اقرأ في هذا المقال

  • محطة دراكس تحرق حبيبات الخشب المستوردة من أميركا الشمالية لتوليد الكهرباء
  • حرق حبيبات الخشب يمكن أن يكون ضارًا بالبيئة مثل الفحم
  • التقنية التي تدعم مشروع “الطاقة الحيوية مع احتجاز الكربون وتخزينه” أثبتت جدواها
  • حرق الخشب لتوليد الكهرباء يمثّل مخاطرة باهظة الثمن

تجاوزت انبعاثات محطة كهرباء تعمل بالكتلة الحيوية في بريطانيا نظيراتها العاملة بالفحم خلال العام الماضي، وتلقت المحطة إعانات حكومية كبيرة رغم ذلك.

وأطلقت محطة الكهرباء “دراكسDrax4 “4 أضعاف انبعاثات الكربون من آخر محطة تعمل بالفحم في المملكة المتحدة خلال العام الماضي، على الرغم من حصولها على أكثر من 0.5 مليار جنيه إسترليني (0.64 مليار دولار) في إعانات الطاقة النظيفة في عام 2023، حسبما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتعمل محطة الكهرباء، الواقعة في مقاطعة نورث يوركشاير، بحرق حبيبات الخشب المستوردة من أميركا الشمالية لتوليد الكهرباء، وهي تُعد أكبر مصدر للكربون ببريطانيا في عام 2023، وفق تقرير صادر عن مؤسسة أبحاث المناخ إمبر Ember.

وتُظهر الأرقام أن محطة دراكس، التي تلقت مليارات الدولارات من الإعانات منذ بدأت التحول من الفحم إلى الكتلة الحيوية في عام 2012، كانت مسؤولة عن 11.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون العام الماضي، أو ما يقرب من 3% من إجمالي انبعاثات الكربون في المملكة المتحدة.

*(الجنيه الإسترليني = 1.28 دولارًا أميركيًا)

انبعاثات مضاعفة

أطلقت محطة دراكس 4 أضعاف ثاني أكسيد الكربون أكثر من آخر محطة كهرباء تعمل بالفحم في المملكة المتحدة بقرية راتكليف أون سور في مقاطعة نوتنغهامشاير، التي من المقرر إغلاقها في سبتمبر/أيلول المقبل.

وفي العام الماضي، أصدرت محطة دراكس انبعاثات أكثر من محطات الكهرباء الـ4 الأكثر تلويثًا في المملكة المتحدة مجتمعة، وفقًا لتقرير مؤسسة أبحاث المناخ إمبر.

وقال المحلل لدى شركة إمبر، فرانكي مايو: “إن حرق حبيبات الخشب يمكن أن يكون ضارًا بالبيئة مثل الفحم، وكذلك دعم الكتلة الحيوية بالإعانات خطأ مكلف”، حسبما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية (theguardian).

وطالبت شركة دراكس بما يقرب من 7 مليارات جنيه إسترليني (8.93 مليار دولار) من فواتير الطاقة البريطانية لدعم توليد الكتلة الحيوية منذ عام 2012، على الرغم من أن حرق حبيبات الخشب لتوليد الطاقة يطلق انبعاثات أكثر من الكهرباء المولدة من حرق الغاز أو الفحم، وفقًا لشركة إمبر والعديد من العلماء.

وفي عام 2023، المدة التي يغطيها تقرير إمبر، تلقت المحطة 539 مليون جنيه إسترليني.

محطة الكهرباء ويست بيرتون إيه في مقاطعة نوتنغهامشاير بالمملكة المتحدة – الصورة من independent.co.uk

الاستمرار في حرق الخشب

تدرس الحكومة البريطانية طلب الشركة من دافعي الفواتير تحمّل تكلفة دعم محطة الكهرباء لديها بعد الموعد النهائي لنظام الدعم في عام 2027، حتى تتمكّن من الاستمرار في حرق الخشب للحصول على الكهرباء حتى نهاية العقد، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وفازت شركة توليد الكهرباء دراكس بدعم الحكومة بسبب مزاعمها بأن توليدها “محايد كربونيًا”؛ لأن الأشجار التي تُقطع لإنتاج حبيبات الخشب تمتص القدر نفسه من ثاني أكسيد الكربون في أثناء نموها.

وتخطّط الشركة لتركيب تقنية احتجاز الكربون في محطة دراكس باستعمال مزيد من الإعانات، وإنشاء مشروع “الطاقة الحيوية مع احتجاز الكربون وتخزينه” (BECCS)، لتصبح أول محطة كهرباء “محايدة كربونيًا” في العالم بحلول نهاية العقد.

ورفض متحدث باسم الشركة نتائج مركز الأبحاث، ووصفها بأنها “معيبة”، متهمًا مؤلفيها بتجاهل “نهجها المقبول على نطاق واسع والمعترف به دوليًا في احتساب الكربون”.

بدوره، أوضح المتحدث باسم الحكومة أن “التقنية التي تدعم مشروع (الطاقة الحيوية مع احتجاز الكربون وتخزينه) BECCS أثبتت جدواها، وهي الطريقة الوحيدة الموثوقة على نطاق واسع لتوليد الطاقة المتجددة الآمنة وتوفير إزالة الكربون”.

وأشار إلى أن التقرير “يُظهر بصورة أساسية” طريقة قياس انبعاثات الكتلة الحيوية.

وأوضح أن “الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ واضحة في أن الكتلة الحيوية التي يجري الحصول عليها وفقًا لمعايير الاستدامة الصارمة يمكن استعمالها مصدرًا منخفض الكربون للطاقة”، مضيفًا: “سنستمر في مراقبة توليد الكهرباء من الكتلة الحيوية لضمان استيفائها للمعايير المطلوبة”.

من ناحيتها، أدرجت السلطات المناخية، بما في ذلك الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة ولجنة تغير المناخ في المملكة المتحدة، التقنية التي تدعم مشروع “الطاقة الحيوية مع احتجاز الكربون وتخزينه” في توقعاتها طويلة الأجل لتمكين الحكومات من تلبية أهداف المناخ لديها.

إعانات مدعومة من دافعي الفواتير

حذّرت هيئة الرقابة على الإنفاق التابعة للحكومة البريطانية، مكتب التدقيق الوطني، من أن الوزراء سلّموا ما مجموعه 22 مليار جنيه إسترليني (28.07 مليار دولار) في إعانات مدعومة من دافعي الفواتير لحرق الخشب لتوليد الكهرباء على الرغم من عدم قدرتهم على إثبات أن الصناعة تلبي معايير الاستدامة.

وقال المحلل لدى شركة إمبر، فرانكي مايو: “إن حرق الخشب للحصول على الكهرباء يمثّل مخاطرة باهظة الثمن تحد من استقلال المملكة المتحدة في مجال الطاقة، وليس له مكان في الرحلة إلى الحياد الكربوني”.

وأكد أن “أمن الطاقة الحقيقي يأتي من طاقة الرياح والطاقة الشمسية المزروعة محليًا، وشبكة صحية وتخطيط قوي لطريقة جعل نظام الكهرباء مرنًا وفاعلًا”.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.