تعتزم تركيا التوسع في اتفاقيات شراء الغاز المسال طويلة الأجل؛ للإسهام في تلبية الطلب المحلي على الطاقة مع اقتراب انتهاء مدة عقود استيراد موقعة مع روسيا.

وتضع أنقرة نصب أعينها التوسع في اتفاقيات التوريد من دولتين عربيتين رائدتين في هذا الشأن، هما الجزائر وقطر، بالإضافة إلى دولة أفريقية ودول أخرى.

وبحسب بيانات تقرير “مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في النصف الأول من 2024” الصادر عن وحدة أبحاث منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، كانت أنقرة أكبر مستورد للغاز المسال الجزائري خلال النصف الأول من العام الجاري (2024).

وتأتي خطط زيادة الواردات بالتوازي مع محاولات تكثيف إنتاج الغاز محليًا، ويتهيّأ حقل صقاريا الواقع في البحر الأسود لاستقبال منصة جديدة تثري إنتاج البلاد مع بدء تشغيلها عقب عامين.

اتفاقيات توريد جديدة

تخطط تركيا لتوقيع عقود توريد غاز مسال جديدة مع عدد من الموردين العالميين، وأبرزهم: (الجزائر، وقطر، ونيجيريا، وأميركا)، في إطار الاستعداد لتأمين الإمدادات عقب انتهاء عقود توريد غاز من روسيا عام 2025.

وكشفت بيانات تقرير وحدة أبحاث منصة الطاقة النصف سنوي، عن أن أنقرة استوردت من الجزائر 2.17 مليون طن خلال الأشهر الـ6 الأولى من العام الجاري.

ومن المقرر أن تفصح الهيئات المعنية عن تفاصيل العقود طويلة الأجل، الممتدة من عام 2027 حتى 2037، خلال وقت قريب.

ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حصة تركيا من شحنات الغاز المسال الجزائري خلال النصف الأول من 2024:

بدوره، أكّد وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، أن هناك اتجاهًا لتوقيع عقود شراء طويلة الأجل، تضمن استمرار تدفق الغاز المسال إلى أنقرة حتى عام 2037.

وتوفر الاتفاقيات ما يتراوح بين 5 مليارات و6 مليارات متر مكعب سنويًا، وتسهم تدفقات الغاز المسال المرتقبة وفق الاتفاقيات الجديدة في تلبية الطلب على الطاقة بنسبة قد تصل إلى 13%، بحسب ما نقله موقع إكس إم (XM) عن رويترز.

وفي الآونة الحالية، تستعمل أنقرة مزيجًا من الغاز الطبيعي المستورد من روسيا وأذربيجان وإيران عبر خطوط أنابيب، بالإضافة إلى تدفقات غاز مسال أيضًا.

ومع التوسع في استيراد الغاز المسال يمكن لتركيا خفض وارداتها عبر خطوط الأنابيب، خاصة أن استهلاك الغاز في أنقرة يتجاوز 50 مليار متر مكعب سنويًا.

زيادة الإنتاج المحلي

في إطار موازٍ لمساعي توقيع اتفاقيات توريد غاز مسال طويلة الأجل، تعكف تركيا على زيادة إنتاجها المحلي من الغاز، وتعزيز الأصول البحرية بمرافق جديدة من شأنها زيادة الإنتاج.

ومن المتوقّع أن تصل وحدة إنتاج وتخزين وتفريغ (FPSO) جديدة إلى سواحل البلاد مطلع أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بعد رحلة تستغرق شهرين بدءًا من مغادرة حوض بناء سفن في سنغافورة الأسبوع المقبل.

وفور وصول الوحدة تبدأ أعمال صيانة تستغرق عدة أشهر، قبل أن تصل وجهتها المحددة في حقل سكاريا للغاز الواقع في البحر الأسود؛ حيث تستقر بعمر تشغيلي متوقّع أن يمتد 20 عامًا.

سفينة حفر تركية
سفينة حفر تركية – الصورة من Offshore Energy

وتتلخّص مهمة الوحدة العائمة في استخراج الغاز من الأصول الكامنة في قاع البحر، ومعالجة هذه التدفقات وضخها في مرحلة لاحقة لمرافق برية، وتؤهلها مواصفاتها لذلك؛ إذ يصل طولها إلى 300 متر، وعرضها وارتفاعها 56 و58 مترًا على التوالي.

وتُشير التوقعات إلى أن الوحدة العائمة الجديدة ترفع إنتاج تركيا من الغاز إلى 20 مليون متر مكعب يوميًا، طبقًا لتصريحات وزير الطاقة “بايراكتار” نقلتها وكالة الأناضول.

وتفصيليًا، ينتج حقل سكاريا -حاليًا- 5.5 مليون متر مكعب يوميًا وقد يرتفع هذا المعدل إلى 10 ملايين متر مكعب خلال الربع الأول من العام المقبل (2025).

وفي العام اللاحق له، تضيف الوحدة العائمة إنتاجًا متوقّعًا بنحو 10 ملايين متر مكعب أخرى بشكل يومي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.