يُمثّل النفط الصخري في ليبيا ثروة ضخمة تبشّر بمستقبل واعد للدولة الواقعة في شمال أفريقيا، التي يعتمد جزء كبير من اقتصادها على قطاع الوقود الأحفوري غير التقليدي.

والنفط الصخري هو نفط وُلِد داخل صخور كتيمة ذات مسامات ضيقة جدًا، ومن ثم لم يستطع الهجرة، ولذلك يُستَخرَج بطرق غير تقليدية، عن طريق الحفر الأفقي والتكسير المائي (الهيدروليكي)، ويختلف عن النفط التقليدي المستخرج بطرق الحفر المعروفة، عبر اندفاع النفط إلى أعلى.

وتُعدّ ليبيا من أكثر دول العالم امتلاكًا لاحتياطيات النفط الصخري القابلة للاستخراج بالتقنيات الحالية، التي تبلغ قرابة 26 مليار برميل، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويوجد النفط الصخري في ليبيا في مناطق الشمال والجنوب الغربي، في 3 أحواض رئيسة، وهي حوض غدامس، وحوض سرت، وحوض مرزق.

إعلان وزير النفط

تُعدّ ليبيا موطنًا للنفط الصخري المترسب من العصر السيلوري، الذي يُعدّ أهم مصدر هيدروكربوني في شمال أفريقيا، إذ يُمكنه أن يُنتج ضعف كمية النفط الصخري التي تنتجها الرواسب المماثلة في المكسيك وفنزويلا مجتمعة، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وسبق أن كشف وزير النفط الليبي محمد عون، وجود احتياطيات ضخمة من النفط الصخري في ليبيا، مضيفًا أن 30% من مساحة بلاده -البالغة 1.7 مليون كيلومتر- غير مُستكشفة حتى الآن.

وقال عون، خلال افتتاح قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد 2024، إن هناك لجنة فنية موسّعة درست وقيّمت احتياطيات النفط والغاز الصخري في ليبيا، واكتشفت وجود كميات هائلة منها، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

احتياطيات النفط الصخري عالميًا

يبلغ إجمالي احتياطيات النفط الصخري القابلة للاستخراج عالميًا ما بين 335 و345 مليار برميل، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وتتصدر روسيا ترتيب دول العالم لأكبر احتياطيات من النفط الصخري بلغت 75 مليار برميل، ثم الولايات المتحدة في المركز الثاني بـ58 مليار برميل، ثم الصين في المركز الثالث بـ32 مليار برميل.

وحلّت ليبيا في المرتبة الخامسة عالميًا لأكثر الدول امتلاكًا لاحتياطيات النفط الصخري القابلة للاستخراج باحتياطيات تبلغ 26 مليار برميل، بعد الأرجنتين –في المرتبة الرابعة- التي باحتياطيات نحو 27 مليار برميل، وفق مسح أجرته إدارة معلومات الطاقة الأميركية عام 2013.

تقديرات احتياطيات النفط الصخري

قيّمت إدارة معلومات الطاقة الأميركية احتياطيات النفط الصخري في ليبيا في 3 أحواض رئيسة، وهي حوض غدامس في الغرب، وحوض سرت في الوسط، وحوض مرزق في الجنوب الغربي.

ولم يجرِ تقييم حوض الكُفْرة في الجنوب الشرقي للبلاد بسبب صعوبة التقييم الكمي في ظل محدودية البيانات المتاحة.

وقدّرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية احتواء الأحواض الثلاثة المذكورة على 613 مليار برميل من النفط الصخري والمكثفات، منها 26.1 مليار برميل قابلة للاستخراج تقنيًا.

و في يونيو/حزيران 2019، قدّر تقييم هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، متوسط الموارد غير المكتشفة القابلة للاستخراج في الجزء البري من حوض سرت بنحو 23.7 مليار برميل من النفط الصخري.

و يمثّل النفط الصخري من العصر الطباشيري مصدرًا رئيسًا لموارد حوض سرت، ويعدّ من أغزر الأحواض النفطية في شمال أفريقيا.

أحواض النفط الصخري في ليبيا

وتواجه احتياطيات النفط الصخري في ليبيا العديد من التحديات، التي تتمثل في التقنيات المطلوبة لتطويرها، والشروط التعاقدية المقدّمة لشركات النفط العالمية والخدمات اللوجستية لحفر آلاف الآبار الجديدة وربطها بالبنية التحتية.

أحواض النفط الليبية

قالت المؤسسة الوطنية للنفط، إن إضافة احتياطيات النفط الصخري في ليبيا، المقدّرة بنحو 26 مليار برميل، ترفع احتياطيات النفط المؤكدة للبلاد إلى أكثر من 74 مليار برميل، بحسب موقع ليبيا ريفيو المتخصص (Libya review).

كما تؤدي إضافة احتياطيات النفط الصخري في ليبيا لإجمالي الاحتياطيات النفطية إلى زيادة العمر الافتراضي لإنتاج النفط في البلاد من 70 عامًا إلى 112 عامًا، بحسب تقديرات مؤسسة النفط الليبية.

وتُظهر تقديرات إجمالي الموارد، إضافة إلى احتياطيات النفط الصخري في ليبيا، أن “حوض سرت يضمّ 16 حقلًا عملاقًا باحتياطيات قابلة للاستخراج تصل إلى 117 مليار برميل من النفط، تمثّل 89% من إجمالي الاحتياطيات النفطية المُكتشفة في ليبيا”.

النفط في ليبيا

وفي 17 ديسمبر/كانون الأول 2008، كشفت شركة هيس كورب الأميركية اكتشافًا بحريًا بطول 500 قدم، يقع على الامتداد البحري لحوض سرت، لكنها لم توضح حجم الاكتشاف، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتبلغ الاحتياطيات النفطية القابلة للاستخراج في حوض غدامس 3 مليارات برميل، ويحتوي حوض مزرق على احتياطيات تُقدّر بقرابة مليار برميل، بينما لا توجد أيّ اكتشافات تجارية حتى الآن في حوض الكُفرة، وفق موقع سبيم ستراتا المتخصص (SEPM STRATA).

ورغم ما تحتويه الأحواض البحرية في ليبيا من موارد هائلة من النفط، فإنها لم تحظَ بالعدد الكافي من عمليات الاستكشاف، ويتركز الإنتاج البحري في حوض تريبوليتانيا البحري أو حوض طرابلس، وخاصة من حقل البوري النفطي الذي ينتج قرابة 60 ألف برميل يوميًا، مع احتياطيات قابلة للاستخراج تُقدَّر بـ2 مليار برميل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.