واصلت انبعاثات قطاع الكهرباء في الاتحاد الأوروبي انخفاضها للعام الثاني على التوالي، مدفوعة بالاستعمال المتزايد لطاقتي الشمسية والرياح، ما يمثّل خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف المناخ.

وشهد النصف الأول من عام 2024، تقلُّص البصمة الكربونية في قطاع الكهرباء في الاتحاد الأوروبي بنسبة 17%، لتصل إلى 271 مليون طن من الكربون، مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي (2023)، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

ويأتي الانخفاض بعد اتجاه مماثل شهدته الأشهر الـ6 الأولى من 2023، عندما انخفضت انبعاثات قطاع الكهرباء في الاتحاد الأوروبي بنسبة 18% على أساس سنوي.

وعند المقارنة بالنصف الأول من عام 2017، فإن انبعاثات الاتحاد الأوروبي من قطاع الكهرباء قد انخفضت بنسبة ملحوظة بلغت 44%، ما يشير إلى تحوّل كبير نحو إنتاج كهرباء نظيفة.

انخفاض غير مسبوق لانبعاثات الكهرباء

يُعزى الانخفاض السريع في انبعاثات قطاع الكهرباء في الاتحاد الأوروبي إلى استمرار التوسع في توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وتجاوز توليد الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية في الاتحاد الأوروبي، لأول مرة، الكمية المولدة من الوقود الأحفوري، خلال النصف الأول من عام 2024، بحسب التقرير الصادر عن مركز أبحاث الطاقة النظيفة إمبر (Ember) .

مزرعة رياح لتوليد الكهرباء – الصورة من EIT RawMaterials‏

وأسهمت الشمس والرياح معًا بنسبة 30% من إجمالي توليد الكهرباء في الاتحاد الأوروبي، منتجة 386 تيراواط/ساعة، في الأشهر الـ6 الأولى من 2024، مقارنة بنحو 27% خلال المدة نفسها من عام 2023.

في المقابل، بلغت حصة الوقود الأحفوري 27% من مزيج الكهرباء، بعد إنتاجها 343 تيراواط/ساعة، من إجمالي الكهرباء المولدة في النصف الأول من 2024، مقارنة بحصتها البالغة 33% خلال المدة نفسها من 2023.

ونتيجة لذلك، انخفضت انبعاثات الاتحاد الأوروبي من قطاع الكهرباء، في النصف الأول من عام 2024، بنسبة بلغت 31%، مقارنة بالمدة نفسها قبل عاميْن، ما يمثّل انخفاضًا غير مسبوق خلال مدة قصيرة.

ويُعد الانخفاض أكثر أهمية من التراجعات الملحوظة بين عامي 2018 و2020، في انبعاثات قطاع الكهرباء في الاتحاد الأوروبي، التي كانت ترجع إلى حد كبير لانخفاض الطلب الناجم عن جائحة كورونا.

تراجع توليد الوقود الأحفوري

على الرغم من انتعاش الطلب، سجّل توليد الكهرباء عبر الوقود الأحفوري مستويات منخفضة جديدة في النصف الأول من عام 2024، مقارنة بالمدة نفسها من عام 2023.

وخلال الأشهر الـ6 الأولى من 2024، انخفضت كمية الكهرباء المنتجة من الوقود الأحفوري بمقدار 71 تيراواط/ساعة، بننسبة 17%، على أساس سنوي، مقارنة بالمدة نفسها من 2023.

وخلال النصف الأول من 2024، انخفض توليد الكهرباء بالفحم 25%، بما يعادل 39 تيراواط/ساعة، في حين تقلّصت كمية الكهرباء المنتجة من الغاز الطبيعي بنسبة 14%، أو بما يعادل 29 تيراواط/ساعة.

انبعاثات الكربون من محطة توليد كهرباء
انبعاثات الكربون من محطة توليد كهرباء – الصورة من Earth.com‏

وحدث الانخفاض في توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري حتى مع نمو الطلب بنسبة 0.7%، منهيًا بذلك تراجعًا في الطلب استمر لمدة عاميْن.

وكان لتراجع كمية الكهرباء المولدة بالوقود الأحفوري خلال الأشهر الـ6 الأولى من عام 2024 أثره في انخفاض انبعاثات قطاع الكهرباء في الاتحاد الأوروبي.

التحول نحو الطاقة المتجددة

أدى التحول نحو توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة إلى انخفاض كبير في توليد الوقود الأحفوري خلال النصف الأول من عام 2024، وكان هو الدافع الأكبر في خفض انبعاثات قطاع الكهرباء في الاتحاد الأوروبي.

ويُعزى هذا التحول إلى حد كبير إلى الجهود المتضافرة التي يبذلها الاتحاد الأوروبي لتقليل اعتماده على الوقود الأحفوري، خاصة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، ما يمثّل تغييرًا جوهريًا في مزيج الكهرباء.

وخلال عام 2024، حققت 13 دولة عضوة في الاتحاد الأوروبي إنجازًا بارزًا بتجاوز توليد الرياح والطاقة الشمسية معًا، توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري، وأصبحت دول ألمانيا وبلجيكا والمجر وهولندا جزءًا من هذا الإنجاز لأول مرة في النصف الأول من 2024.

وفي النصف الأول من عام 2024، ارتفع إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي بنسبة 13% أو 45 تيراواط/ساعة، ويُعزى هذا النمو إلى حد كبير إلى زيادة بنسبة 20% في توليد الطاقة الشمسية، وارتفاع بنسبة 13% في التوليد من طاقة الرياح، ما أسهم في خفض انبعاثات قطاع الكهرباء في الاتحاد الأوروبي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.