اقرأ في هذا المقال
- • الغاز يدعم موثوقية الشبكة عندما يكون هناك طلب ذروة على الطاقة
- • الغاز ليس نظيفًا مثل مصادر الطاقة المتجددة البديلة
- • جنوب أفريقيا تتمتع بميزة تنافسية في تقنيات الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة
- • من المرجح أن تحتاج جنوب أفريقيا إلى استيراد الغاز من موزمبيق
تواجه سياسة تحول الطاقة العادل في جنوب أفريقيا حالة نزاع وتضارب للمصالح بين الأطراف المستفيدة من الوقود الأحفوري وتلك الداعمة للمصادر المتجددة.
يأتي ذلك في وقت تسعى فيه البلاد إلى التحول من نظام قائم على الوقود الأحفوري إلى آخَر أنظف ومنخفض الكربون، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وسيعتمد هذا النظام الجديد في المقام الأول على الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر.
وستدافع الأطراف التي لديها مصالح تجارية مباشرة وغير مباشرة في قطاع الفحم عن حصتها. من ناحية أخرى، سيسعى الذين قد يستفيدون من التحول إلى ترسيخ مصالحهم الجديدة في قطاع الطاقة المتجددة.
تحول الطاقة في جنوب أفريقيا
يزعم مؤيدو استعمال الغاز أنه بصفته جزءًا من تحول الطاقة العادل في جنوب أفريقيا، يُعد حلًا وسطًا ومعقولًا بين الحاجة إلى إزالة الكربون والحفاظ على أمن الطاقة.
وتشمل جماعات الضغط لصالح الغاز رابطة مستعملي الغاز الصناعيين وتحالف النفط والغاز في جنوب أفريقيا وشركة الطاقة المملوكة للدولة إسكوم Eskom.
بدورها، تضغط شركة الطاقة والمواد الكيميائية ساسول الجنوب أفريقية Sasol بصورة كبيرة، من أجل استعمال الغاز؛ إذ إنها تدير حاليًا محطات لإسالة الغاز، ولديها مصلحة راسخة في توسيع سوق الغاز لدعم عملياتها الصناعية.
وتتلخص الحجة المؤيدة للغاز في أنه “أنظف” وأكثر فاعلية من حيث التكلفة، حسبما نشره موقع “ذا كونفرسيشن” (The Conversation) المعني بتغطية التحليلات الإخبارية والتقارير البحثية.
ويرى المحللون أن الغاز يدعم موثوقية الشبكة عندما يكون هناك طلب ذروة على الطاقة، في الأوقات التي تحول فيها الظروف الجوية القاسية دون التوليد بالطاقة الشمسية.
مقارنة بين انبعاثات الفحم والغاز
خلصت دراسة حديثة لجامعة كامبريدج، كتبها سيخو لوثانغو، إلى أن انبعاثات الكربون من الغاز أقل من الفحم، وأن الغاز ليس نظيفًا مثل مصادر الطاقة المتجددة البديلة.
وقال لوثانغو: “أزعم أن متابعة تطوير الغاز على نطاق واسع قد يؤدي إلى تعثر الأصول، إذ لا يتمكّن المستثمرون من استرداد الأموال التي أنفقوها في تطوير صناعة الغاز، ويمكن أن يحدث هذا بسبب التحول العالمي نحو مصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر”.
تجدر الإشارة إلى أن جنوب أفريقيا تتمتع بميزة تنافسية في تقنيات الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة بسبب موقعها ومواردها الطبيعية، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي حال إعطاء الأولوية للهيدروجين الأخضر، فقد يجذب استثمارات عالمية كبيرة، وقد تصبح جنوب أفريقيا رائدة في السوق.
ويمكن للهيدروجين الأخضر، جنبًا إلى جنب مع إنتاج الليثيوم، أن يخلق ما يصل إلى 94 ألف فرصة عمل، وهو ما يتجاوز بكثير فرص العمل المحتملة في قطاع الغاز.
إمدادات الغاز في جنوب أفريقيا
في 20 سبتمبر/أيلول 2024، وقّعت شركتا إسكوم وساسول مذكرة تفاهم لاستكشاف متطلبات الغاز المسال المستقبلية المحتملة وبحثها، رغم أن إمدادات الغاز في جنوب أفريقيا تُعد موضع تساؤل.
وفي يوليو/تموز 2024، انسحبت شركة الطاقة الفرنسية متعددة الجنسيات توتال إنرجي TotalEnergies من التنقيب عن الغاز في حقول مكثفات الغاز برولبادا-لويبرد على الساحل الجنوبي لجنوب أفريقيا، حسبما نشره موقع “ذا كونفرسيشن” (The Conversation).
وتسبّبت الظروف المعقدة، بما في ذلك المياه العميقة والتيارات المحيطية السريعة، في جعل المشروع غير قابل للتطبيق ماليًا للسوق في جنوب أفريقيا.
من ناحيته، يحرص وزير البترول والموارد الطاقة، غويدي مانتاشي، على التحقيق فيما إذا كان حوض كارو الداخلي يحتوي على احتياطيات نفط وغاز مجدية تجاريًا.
بغض النظر عن ذلك، من المرجح أن تحتاج جنوب أفريقيا إلى استيراد الغاز من موزمبيق.
وفي ظل أعمال العنف بالقرب من حقل الغاز باندي-تيمان في جنوب موزمبيق، يمكن استعمال الغاز سلاحًا جيوسياسيًا. ومن غير الحكمة أن تعتمد جنوب أفريقيا على دولة أخرى للإمداد.
الغاز وقود أحفوري
لا يُعد الغاز طاقة نظيفة ولا بديلًا أكثر ذكاءً من الفحم؛ إذ يتم التقليل من تسرّب الميثان على طول سلسلة التوريد الكاملة لصناعة الغاز.
والتزمت جنوب أفريقيا بالوفاء بأهداف اتفاق باريس للمناخ والتخلص التدريجي من جميع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي بحلول عام 2050.
وستظل مشروعات الغاز العاملة حاليًا (أو تلك التي في طور البناء أو الاستكشاف) تضخ الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي بحلول عام 2050، وهذا يتعارض مع اتفاق باريس.
إلى جانب ذلك، فإن تعديلات حدود الكربون وأهداف الحياد المناخي التي وضعها الاتحاد الأوروبي ستفرض عقوبات على انبعاثات الكربون. وسوف يُلاحَظ هذا عبر سلسلة التوريد بأكملها لصناعات التصدير في جنوب أفريقيا.
وسوف يؤثر ذلك في القطاعات من الزراعة إلى تصنيع السيارات إلى إنتاج المعادن والفلزات.
وتفتقر جنوب أفريقيا إلى الطلب على الغاز. وسيتعيّن إنشاء سوق جديدة؛ الأمر الذي يتطلّب استثمارات كبيرة في البنية التحتية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..