أزاحت شركة صينية الستار عن بدء تطوير أول محطة شمسية حرارية في العالم يمكنها العمل ببرج مزدوج، بالاعتماد على التداخل والجمع بين تقنيات نظيفة عدة.

وتهدف التقنيات المدمجة في المحطة إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لدى أكبر الاقتصادات الآسيوية، التي اشتهرت صناعاتها بإطلاق حصة ضخمة من غازات الاحتباس الحراري.

ووفق معلومات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تُعد المحطة جزءًا من تطوير مجمع أكبر للطاقة النظيفة، ويمكن القول إن المجمع يشكّل “مشروعًا هجينًا”؛ إذ يضم محطات شمسية وحرارية وتوربينات رياح -أيضًا-.

ويأتي هذا في إطار تركيز بكين على توسعات الطاقة الشمسية بصورة خاصة، والطاقة النظيفة بصورة عامة؛ إذ افتتحت شهر يونيو/حزيران الماضي أكبر محطة شمسية في العالم بعد ربطها بالشبكة.

المحطة الشمسية الحرارية

تقع أول محطة شمسية حرارية في العالم بمدينة غواتشو، شمال غرب مقاطعة قانسو الصينية، وتعتمد فكرتها على أساس توليد الطاقة الحرارية عبر حرارة الطاقة الشمسية بدلًا من الفحم، لاستعمالها في تبخير المياه بضغط عالٍ، والاستفادة من الطاقة المولدة في تشغيل التوربينات وتوليد الكهرباء.

وتفصيليًا، ابتكرت شركة ثري جورجيس كوربوري شن (Three Gorges Corporation) -التي سبق أن بنَت أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم- فكرة تعزيز المحطة الشمسية الحرارية ببرجيْن يعملان على امتصاص المزيد من الحرارة والتعامل معها من خلال توربين يعمل بالبخار.

محطة طاقة شمسية مركزة في الصين مزودة ببرج – الصورة من IEEE Spectrum

وزوّدت الشركة الصينية ببرجي أول محطة شمسية حرارية في العالم -اللذين يصل ارتفاعهما إلى 200 متر- بنحو 30 ألف مرآة أو عاكس (يطلق عليه هيلوستيت)، وتمتد العواكس على مساحة 800 ألف متر مربع بهدف تجميع ضوء الشمس بكفاءة تصل إلى 94%.

ويمكن القول إن هذه التقنية تشبه كثيرًا طريقة عمل منشآت الطاقة الشمسية المركزة، إذ تشكّل هذه العواكس ما يشبه الدائرتيْن المتداخلتيْن على نطاق واسع لتكثيف ضوء الشمس على كل برج.

تقنيات إضافية

لا يقتصر عمل أول محطة شمسية حرارية في العالم تعمل ببرج مزدوج على النهار فقط، كعادة المحطات الشمسية، فالشركة الصينية أضافت المزيد من التقنيات لتعزيز إنتاج الكهرباء النظيفة ليلًا -أيضًا-.

ومع غياب ضوء الشمس نهارًا، لا تتوقف أول محطة شمسية حرارية في العالم عن العمل؛ إذ يُسهم استعمال “الملح المذاب” في توليد الكهرباء ليلًا، وهي تقنية ربما لا تكون شائعة على الإطلاق في مثل هذه المحطات.

وتحتوي الأبراج على ملح مذاب ليكون وسيطًا لتخزين الحرارة الزائدة الممتصة خلال وقت النهار فيما يشبه “البطاريات الحرارية”، ومع إطلاق هذا الملح ليلًا يتواصل تشغيل المولدات والتوربينات لإنتاج الكهرباء.

ووفق مسؤولين ضمن فريق عمل أول محطة شمسية حرارية في العالم تعمل ببرج مزدوج، فإن كفاءة المحطة ترتفع بنسبة 24% عن نظيراتها؛ نظرًا إلى أن العواكس المتداخلة موزعة على البرجيْن أو في أحدهما.

ويسهل تحريك العواكس “المرايا” حسب اتجاه الشمس، وتكتسب مرونة في الاتجاه شرقًا صباحًا أو غربًا عقب ذلك بصورة تلقائية، وفق ما ذكره موقع إنترستنغ إنيجينيرينج (Interesting Engineering)

جدير بالذكر أن أول محطة شمسية حرارية في العالم، المتوقع تشغيلها نهاية العام الجاري 2024، تتسع في مراحل لاحقة للمزيد من الأبراج لزيادة كفاءتها وإنتاجها.

محطة شمسية تابعة لشركة ثري جورجز الصينية
محطة شمسية تابعة لشركة ثري جورجز الصينية – الصورة من PV Magazine

التطورات الشمسية في الصين

تشبه المحطة الشمسية الحرارية في عملها المحطات التقليدية لتوليد الكهرباء بالفحم، إذ تسخّن أشعة الشمس المركزة المياه وتدفع التوربينات لإنتاج الكهرباء؛ لكن تمتاز هذه المحطة عن المحطات الحرارية التقليدية بقدرتها على الإنتاج ليلًا بانبعاثات منخفضة.

ويضيف مشروع أول محطة شمسية حرارية في العالم المزيد من الإنجازات للتطورات النظيفة في الصين.

وبدأت بكين استكشاف الطاقة الشمسية الحرارية وتطويرها عام 2016، ومؤخرًا أُعلنت تفاصيل أكثر حول مشروع هجين أوسع نطاقًا، وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني لشبكة تلفزيون الصين الدولية (CGTN).

بالإضافة إلى أول محطة شمسية حرارية في العالم تعمل ببرج مزدوج، تطور الصين محطات أخرى تندرج تحت غطاء مجمع ضخم للطاقة النظيفة، يمكنه إنتاج 1.8 مليار كيلوواط/ساعة سنويًا من الكهرباء النظيفة.

وعبر مشروع المجمع -الذي يضم المحطة الشمسية الحرارية، ومشروعًا آخر للرياح- تتجنب بكين انبعاثات كربونية تُقدر بنحو 1.53 مليون طن سنويًا.

وحققت قدرات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في الصين نموًا هائلًا بنسبة 55.2% العام الماضي، وأضافت بكين قدرة تزيد على 216 غيغاواط إضافية العام الجاري، تمهيدًا لقدرة متجددة تصل إلى 1200 غيغاوط بحلول نهاية العقد، في إطار التزامها بخطوات تحقيق الحياد الكربوني عام 2060.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.