اقرأ في هذا المقال
- تسعى الحكومة لتعزيز جاذبية الأحواض الرسوبية بالنسبة للمستثمرين.
- تسهم زيادة إنتاج الهند من الخام في خفض فاتورة واردات الطاقة.
- الأحواض الرسوبية تمثل فرصة لتعزيز إنتاج الهند من النفط.
- بلغت واردات الهند من الخام 21.4 مليون طن في أبريل 2024.
- اهتمام الشركات العالمية بالتنقيب عن النفط في الهند يتزايد.
أصبحت الأحواض الرسوبية فرس الرهان بالنسبة لقطاع التنقيب عن النفط في الهند لتعزيز إنتاجية البلاد من الخام؛ ما يُسهِم في خفض تكاليف واردات الطاقة الباهظة في البلد الواقع جنوب شرق آسيا.
والأحواض الرسوبية هي مناطق أرضية منخفضة تحتوي على رواسب سميكة في الداخل ورواسب رقيقة عند الحواف، ولها أهمية في تكوين النفط والغاز.
وتعمل الحكومة الهندية على تعزيز جاذبية الأحواض الرسوبية غير المكتشفة في البلاد للمستثمرين من القطاع الخاص والأجانب؛ ما يمكن من تطويرها وزيادة الإنتاج المحلي لسد الطلب المتنامي على الطاقة.
وهذا من شأنه أن يعزز استثمارات الطاقة في البلاد، ويرفع الطلب على النفط في البلد الأكثر تعدادًا للسكان في العالم، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتضغط حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي على الشركات المملوكة للدولة لتعزيز استثماراتها؛ بهدف زيادة الإنتاج محليًا والمساعدة في تقليل فاتورة الواردات البالغة قيمتها 115 مليار دولار أميركي.
استثمارات بـ100 مليار دولار
قال وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري، إن الأحواض الرسوبية تمثل فرصًا واعدةً لقطاع التنقيب عن النفط في الهند خلال الوقت الذي تتطلع فيه البلاد لجذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز إنتاجها من النفط والغاز محليًا، وفق منصة إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).
وأوضح بوري أن قطاع التنقيب عن النفط في الهند يقدم فرصةً استثماريةً بقيمة 100 مليار دولار بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، جاذبًا انتباه مستثمري القطاع الخاص وكذا المستثمرين الأجانب إلى الأحواض الرسوبية الـ26 التي لم تُستكشَف بعد في البلاد.
وأضاف بوري: “10% فقط من الأحواض الرسوبية ما زالت قيد الاستكشاف خلال الوقت الحالي”، في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر الصناعة المُنظم بوساطة المديرية العامة للهيدركربونات، الهيئة التنظيمية الحكومية لقطاع التنقيب عن النفط في الهند.
وتابع: “بعد منح المربعات بموجب جولات سياسة ترخيص المساحات المفتوحة المعروفة اختصارًا بـ”أو إيه إل بي” (OALP)، ستزيد الأحواض الرسوبية قيد الاستكشاف في الهند إلى 16% بحلول نهاية العام الجاري (2024)”.
ومن المتوقّع أن تبدأ الجولة العاشرة من تقديم العطاءات الخاصة بأصول النفط والغاز بموجب (أو إيه إل بي) خلال شهر أغسطس/آب (2024)، تزامنًا مع إعلان العطاءات الفائزة بموجب الجولة التاسعة، بحسب تصريحات وزارة النفط الهندية.
وقال بوري: “تؤدي الحكومة دورها لتحفيز الاستثمارات في قطاع التنقيب عن النفط في الهند”، خلال تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
22 مليار برميل نفط
ما زالت الأحواض الرسوبية في الهند من الفئتين الثانية والثالثة؛ بما في ذلك ماهانادي وبحر أندامان والبنغال وكيرالا كونكان، غير مستكشفة حتى الآن، وفق منصة إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس.
وتضع تقديرات حجم الإمكانات الهيدروكربونية غير المكتشفة في تلك الأحواض الرسوبية الـ4 عند قرابة 22 مليار برميل نفط.
وعلى مدار الأعوام الـ3 إلى الـ4 الأخيرة اتجهت شركات التنقيب العالمية بشكل متزايد إلى المناطق الحدودية البحرية والمياه العميقة في الهند؛ بحثًا عن اكتشافات كبرى.
وتمتلك شركتا النفط والغاز الطبيعي الهندية “أو إن جي سي” (ONGC) ومواطنتها أويل إنديا (Oil India) مساحات كبيرة في بحر أندامان بموجب سياسة ترخيص المساحات المفتوحة، وتخطط الشركتان لتنفيذ عدد من المشروعات المهمة.
وفي هذا الصدد، قال محلل قطاع التنقيب عن النفط والإنتاج لدى “إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس” راؤول تشوهان: ” ومع ذلك ما زالت الهند تنتظر دخول شركة نفط عالمية تتمتع بخبرات عريضة في مجال التنقيب عن النفط في المياه العميقة؛ كي تشارك في جولات المزادات المقبلة التي ستُطرَح بموجب سياسة ترخيص المساحات المفتوحة، واستكشاف تلك المناطق”.
خفض الاعتماد على الواردات
بموجب “أو إيه إل بي” يُسمَح للشركات بقطاع التنقيب عن النفط في الهند بتخصيص مناطق لاستكشاف النفط والغاز، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وبمقدور شركات الاستكشاف أن تتقدم بطلبات إبداء الاهتمام بأي منطقة على مدار العام، قبل طرح المناطق المطلوبة في المزاد.
وفي هذا السياق، قال وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري، إن جولات العطاءات الثامنة بموجب سياسة ترخيص المساحات المفتوحة، قد منحت إجمالي 144 مربعًا تغطي مساحة تصل إلى نحو 244 ألف كيلومتر مربع.
ومؤخرًا، أعلن بوري عروض الجولة التاسعة لمنطقة تغطي قرابة 137 ألف كيلومتر مربع موزعة على 8 أحواض رسوبية.
وأشار إلى أن سياسة الحقول الصغيرة المكتشفة، منذ إدخالها في عام 2015، جمعت استثمارات بلغت قرابة ملياري دولار، وأسهمت في دخول 29 لاعبًا جديدًا في هذا المجال.
وتابع: “من المهم خفض التأخيرات في منح الموافقات على خطط تطوير الحقول النفطية، والخطط السنوية إلى جانب التصاريح التنظيمية الأخرى، ولا سيما مع استمرار زيادة اعتماد بلدنا على الواردات”.
واردات الهند من الخام
تسعى الهند -التي تخطى تعدادها السكاني حاجز الـ1.4 مليار نسمة- إلى تحقيق مكاسب سريعة من موارد النفط والغاز لديها، لتقليل الواردات المكلفة.
وزادت واردات الهند من النفط الخام خلال أبريل/نيسان (2024)، مسجلةً ثالث أعلى مستوى لها على الإطلاق مع رفع المصافي الإمدادات لتلبية الطلب المحلي على وقود السيارات، وكذلك فرص التصدير في نصف الكرة الشمالي قبل موسم السفر الصيفي.
وبلغت واردات الخام في ثالث أكبر دولة مستهلكة للطاقة في العالم 21.4 مليون طن في أبريل/نيسان (2024)، بنمو 3% على أساس شهري و7% على أساس سنوي.
وارتفعت واردات الخام الهندية للشهر الثالث على التوالي خلال المدة المذكورة، وفقًا لبيانات خلية التخطيط والتحليل النفطي بي بي إيه سي (PPAC) التابعة للحكومة.
موضوعات متعلقة..