يواجه تعدين الليثيوم في تشيلي انتقادات بيئية جديدة، في ضوء زيادة حجم النفايات الناجمة عنه، إضافة إلى الاستهلاك الكثيف للمياه والطاقة، وتلوث المجاري المائية والتربة.

وأظهرت دراسة أجرتها جامعة تشيلي، اطلعت منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) على تفاصيلها، أن مسطحات الملح في صحراء أتاكاما تغرق بمعدل يتراوح بين 1 و2 سنتيمتر سنويًا بسبب المناجم وعمليات تعدين الليثيوم في المنطقة.

وتمتلك تشيلي أكبر احتياطي من معدن الليثيوم على مستوى العالم، والذي يعد من المعادن المهمة لعمليات تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية.

واستحوذت بلدان “أستراليا، وتشيلي، والصين” على 88% من إنتاج الليثيوم عالميًا، العام الماضي (2023).

وجاءت تشيلي في المرتبة الثانية ضمن قائمة أكبر المنتحين؛ إذ قفز إنتاجها من 13.5 ألف طن متري عام 2013 إلى 44 ألف طن متري عام 2023، بحسب الإحصائيات المنشورة على موقع “مايننغ“.

غرق مسطحات الملح

استندت الدراسة إلى بيانات للأقمار الصناعية التي جُمعت بين عامي (2020) و(2023) للتحقق من تشوهات القشرة الأرضية في صحراء أتاكاما بسبب تعدين الليثيوم في تشيلي.

وقال الباحث في قسم الجيولوجيا بجامعة تشيلي، المؤلف الرئيس للدراسة، فرانسيسكو ديلغادو، إن المنطقة المتوقع غرقها تقع في الجزء الجنوبي الغربي من مسطحات الملح، حيث تعمل شركات تعدين الليثيوم في تشيلي.

محطة لمعالجة الليثيوم – الصورة من موقع emerging-europe

وأشار ديلغادو إلى أن منطقة مسطحات الملح لن تتعرض بأكملها للغرق، لكن المشكلة تكمن في الأجزاء التي تنفذ بها شركات تعدين الليثيوم في تشيلي غالبية عمليات الضخ الأكثر كثافة للمحلول الملحي الغني بهذا المعدن، وفق تفاصيل الدراسة التي نشرتها رويترز.

وأضاف -في الدراسة المنشور بمجلة علوم الأرض والاستشعار عن بُعد التي يصدرها معهد “آي إي إي إي IEEE” الأميركي غير الهادف للربح- أن معدلات ضخ المحلول الملحي بمنطقة تعدين الليثيوم في تشيلي أسرع من إعادة شحن طبقات المياه الجوفية؛ ما يؤدي إلى هبوط المنطقة محل العمل أسفل سطح الأرض.

مشكلة خطيرة

قال الباحث في قسم الجيولوجيا بجامعة تشيلي إن الهبوط الناجم عن تلك التغيرات غير القابلة للتعديل يمثل مشكلة خطيرة للغاية.

وأضاف أن المنطقة المتأثرة بنشاط تعدين الليثيوم تبلغ مساحتها نحو 8 كيلومترات (5 أميال) من الشمال إلى الجنوب، و5 كيلومترات أخرى (3 أميال) من الشرق إلى الغرب.

ويشار إلى أن الدراسة حصلت على البيانات اللازمة بوساطة القمر الصناعي ساوكوم 1 (SAOCOM-1) التابع للجنة الوطنية الأرجنتينية لدراسات الفضاء.

ومن المعروف أن تشيلي، ثاني أكبر منتج لليثيوم في العالم لعام 2023، تستخرج المعدن من مسطحات أتاكاما الملحية، التي تحتوي على أحد أكبر احتياطيات الليثيوم في العالم.

ويجري الحصول على المعدن، عن طريق ظاهرة التبخر، التي يُفقد بسببها 90% من الماء في الغلاف الجوي.

مشروع لتعدين الليثيوم في تشيلي
أحد مشروعات تعدين الليثيوم في تشيلي – الصورة من رويترز

ارتفاع الطلب

عقدت شركة إس كيو إم (SQM) في تشيلي مؤخرًا شراكة مع شركة كوديلكو (Codelco) العملاقة للنحاس المملوكة للدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، في إطار سعي الحكومة للتوسع في الإنتاج.

ولا تعترف شركات تعدين الليثيوم في تشيلي بما يراه الباحثون من تأثيرات بيئية خطيرة ناجمة عن هذا النشاط، مثل تجفيف إمدادات المياه للنباتات والحيوانات في الصحراء؛ بما في ذلك البحيرات التي تُعَد موطنًا لأنواع عديدة من طيور الفلامنجو النادرة.

وتُعَد صحراء أتاكاما، وهي أرض جافة ذات مساحة شاسعة في شمال تشيلي، ثاني أكبر مصدر لليثيوم في العالم.

وتمتص مناجم الليثيوم كميات هائلة من المحاليل الملحية الغنية بالمعادن من تحت الأرض، وبعد ضخ المياه تترك تحت أشعة الشمس ليتبخر معظمها ليترك كميات غنية بالليثيوم.

ومن المتوقع ارتفاع معدل الطلب على الليثيوم إلى 4 ملايين طن متري في عام 2030، مقارنة بـ500 ألف طن متري عام 2021؛ إذ يعد هذا المعدن أحد المكونات الرئيسة لصناعات بطاريات السيارات الكهربائية والإلكترونيات، وفقًا لمتابعات منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.