سجّلت أحدث البيانات الشهرية نموًا قياسيًا بعدد تركيبات الطاقة الشمسية على الأسطح في أستراليا خلال شهر يوليو/تموز المنصرم من العام الجاري (2024).
ووفق أحدث بيانات قطاع الطاقة المتجددة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، قفزت التركيبات الشمسية على الأسطح بنسبة 23% مقارنة بشهر يونيو/حزيران السابق (2024).
يُقارن ذلك بسادس شهور العام، الذي سجل انخفاضًا حادًا في عدد التركيبات، بعدما سجل مايو/أيار رقمًا قياسيًا.
وخلال المدة بين شهري فبراير/شباط ويونيو/حزيران (باستثناء مايو/أيار)، سجّل عدد التركيبات مسارًا هبوطيًا مثيرًا لقلق مراقبي القطاع الذين رصدوا استغراق المواطنين وقتًا أطول قبل اتخاذ قرار الشراء.
تركيبات الطاقة الشمسية على الأسطح
وصف المدير الإداري لشركة استشارات الطاقة الشمسية “صن ويز” وارويك جونستون التركيبات على الأسطح المسجلة خلال يوليو/تموز بخامس أفضل شهر لها على الإطلاق.
وبحسب جونستون، كان يوليو/تموز شهرًا استثنائيًا؛ إذ غيّر مسار الاتجاه النزولي لعدد التركيبات الذي استمر خلال المدة بين شهري فبراير/شباط ويونيو/حزيران (2024)، باستثناء مايو/أيار.
وبلغ عدد التركيبات في يوليو/تموز 302 ميغاواط، بارتفاع كبير عن 248 ميغاواط في يونيو/حزيران، و292 ميغاواط في مايو/أيار.
وسجلت “صن ويز” ارتفاعًا في اهتمام المواطنين بتركيب ألواح الطاقة الشمسية على الأسطح خلال يوليو/تموز، رغم الارتفاع بقيمة فواتير الكهرباء والمفاجأة غير السارّة بفرض رسوم جديدة بسبب تركيب العدّادات الذكية.
وقاد القطاع التجاري القفزة في سوق الطاقة الشمسية على الأسطح في أستراليا خلال شهر يوليو/تموز، نتيجة لارتفاع عدد تركيباته بنسبة 55% مقارنة بالشهر السابق.
وعلى نحو خاص، كان النمو من نصيب الأنظمة التي تتراوح قدراتها بين 75 كيلوواط و100 كيلوواط، ولذلك ارتفع متوسط حجم تركيبات تلك الأنظمة إلى 10.6 كيلوواط، وهو ثاني أعلى مستوى خلال الأشهر الأخيرة.
كما رصدت شركة الأبحاث والتحليلات نموًا لافتًا للتركيبات داخل نطاق يتراوح بين 8 و50 كيلوواط، وفق تقرير لمنصة “رينيو إيكونومي” (renew economy).
توقعات متفائلة
تتوقع “صن ويز” أن تؤدي الطاقة الشمسية على الأسطح، مع النمو المتوقع في بطاريات تخزين الكهرباء المنزلية، دورًا حاسمًا في إزالة الكربون من شبكة الكهرباء في أستراليا خلال العقود المقبلة.
وتشكّل الطاقة الشمسية على الأسطح 11.2% من مزيج الكهرباء في أستراليا؛ ما يجعلها ثاني أكبر مصادر الطاقة المتجددة إسهامًا بعد طاقة الرياح، ورابع أكبر مصدر توليد عمومًا.
وفي العام الماضي (2023)، بلغت القدرات الإجمالية لتركيبات الطاقة الشمسية على الأسطح 20 غيغاواط، وفق ما جاء في تقرير لمجلس الطاقة النظيفة الذي يمثّل شركات الطاقة المتجددة وتخزين الكهرباء.
وبدعم من انتشار الطاقة الشمسية على الأسطح، وافقت السلطات في مطلع يوليو/تموز (2024) على أكثر من 420 بطارية مجتمعية ضمن مساعي تعزيز قدرات شبكات الكهرباء لاستيعاب النمو الكبير بالإنتاج.
يُشار هنا إلى أن أستراليا تستهدف إنتاج 82% من الكهرباء من المصادر المتجددة بحلول عام 2030، وخفض الانبعاثات بنسبة 43% بحلول العام نفسه، على طريق تحقيق هدف الحياد الكربوني في عام 2050.
وتتباين التوقعات بشأن وتيرة تركيبات الطاقة الشمسية على الأسطح في أستراليا؛ إذ يتوقع مشغّل سوق الطاقة الأسترالي أن تتضاعف 4 مرات بحلول عام 2050، إلى 86 غيغاواط من 21 غيغاواط حاليًا.
وفي المقابل، تشير تقديرات شركة “بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس” لأبحاث الطاقة إلى توقعات بانخفاض بمقدار النصف بحلول عام 2026 عن المستويات الحالية.
اتجاه مقلق
حذّر المدير الإداري لشركة “صن ويز” وارويك جونستون من اتجاه مثير للقلق داخل سوق الطاقة الشمسية على الأسطح في أستراليا.
وقال، إنه يبدو أن السوق وصلت لذروتها في ظل حدوث تقلبات بين رصد انخفاض التركيبات وتحسُّن في النمو.
وعلى الرغم من أن الارتفاعات القياسية قد تعوّض الانخفاضات، فإن الأمور قد تكون صعبة بالنسبة لتجّار التجزئة في السوق، بحسب جونستون.
وتلك ليست المرة الأولى التي يحذّر فيها جونستون من الوضع القائم؛ إذ ذكر في تقرير عن تركيبات شهر يونيو/حزيران (2024) أن قدرات السوق تبدو جيدة، لكنها تنطوي على تراجع باستثناء شهر مايو/أيار 2024.
وأضاف ان انخفاض كلٍّ من عدد التركيبات والأسعار يعني أن إيرادات السوق الكلية ستتراجع؛ وهو ما يزيد الضغوط على تجّار البيع بالتجزئة، وفق تقرير لمنصة “بي في ماغازين” الذي رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ولفت -أيضًا- إلى دلائل تشير إلى عدم إقبال جميع المواطنين على الشراء، إذ يستغرق قرار شرائهم نظامًا شمسيًا جديدًا وقتًا أطول، وعندما يشترون -بالفعل- يكون النظام أصغر وأرخص مقارنة بأوقات سابقة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..