تواصل شركة صناعة بطاريات السيارات الكهربائية الكورية الجنوبية “إس كيه أون” (SK On)، الكفاح لحماية نفسها من الخسائر، بسبب تراجع مبيعات تلك المركبات غير المتوقع، بالإضافة إلى آثار انفصالها عن الشركة الأم؛ إذ تتجه إلى تصنيع كل أنواع بطاريات الليثيوم.

وقال مدير تنفيذي لدى الشركة، في تصريحات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إن الشركة تعتزم إنتاج بطارية الليثيوم المنشورية “prismatic batteries”، وتُجري مفاوضات مع منتجين لتزويدهم بهذه البطارية.

وتشهد مبيعات السيارات الكهربائية في الدول الغربية (أميركا وأوروبا) تراجعًا متواصلًا منذ أشهر.

على سبيل المثال، أشارت بيانات حديثة -اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، في مايو/أيار الماضي (2024)- إلى أن حصة مبيعات السيارات الهجينة والكهربائية في أميركا تراجعت إلى 18% من إجمالي مبيعات المركبات الخفيفة في الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بـ18.8% في الربع الأخير من (2023).

واتخذت “إس كيه أون” إجراءات عديدة في وقت سابق، لوقف نزيف خسائرها، منها تجميد أجور الرؤساء التنفيذيين وتسريح نسبة من العمالة، بالإضافة إلى مساعي الاندماج مع شركات أخرى.

محادثات إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية

قال المتحدث الرسمي الرئيس في شركة صناعة بطاريات السيارات الكهربائية “إس كيه أون” الكورية الجنوبية كو تشانغ-كوك، إن شركته تتحدث مع عدد من منتجي السيارات الكهربائية، بهدف إبرام تعاقدات معها لبدء إنتاج بطارية الليثيوم المنشورية، حسبما ذكرت وكالة رويترز، اليوم السبت 13 يوليو/تموز 2024.

وأضاف: “نحن نتحدث مع المنتجين الذين سيحصلون على بطارية الليثيوم المنشورية.. نحن نمتلك الآن فرصة تنويع محفظة منتجاتنا في أقرب وقت”، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

شعار شركة إس كيه إنوفاشن المتخصصة في إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية – الصورة من وكالة رويترز

ولم يفصح المتحدث من “إس كيه أون” عن الشركات التي تجري المحادثات معها، لكنه أوضح أن الشركة انتهت من إعداد تقنية جديدة لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، وأنها تستعد لبدء الإنتاج فور انتهاء تلك المحادثات.

و”إس كيه أون” الكورية الجنوبية، هي رابع أكبر شركات صناعة بطاريات السيارات الكهربائية في العالم. كما أنها المزود الرئيس لبطاريات سيارات شركات فورد الأميركية (Ford) وفولكسفاغن الألمانية (Volkswagen)، بالإضافة إلى مواطنتها هيونداي موتور (Hyundai Motor) من بين شركات أخرى.

وهناك 3 أنواع من بطاريات الليثيوم -حاليًا- التي تستعمل في السيارات الكهربائية، وهي المنشورية والإسطوانية (cylindrical)، بالإضافة إلى نوع “الحقيبة” pouch-type، وكل نوع له مجموعة من العيوب والمميزات.

وتتسم بطاريات السيارات الكهربائية الأولى والثانية بمكوناتهما الصلبة، في حين تتصف الأخيرة بمواد أكثر مرونة، وهي محمية بحقيبة معدنية ذات جدار رقيق. وتنتج “إس كيه أون” -حاليًا- الأخيرة فقط.

ولن تكتفي الشركة الكورية الجنوبية بإنتاج بطاريات الليثيوم المنشورية فقط، وإنما تتطلع لتطوير بطارية الليثيوم الأسطوانية، والمعروف أن شركة “تيسلا” الأميركية Tesla تستعملها على نطاق واسع.

خسائر متواصلة

لم تحقق شركة “إس كيه أون” الكورية الجنوبية لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية أرباحًا منذ انفصالها عن الشركة الأم “إس كيه إنوفاشن” SK Innovation، منذ عام 2021، بل حققت خسائر متواصلة على مدار 10 أرباع، وفق ما ذكرته صحيفة “فايننشال تايمز”.

وقال المتحدث الرسمي الرئيس لدى الشركة كو تشانغ-كوك، إن هذا الأمر لن يدفعها إلى خفض الإنفاق الاستثماري خلال 2024، “فلم نتخذ قرارًا بهذا الشأن حتى الآن”. وأضاف أن هذا الأمر ينسحب -أيضًا- على استثمارات قطاع البحث والتطوير، وفق تقرير وكالة رويترز.

وفي مطلع العام الجاري (2024)، قالت الشركة الأم لـ”إس كيه أون”، إنها تعتزم إنفاق 9 تريليونات وون (6.55 مليار دولار أميركي)، 80% منها مخصصة لـ”إس كيه أون”.

(الوون الكوري= 0.00073 دولارًا أميركيًا)

مصنع بطاريات سيارات كهربائية
مصنع بطاريات سيارات كهربائية – الصورة من أسيمبلي ماغازين

بينما أعلنت مواطنتها ومنافستها “إل جي إنرجي سوليوشن” LG Energy Solution، أنها تعتزم خفض الإنفاق الاستثماري خلال 2024، بسبب تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية.

وفي يونيو/حزيران الماضي، علقت “إل جي” أعمال مصنعها للبطاريات في أميركا بولاية أريزونا، الذي تتجاوز تكلفته الاستثمارية عدة مليارات من الدولارات.

وفي أبريل/نيسان الماضي، قالت “إس كيه أون” إن توازن الوضع في الشركة مستهدف في النصف الثاني من العام الجاري، في حين أعلنت مطلع الشهر الجاري، أنها تعتزم اتخاذ إجراءات في شركاتها التابعة بالخارج لخفض الإنفاق، منها تجميد أجور كل المديرين التنفيذيين، حتى تتحوّل إلى الربح مجددًا.

كما اضطرت الشركة إلى استمرار تسريح العاملين في مصنعها بولاية جورجيا الأميركية، وأجّلت افتتاح ثاني مصانعها في ولاية كنتاكي، الذي تقيمه بالتعاون مع شركة فورد.

وتزايدت الديون بأكثر من 5 أضعاف من 2.9 تريليون وون كوري جنوبي (2.1 مليار دولار) إلى 15.6 تريليون وون خلال المدة ذاتها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.