمحولات والمحطات المتنقلة، وذلك في نحو 16 ولاية في البلاد.

وبلغ إنتاج الكهرباء في الجزائر، خلال عام 2021، نحو 77.53 تيراواط/ساعة؛ إذ يعتمد هذا الإنتاج على الغاز بنسبة تتراوح بين 96% و98%؛ إذ تستهلك الدولة الواقعة في شمال أفريقيا نحو 65% من إنتاجها من الغاز الطبيعي لإنتاج الكهرباء، في حين بلغت نسبة إسهام الطاقة الشمسية في إنتاج الكهرباء لدى الجزائر -خلال عام 2021- نحو 1.05%، متجاوزة طاقة الرياح التي لم تتجاوز نسبة مساهمتها 0.01%، كما أسهمت الطاقة المائية بنسبة 0.12%.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.