في إطار إستراتيجيتها الداعمة لانتشار السيارات الكهربائية، كشف القائمون على صناعة السيارات الأميركية النقاب عن متطلبات مشددة جديدة بشأن كفاءة استهلاك السيارات الجديدة للبنزين.

يُقصد بكفاءة استهلاك الوقود المسافة التي تقطعها السيارة نظير استهلاك كمية ما من الوقود، وتُقاس في الولايات المتحدة بـ”ميل لكل غالون”.

وتميل السيارات ذات الكفاءة الأعلى إلى استهلاك وقود أقل لقطع المسافة نفسها ومِن ثَم تقليل الوقود المُهدر، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

وبحسب المتطلبات النهائية التي أعلنتها الإدارة الوطنية للسلامة على الطرق السريعة (NHTSA)، يوم الجمعة 7 يونيو/حزيران 2024، يتعين على صناع السيارات الجديدة تحقيق متوسط 50.4 ميلًا لغالون البنزين بحلول عام 2031، كما تدعو إلى إدخال تحسينات تستمر 5 أعوام تبدأ من طرازات عام 2027.

يأتي ذلك خلال وقت تشهد فيه إدارة الرئيس جو بايدن تباطؤًا في الطلب على السيارات الكهربائية؛ إذ تسعى لتسريع وتيرة التحول الأخضر إلى المركبات الخالية من الانبعاثات وصولًا إلى هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

استهلاك الوقود في أميركا

تقول إدارة السلامة على الطرق السريعة إن المعايير الجديدة ستخفّض استهلاك البنزين بنحو 70 مليار غالون بحلول عام 2050، وستوفر للمستهلكين تكاليف الوقود بأكثر من 23 مليار دولار أميركي، بمتوسط أكثر من 600 دولار على مدار عمر السيارة.

وانخفضت أسهم شركتي صناعة السيارات الكهربائية تيسلا (Tesla) وريفيان أوتوموتيف (Rivian Automotive) بعد الإعلان الجديد.

وفي المقابل، احتفظت شركتا جنرال موتورز (General Motors) وفورد موتور (Ford Motor) اللتان تسيطر مركبات البنزين على مبيعاتهما بصورة رئيسة، بأرباح دون 1% لكل منهما حتى 03:00 مساءً بتوقيت نيويورك يوم الجمعة (10:00 مساءً بتوقيت مكة المكرمة).

محطة لتزويد السيارات بالبنزين – الصورة من شبكة “سي إن بي سي”

يمثل المعيار الجديد ارتفاعًا بمقدار 1.4 ميلًا للغالون عن مستهدف عام 2026، لكنه أقل من هدف طرحته الإدارة سابقًا عند 58 ميلًا للغالون.

وانتقدت شركات صناعة السيارات في أميركا مقترح إدارة السلامة على الطرق السريعة بتشديد قواعد استهلاك الوقود عند 58 ميلًا للغالون، محذرة من أن المستهدفات كانت عدوانية للغاية، ومن المستحيل الوفاء بها، ومن شأنها أن تكلف الصناعة غرامات بمليارات الدولارات نظير عدم ترجمتها إلى واقع.

وبدوره، قال رئيس التحالف من أجل ابتكار السيارات الذي يضم الغالبية العظمى من مصنعي السيارات الأميركيين جون بوزيلا، إن الاقتراح “كان سيحوّل بحماقة رأسمال صناع السيارات بعيدًا عن الاستثمارات الضخمة المطلوبة للتحول إلى السيارات الكهربائية”، وفق تقرير لوكالة بلومبرغ.

وردًا على ذلك، قال مسؤول بارز بإدارة السلامة على الطرق السريعة إن المعايير النهائية تأخذ في الحسبان حجم الأموال التي ينفقها صناع السيارات على الطرازات الجديدة من السيارات الكهربائية، رغم أن القانون يحظر على الجهات التنظيمية احتساب ذلك العامل عند وضع المعايير.

التحول إلى السيارات الكهربائية

تُعد السيارات والشاحنات مصدرًا رئيسًا لانبعاثات الكربون، ومكونًا رئيسًا في جدول أعمال إدارة بايدن لحماية البيئة التي تتضمن دفع الزيادة الكبيرة في عدد السيارات الكهربائية العاملة بالبطارية على الطرق.

وتأتي الاشتراطات الجديدة الخاصة برفع كفاءة استهلاك وقود السيارات العاملة بالبنزين في أميركا استكمالًا لقواعد الانبعاثات التي أصدرتها وكالة حماية البيئة في شهر مارس/آذار.

وتأخذ القواعد الجديدة في الحسبان جهود الجهات التنظيمية الرسمية في كاليفورنيا لتسريع اعتماد السيارات الكهربائية، بحسب تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) الذي رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويمكن لصناع السيارات الامتثال للمعايير الجديدة عبر تحسين كفاءة استهلاك الوقود في المركبات العاملة بالبنزين وأيضًا من خلال زيادة عدد الطرازات العاملة بالكهرباء التي ينتجونها.

وقال وزير النقل بيتر بوتيجيج، إن المعايير الجديدة لن توفر فحسب الأموال للأميركيين في كل مرة يملؤون خزانات الوقود وإنما ستقلل التلوث الضار وستجعل أميركا أقل اعتمادًا على النفط الأجنبي.

واتخذت إدارة بايدن خطوات عديدة لدفع التحول إلى السيارات الكهربائية عبر الإعفاء من الضرائب عند الشراء والاستثمارات في شبكة الشحن العمومية.

لكن شهدت مبيعات السيارات الكهربائية تباطؤًا في الأشهر الأخيرة؛ لعوامل من بينها انخفاض عدد نقاط الشحن مقارنة بعدد أسطول السيارات الكهربائية.

محطة لشحن السيارات الكهربائية
محطة لشحن السيارات الكهربائية – الصورة من مجلة فوربس

خطوة مهمة

تباينت ردود أفعال المدافعين عن البيئة على القواعد الجديدة لاستهلاك الوقود؛ إذ قال البعض إنها ليست كافية لتحقيق النتيجة المرغوبة، وفي المقابل، نالت إشادة آخرين الذين وصفوها بالخطوة المهمة إلى الأمام.

وقال الرئيس والرئيس التنفيذي لجمعية الرئة الأميركية هارولد ويمر، إن القواعد الجديدة خطوة مهمة لخفض التلوث بالكربون والحد من تغير المناخ.

وأضاف: “المتطلبات الجديدة بشأن كفاءة استهلاك الوقود للسيارات وسيارات الدفع الرباعي والشاحنات الصغيرة مفيدة لكل من المستهلكين وللصحة. المركبات ذات الكفاءة الأعلى ستنقذ الأرواح وتوفر المال”.

في المقابل، انتقد خبير شؤون البيئة بمركز التنوع البيولوجي دان بيكر القواعد الجديدة لاستهلاك البنزين في أميركا، قائلًا إنها تمثل تراجعًا من قِبل الإدارة.

وقال إن القواعد النهائية الضعيفة لإدارة السلامة على الطرق السريعة “تُهدر الكثير من البنزين وتُطلق الكثير من التلوث وتتنازل عن سوق المركبات النظيفة لصالح المصنعين الأجانب”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.