اقرأ في هذا المقال
- تسارع وتيرة التنقيب عن الهيدروجين الطبيعي عالميًا
- يتسم الهيدروجين الأبيض بانخفاض كلفته
- يشير الهيدروجين الطبيعي إلى ذلك الغاز الموجود بصورة حرة في طبقات الأرض الجوفية
- المشروع الوحيد في العالم لإنتاج الهيدروجين الطبيعي موجود في مالي
- الهيليوم المسال يُباع –الآن- بسعر قرابة 450 دولارًا لكل ألف قدم مكعبة
بدأت أنشطة التنقيب عن الهيدروجين الطبيعي في أميركا تكتسب زخمًا متسارعًا مع رغبة العديد من الشركات وكبار المطورين في استكشاف فرص استخراج هذا المورد الطبيعي الخالي من الكربون والذي يُعول عليه البعض في إشعال ثورة بمصادر الطاقة الجديدة.
وتتسارع في الوقت الحالي وتيرة الجهود الاستكشافية؛ بحثًا عن هذا النوع من الهيدروجين منخفض التكلفة في الولايات المتحدة وأستراليا وإسبانيا وفرنسا وألبانيا وكولومبيا وكوريا الجنوبية وكندا.
وشهد العالم زيادة 3 أضعاف في عدد الشركات المُنقبة عن الهيدروجين الأبيض أو الطبيعي، ليلامس إجمالي 40 شركة حتى نهاية العام الماضي (2023)، من قرابة 10 شركات فقط في عام 2020، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
والهيدروجين الطبيعي هو ذلك الغاز الموجود بصورة حرة في باطن الأرض، وعادةً ما يُستَخرج عبر تقنية التكسير المائي القائمة على حقن مزيج من المياه والرمال والمواد الكيميائية مع عوامل ضغط عالية لإطلاق الغاز من الصخور إلى أعلى.
ويُلقَّب الهيدروجين الطبيعي بأسماء أخرى؛ من بينها الهيدروجين الجيولوجي أو الذهبي أو الأبيض؛ ما يميزه عن الهيدروجين الأخضر المُنتَج من الماء، والهيدروجين الرمادي والأزرق المُنتَجين من حرق الوقود الأحفوري.
مشروع نيماها
أعلنت شركة هاي تيرا (HyTerra) الأسترالية الناشئة عن جمع رؤوس أموال قيمتها 4 ملايين دولار أميركي لتمويل حملة للتنقيب عن الهيدروجين الطبيعي في ولاية أركنساس الأميركية خلال الربع الثالث من العام الحالي (2024)، وفق ما أورده موقع هيدروجين إنسايت (Hydrogen Insight).
وتمتلك الشركة بالفعل 9600 هكتار (39 كيلومترًا مربعًا) من الأراضي لمشروعها الذي يحمل اسم نيماها (Nemaha)؛ حيث تزعم أنها اكتشفت 10 مواقع ساخنة للهيدروجين الطبيعي والهيليوم.
وتقول هاي تيرا إن هناك احتمالية 905 لوجود 111.738 طنًا من الهيدروجين القابل للاسترداد في الأراضي الخاصة بها، في حين لا تتجاوز احتمالية وجود 565.340 طنًا من الهيدروجين 10%.
ووفق ما جاء عن الشركة الناشئة في وثيقة عرض تقديمي للمستثمرين، يُنتَج الهيدروجين الموجود في مشروع نيماها عندما تتسرب المياه من جبال روكي شرقًا عبر صخور المافيك النارية الغنية بالحديد تحت الأرض؛ ما يؤدي إلى شطر غاز الهيدروجين الذي يُحتجز بعد ذلك في الخزانات تحت السطح بمنطقة نيماها ريدج وسط الولايات المتحدة الأميركية.
وهذا يعني أن المورد يمكن أن يكون كمية متجددة -وليست ثابتة- من الغاز.
مستهدف طموح
تستهدف هاي تيرا استخلاص الهيدروجين الطبيعي بتكلفة تقل عن دولارين/كيلوغرام، وشدة كربون تقل عن 0.4 كيلوغرامًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل كيلو من الهيدروجين، وهو الحد الأدنى الذي يتيح التأهل للحصول على ائتمان ضريبي لإنتاج الهيدروجين النظيف يصل إلى 3 دولارات/كيلوغرام.
كما تقدر الشركة وجود 37 مليون قدم مكعبة (قرابة مليون متر مكعب) من غاز الهيليوم مرتفع التكلفة تحت السطح في الأراضي التابعة له، وفق احتمالية نسبتها 90%.
وقالت الشركة إن الهيليوم المسال يُباع -حاليًا- بنحو 450 دولارًا لكل ألف قدم مكعبة، أو ما يزيد بواقع 50 مرة عن سعر الغاز الطبيعي المسال، في تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وعلّقت هاي تيرا عمليات التداول على أسهمها في البورصة الأسترالية قبل طرح 48.8 مليون سهم جديد (من المتوقّع أن يصل المبلغ إلى 878,400 دولار أمريكي) وإصدار حقوق للمساهمين الحاليين لـ4 أسهم جديدة (من المتوقع أن تجمع 5.24 مليون دولار).
وتخطط هاي تيرا لإنفاق نحو 1.5 مليون دولار أسترالي (نحو 980 ألف دولار أميركي) لمواصلة تأجير المناطق ذات الأولوية ومليوني دولار أسترالي (مليون و300 ألف دولار أميركي) لحفر بئرين، مع تقييمات البيانات والموارد الجيوفيزيائية، بالإضافة إلى خطة التسويق، المقرر إجراؤها بدءًا من الربع الأخير فصاعدًا.
(الدولار الأسترالي = 0.65 دولارًا أميركيًا)
وسبق أن نفّذت الشركة أعمال تنقيب عن الهيدروجين الطبيعي والهيليوم في مشروع جنيف في ولاية نبراسكا الأميركية المجاورة، قائلة إنها وجدت كميات “مرتفعة” من الهيدروجين في أثناء اختبار المسحة.
وفي مارس/آذار (2023) قال كبير مسؤولي العمليات في شركة هاي تيرا -آنذاك- لوك فيلتروب، إنها سترفع تقريرًا عن النتائج في الشهر التالي، لكنها لم تفعل ذلك بعد، علمًا بأن فيلتروب ترك العمل بالشركة في سبتمبر/أيلول (2023)، خلال تصريحات أدلى بها إلى موقع هيدروجين إنسايت.
الاحتياطي العالمي
رغم الآمال العريضة المعلّقة على استخراج الهيدروجين الطبيعي من طبقات الأرض بدلًا من استخلاصه من مصادر أخرى بتكاليف باهظة لا تخلو من آثار بيئية؛ فإن الحجم الفعلي لاحتياطياته عالميًا لم يُعرف بعد، كما تظل تحديات نقله وتوزيعه قائمة.
وخلصت نتائج دراسة حديثة إلى وجود ما يصل إلى 5 تريليونات طن من الهيدروجين داخل الخزانات الجوفية تحت الأرض في جميع أنحاء العالم، ما زالت غير مكتشفة حتى الآن.
ويوضّح رئيس مشروع الدراسة جيفري أليس، أنه من المرجح تعذُّر الوصول إلى معظم مخزونات الهيدروجين الطبيعي، ولكن على الأقل ستتوافر نسبة قليلة منه؛ إذ سيأتي نحو 500 مليون طن سنويًا، بما يعزز الاحتياجات على مرّ السنين، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
مشروع عالمي وحيد
رغم الدعم الذي تعهّدت به بعض حكومات العالم -مثل أميركا وفرنسا- لاستخراج الهيدروجين الطبيعي من باطن الأرض؛ فإن العالم لم يشهد -حتى الآن- سوى مشروع واحد يُنتج هذا الوقود، ويوجد في مالي، وتحديدًا في منطقة بيوراك يوغو (Bourakebougou)، بسعة 5 أطنان -تقريبًا- سنويًا.
ويتيح المشروع -الذي يعمل منذ 10 سنوات- الكهرباء لإحدى القرى الكائنة في المنطقة.
أما المشروعات العالمية الأخرى؛ فلم تتجاوز مرحلة الاستكشاف المبكر، مع توقعات تشير إلى بدء إنتاج أول شحنة من هذا الوقود في أوروبا بحلول عام 2029، وفق بيانات شركة ريستاد إنرجي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..