يشهد قطاع طاقة الرياح البحرية في أميركا وأوروبا مرحلة جديدة من الانتعاش، بعد سنوات من التراجع وتأخر المشروعات.
يأتي ذلك بعد إتاحة مناطق الإيجار الجديدة في أميركا التي تبشّر بمرحلة نمو جديدة، في حين أن أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم في بحر الشمال حققت إنجازًا جديدًا.
وأشار تقرير، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إلى أن مزرعة الرياح الضخمة “دوغر بنك” في أوروبا تسير على الطريق الصحيح، لتحقيق طفرة نمو جديدة.
وفي ظل أزمة المناخ السائدة، تُعد هذه الأخبار بمثابة تذكير بأن حلول إزالة الكربون متاحة للجميع.
تطورات الرياح البحرية في أميركا
يتأرجح قطاع الرياح البحرية في أميركا بين الصعود والهبوط، وتضمنت أبرز مشروعات القطاع: مشروع “كيب ويند” الضخم في مَطلع العقد الأول من القرن الجاري، ومزرعة الرياح الصغيرة “بلوك آيلاند” في ولاية رود آيلاند.
من جهتها، وضعت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الأساس للوتيرة المتسارعة لتطوير طاقة الرياح البحرية حاليًا، وفق موقع كلين تكنيكا (CleanTechnica) المعني بأخبار التكنولوجيا النظيفة والطاقة المستدامة والمركبات الكهربائية.
وخلال مدة ولاية ترمب، أضافت وزارة الداخلية الأميركية الطابع الرسمي على عملية الحصول على منطقة إيجار بحرية وتوحيدها وتبسيطها، من خلال مكتب إدارة طاقة المحيطات التابع لها.
ويستعد المكتب لطرح تأجير 3 مناطق بحرية في وسط المحيط الأطلسي، بقدرة إجمالية تصل إلى 6.3 غيغاواط قبالة سواحل ديلاوير وماريلاند وفيرجينيا.
محاولات للتعافي
من العلامات الواضحة على تعافي قطاع طاقة الرياح البحرية في أميركا، عدد المشاركين الذين يتنافسون على حصة من مناطق وسط المحيط الأطلسي.
ويشير مكتب إدارة طاقة المحيطات إلى تأهل 17 شركة للمشاركة في مزاد الإيجار، المقرر عقده في 14 أغسطس/آب المقبل.
ويُعد هذا تناقضًا حادًا مع مشاركات العام الماضي، عندما حاول مكتب إدارة طاقة المحيطات بيع مناطق للإيجار في خليج المكسيك، قبالة سواحل تكساس ولويزيانا بالمزاد العلني.
وكانت سرعات الرياح في الخليج أقل من المستوى الأمثل، وربما كانت المنافسة من قطاع الرياح البرية الضخم في تكساس أحد العوامل.
وتتضمن مجموعة مقدمي العروض قائمة طويلة لمحطات طاقة الرياح البحرية، بعضها معروف في أميركا والبعض الآخر غير معروف جيدًا.
في العام الماضي، توقفت العديد من المشروعات في ساحل المحيط الأطلسي بسبب مشكلات سلسلة التوريد والتضخم، ما أصاب المشاركين بخيبة أمل.
قانون جونز
يمكن للرياح البحرية في أميركا الاستفادة من قانون جونز لعام 1920، وهو قانون منظم للأمن القومي، ويشبه القوانين السائدة في الدول الأخرى، إذ يقيد حركة السفن التي ترفع أعلامًا أجنبية ونقل البضائع بين المواني الأميركية، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتكمن الفكرة في التأكد من أن القائمة الموثوقة للسفن التجارية الموالية التي ترفع العلم الأميركي والمملوكة لها وطاقمها تخدم المصالح الأميركية في حالة الحرب.
ويمكن لمطوري طاقة الرياح البحرية في أميركا الاستفادة من الموارد والخبرة الهندسية لقطاع النفط والغاز، بما في ذلك الذين تتوافق سفنهم مع معايير جونز.
وعلى سبيل المثال، أُنشئت مزرعة الرياح بلوك آيلاند بمساعدة شركات النفط والغاز البحرية التي تقع مقارها الرئيسة في ولاية لويزيانا.
وفي 11 مايو/أيار الماضي، أطلقت الشركة الرائدة في مجال طاقة الرياح البحرية الدنماركية أورستد، وشركة بناء السفن في لويزيانا “إديسون تشويست أوفشور”، على سفينة عمليات الخدمة رسميًا اسم “إيكو إديسون” ECO Edison الجديدة.
وتُعد “إيكو إديسون” أول سفينة عمليات خدمة الرياح البحرية في أميركا التي جرى بناؤها وامتلاكها وطاقمها بصورة محلية، حسب موقع كلين تكنيكا (CleanTechnica).
نمو أوروبي
يتعيّن على قطاع الرياح البحرية في أميركا العمل لمدة طويلة -بجد وبسرعة- للحاق بأوروبا، ومن الأمثلة على ذلك مجموعة مزارع الرياح في “دوغر بنك” في بحر الشمال.
وتتكون هذه المزارع من 3 مراحل هي: “إيه” و”بي” و”سي”، وتأتي المرحلة “دي”، بإشراف شركتي “إس إس إي رينيوابلز” البريطانية SSE Renewables و”إكوينور” النرويجية Equinor.
ويستهدف المطوران المشاركان قدرة تصل إلى 2 غيغاواط للمرحلة “دي” من مزرعة “دوغر بنك”، وهذا يضيف جزءًا جديدًا من التغيير إلى مصفوفات المراحل الحالية للمزرعة.
وأوضحت شركة “إس إس إي رينيوابلز” البريطانية، أنه بدأ التطوير في عام 2015 لإجمالي 3.6 غيغاواط بين المراحل “إيه” و”بي” و”سي”.
وأعلنت الشركة، في بيان صحفي بتاريخ 28 يونيو/حزيران الماضي، أنه عند اكتمال مزرعة الرياح “دوغر بنك” ستكون أكبر مزرعة رياح بحرية قيد التشغيل في العالم.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..