ليه فجأة البنك المركزي بيقرر يسحب كل السيولة دي من البنوك؟ وهل فعلاً الخطوة دي ممكن تقلل التضخم؟ ولا فيه أبعاد تانية مش واضحة لينا؟ والفلوس اللى بيتم سحبها بتروح فين؟ وايه التحركات التانية للسيطرة على التضخم؟

 

من فترة قريبة وخلال اسبوع واحد بس .. البنك المركزي قرر يسحب سيولة بحجم غير مسبوق وصل لـ1.37 تريليون بأيام، سحب 792 مليار جنيه تاني بفائدة وصلت لـ27.75%.. أرقام ضخمة صح؟ بس السؤال: ليه؟ وهل القرارات دي ممكن تحمينا من التضخم فعلاً ولا بتخلينا في دائرة مغلقة؟

الحقيقة إن الإجابة معقدة،لكن خلونا نفهمها ببساطة. السيولة في السوق المصرية زادت بشكل كبير وده بسبب ما يُعرف بـ”الأموال الساخنة”  

طب إيه أموال ساخنة؟ وليه البنك المركزي مضطر يتعامل معاها بالشكل ده؟

الأموال الساخنة هي استثمارات قصيرة الأجل بالدولاربيدخلها مستثمرين أجانب عشان يستفيدوا من الفوائد العالية لكنهم ممكن يسحبوا الفلوس في أي لحظة.. المشكلة هنا إن وجودها بيخلق سيولة فائضة بالجنيه وده اللي بيزود معدلات التضخم.

طيب المركزي بيعمل إيه؟

بيستخدم آليتين رئيسيتين لسحب السيولة أزلهم عطاء أسبوعي لمدة 7 أيام بفائدة ثابتة وتانيهم عطاء شهري لمدة 28 يوم بفائدة متغيرة

ومن أبريل اللي فات بدأ يقبل كل طلبات البنوك بدل ما كان بيحدد حصة لكل بنك.. والهدف امتصاص أكبر قدر ممكن من السيولة من السوق.

ووفقا لعدد من خبراء الاقتصاد سحب السيولة هدفه الأساسي هو “تجفيف المنبع” بمعنى وقف ضخ المزيد من الجنيهات اللي ملهاش غطاء وده بيؤدي لتقليل المعروض النقدي وبالتالي كبح التضخم.

بس هل ده كفاية؟

رغم إن التضخم في مصر بيوصل لأرقام مقلقة زي 26.5% في أكتوبر على أساس سنوي إلا إن البنك المركزي بيستهدف خفضه لـ15%. وعلشان كده العطاءات الأسبوعية مستمرة مع تشجيع الناس على الادخار في البنوك بفوائد أعلى.

والعطاءات دي بتمثل فرصة للبنوك لأنها مش خاضعة للضرائب زي أذون الخزانة.و ده بيخليها أداة مفضلة للبنوك لاستثمار أموالها.

في النهاية الخطوات دي كلها بتهدف لخلق استقرار اقتصادي رغم إنها بتشكل ضغط على البنوك وعلى العملاء كمان والسؤال اللي بيطرح نفسه: هل هنقدر نوصل للمستهدف ونحقق توازن في السوق؟ .. الأيام الجاية وتحركات المركزي هي اللى هتحسم الاجابة على الأسئلة اللى بتدور فى دماغنا



رابط المصدر

شاركها.