أعلنت شركة النفط البريطانية “بي بي” وأكبر شركات توليد الكهرباء في اليابان “جيرا” (JERA) دمج أعمال الرياح البحرية القائمة وقيد التطوير في شركة جديدة.
وبحسب بيان صحفي، حصلت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه، ستحمل الشركة الجديدة اسم “جيرا نيكس بي بي” (JERA Nex bp)، ومن المتوقع أن تكون إحدى أكبر 5 شركات مشغّلة ومطورة ومالكة لمشروعات الرياح البحرية في العالم.
يهدف تأسيس الشركة الجديدة إلى تسريع تطوير مشروعات الرياح البحرية قيد الإنشاء، وتسهيل سبل الحصول على تمويلات تنافسية، وتحسين حافظة الأعمال المشتركة.
ومن المتوقع أن تركّز في البداية على إحراز تقدُّم في المشروعات بمنطقة شمال غرب أوروبا وأستراليا واليابان، ومواصلة تطوير الفرص الكبرى على المدى الطويل.
ودعم من تلك الأنباء، أغلقت تعاملات سهم شركة بي بي اليوم الإثنين 9 ديسمبر/كانون الأول على ارتفاع بنسبة 4.2%، ليسجل 393.8 جنيهًا استرلينيًا .
شركة الرياح البحرية جيرا نيكس بي بي
تصل قدرة إنتاج الكهرباء من مشروعات الشركة الجديدة المملوكة مناصفةً بين شركتي بي بي وجيرا إلى 13 غيغاواط، منها 1 غيغاواط من مشروعات رياح بحرية قائمة، وأخرى قيد التطوير بقدرة 7.5 غيغاواط، وعقود تأجير مضمونة بقدرة 4.5 غيغاواط.
كما تقرَّر تخصيص 5.8 مليار دولار لتطوير مشروعات الشركات بحلول نهاية العقد الجاري في عام 2030، منها 3.25 مليار دولار من بي بي، و2.55 مليار دولار من جيرا.
واتفقت الشركتان على العمل من إكمال تأسيس الشركة الجديدة، وهو تطور مُتوقع بحلول نهاية الربع الثالث من عام 2025، لكنه يظل رهنًا بالموافقات التنظيمية والأخرى ذات الصلة.
وستتولى جيرا ترشيح الرئيس التنفيذي للشركة الجديدة التي التي ستتخذ من لندن مقرًا لها، في حين سترشح بي بي كبير الماليين.
ودخلت شركتا بي بي وجيرا قطاع الرياح البحرية في العام نفسه 2019، وتضم قائمة أصول بي بي قيد التطوير مشروعًا بقدرة 9.7 غيغاواط، تتركز في بحر الشمال البريطاني وألمانيا والساحل الشرقي الأميركي.
أمّا شركة جيرا، فتتولى شركتها التابعة “جيرا نيكس” (JERA Nex) مهمة تشغيل مشروعات الرياح البحرية في أوروبا وآسيا وأستراليا.
مشروعات بي بي بقطاع الرياح البحرية
فضلًا عن دورها في إنتاج الكهرباء النظيفة، يقول الرئيس التنفيذي لشركة بي بي موراي أوشينكلوس، إن شركة الرياح البحرية الجديدة ستحافظ على نموذج أعمال يركّز على تحقيق تدفقات مالية قوية، مع خفض التكاليف الثابتة.
وبحسب تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة، يسعى أوشينكلوس الذي جاء إلى رأس شركة النفط البريطانية في يناير/كانون الثاني (2024)، إلى خفض التركيز على مصادر الطاقة المتجددة، تحقيقًا لمزيد من الأرباح من قطاع النفط والغاز.
ويتعرض أوشينكلوس لضغوط من حملة الأسهم منذ تولّيه منصبه، بسبب المخاوف من تأثير إستراتيجية تحول الطاقة في أداء أسهم الشركة التي كانت أقل من منافسيها، وتراجعت بنسبة 16% خلال هذا العام، مقارنة بانخفاض قدره 2.1% لشركة النفط متعددة الجنسيات شل.
وفي ضوء ذلك، وعد الرئيس التنفيذي الحالي باتّباع نهج عملي يركّز على الأعمال الأكثر ربحية.
وتخطط بي بي التي لا تشغّل أيّ مزرعة رياح بحرية حاليًا لبيع مشروعاتها بقطاع الرياح البرية في الولايات المتحدة، وحصتها في مشروع الطاقة الشمسية “لايت سورس بي بي” (Lightsource BP)، وفي يونيو/حزيران (2024)، قال مسؤولون، إن الشركة علّقت الاستثمارات الجديدة بقطاع الرياح البحرية.
أزمة الرياح البحرية وبي بي
تعرَّض قطاع الرياح البحرية لعدّة نكسات مؤخرًا جراء ارتفاع التكاليف وارتفاع الفائدة واضطرابات سلاسل التوريد، ما انعكس في صورة تراجع للأرباح، لتنقلب خطط بعض كبريات الشركات العالمية رأسًا على عقب، وخاصة مع نمو أرباح النفط والغاز.
وفي هذا الصدد، يعكس اندماج أعمال الرياح البحرية في شركتي “بي بي” و”جيرا” تأكيد الشركة البريطانية لمستثمريها بالتركيز على أعمال النفط والغاز الرئيسة.
وينخفض المبلغ الذي تستثمره شركة النفط بها (3.25 مليار دولار حتى 2030) عن الخطط الاستثمارية السابقة وإستراتيجية تحول الطاقة الصادرة في عام 2020.
وتفصيلًا، يمثّل الرقم أقل من نصف تقديرات سابقة للشركة بشأن حجم المبلغ المتوقع إنفاقه بمشروعات الرياح البحرية خلال العقد الجاري.
يُقارن ذلك بموقف الرئيس التنفيذي السابق برنارد لوني الذي كان يستهدف خفض انبعاثات غازات الدفيئة عبر تسريع بناء مشروعات الطاقة المتجددة وإبطاء وتيرة استثمارات النفط.
وهنا، يتوقع المحلل في شركة “جيفريز” (Jefferies) جياكومو روميو أن تمكّن شركة الرياح البحرية الجديدة “بي بي” من خفض الإنفاق الرأسمالي السنوي إلى ما دون 16 مليار دولار، فضلًا عن التخلص من أصول باستثمارات 3 مليارات دولار.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1- بيان شركة بي بي عن الاندماج
2- تراجع استثمارات بي بي بقطاع الرياح البحرية من رويترز