اعتمد المغرب بصورة كبيرة على قازاخستان في تأمين واردات الكبريت، منذ مطلع العام الجاري 2024، لكن يبدو أن هناك تحديًا كبيرًا سيواجه الدولة الأفريقية خلال الآونة المقبلة.
واستحوذت الرباط على حصة ضخمة من صادرات الكبريت القازاخستاني خلال الأشهر من يناير/كانون الثاني حتى يوليو/تموز الماضي، بما يقارب ثلاثة أرباع صادرات الدولة الواقعة في آسيا الوسطى.
وبحسب معلومات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يُعد حقل “كاشاغان” النفطي المصدر الرئيس لإنتاج الكبريت في قازاخستان، لكن قد يخضغ الحقل لأعمال صيانة في الآونة المقبلة، ما يهدّد الإمدادات.
وتراوح سعر الكبريت في السوق الفورية بمنطقة البلطيق -بتاريخ 5 سبتمبر/أيلول الجاري- بين 90 و100 دولار/طن، للتسليم على ظهر السفينة، وفق تقديرات “بلاتس”.
واردات المغرب من الكبريت
استورد المغرب ما يقارب 2.1 مليون طن متري من الكبريت القازاخستاني خلال الأشهر الـ7 الأولى من العام الجاري، حسب تقديرات استندت إليها إس آند بي غلوبال (S&P Global)، نقلًا عن بيانات أطلس التجارة العالمية.
وتتجاوز هذه الحصة 70% من صادرات كبريت قازاخستان الإجمالية خلال المدة المذكورة، البالغة 2.9 مليون طن متري.
وتُشير هذه البيانات إلى زيادة واردات الرباط من كبريت قازاخستان بمعدل ضعف واردات العام الماضي 2023، البالغة 1.1 مليون طن متري.
ومن زاوية أوسع نطاقًا من واردات قازاخستان، بلغت واردات المغرب من الكبريت 4.3 مليون طن متري، خلال النصف الأول من العام الجاري.
وبمقارنة هذه البيانات على أساس نصف سنوي، نجد أنها تشكل ارتفاعًا بنحو 1.3 مليون طن متري مقارنة بالمدة ذاتها العام الماضي.
ولم تقتصر واردات المملكة المغربية من الكبريت على قازاخستان وحدها، إذ تستورد من الإمارات أيضًا.
وحلّت الإمارات في المرتبة الثانية ضمن أكبر موردي الكبريت إلى الرباط، بعد قازاخستان، بمعدل إمدادات نصف سنوي متقارب على مدار العامين الماضي والجاري، قُدّر بنحو 1.3 و1.2 مليون طن متري على الترتيب.
تحديات تأمين الإمدادات
رغم اعتماد الرباط المفرط على واردات الكبريت من قازاخستان، فإن هذه التدفقات قد تواجه تهديدًا خلال الآونة المقبلة.
ووفق الخطط، من المقرر أن يخضع حقل “كاشاغان” النفطي القازاخستاني لأعمال الصيانة، بداية من شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ما يثير علامات الاستفهام حول تدفقات الكبريت خاصة أنه أحد أبرز مواقع الإنتاج في البلاد.
وتأتي هذه العقبة أمام المملكة المغربية بعد نحو 6 أشهر من تأثر مسار وارداتها من الكبريت، إثر توترات البحر الأحمر الناجمة عن تصعيد جماعة الحوثي هجماتها على السفن المتجهة إلى إسرائيل، لإجبارها على وقف الحرب على قطاع غزة.
وحاولت الرباط تأمين مسارات بديلة ومنافذ شراء أخرى للكبريت، بعدما كانت السوق الآسيوية المفضلة لها، ولجأت إلى موردين أوروبيين خاصة شمال غرب القارة العجوز، والبحرين المتوسط والأسود والمواني التركية.
استعمالات الكبريت
أثّر جفاف قناة بنما نهاية العام الماضي في سوق الكبريت، خاصة مع مواجهة شحن الحامض تحديات في النقل، ورغم أن هذه التداعيات ذات تأثير محدود بالنسبة إلى المغرب فإنها أثرت في الأسعار، نظرًا إلى الاضطرار لمسار شحن أطول.
وتُستعمل واردات الكبريت في إنتاج حمض الكبريتيك، الضروري لصناعات: الأسمدة، والمبيدات، ومعالجة المعادن، وتكرير النفط.
ويزداد طلب مجموعة “أو سي بي OCP” أو المكتب الشريف للفوسفاط على الكبريت، وحاولت تجاوز عقبة توترات الشحن منذ مطلع العام الجاري عبر استيراد غالبية الإمدادات من منتجين أوروبيين خلال أول شهرين من العام الجاري.
ويُعد الطلب على الكبريت وحمض الكبريتيك مؤشرًا حساسًا للإقبال على شراء أسمدة الفوسفات، وبلغت واردات المجموعة من الكبريت خلال شهري يناير/كانون الثاني وفبراير شباط الماضيين، 421 ألفًا و500 طن.
وأسهم الموردون الأوروبيون بنحو 90% من هذه الشحنات، بعدما كان موردو آسيا يُسهمون بنصف واردات المجموعة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..