زادت تأثيرات تغير المناخ في قطاع الزراعة مؤخرًا، ما عزّز إدراك المزارعين والمختصين بأهمية تطبيق ممارسات مستدامة وصديقة للبيئة في القطاع.
وبحسب التفاصيل التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، اكتسبت الزراعة التجديدية اهتمامًا متزايدًا في الآونة الأخيرة، خاصة مع تبنّي المزارعين سياسات للتكيف مع التغيرات المناخية لحماية البيئة.
وخطط معنيون بالأمر إلى الترويج لفكرتهم في مؤتمرات وفعاليات، ومن ضمنها: مؤتمر تستضيفه ولاية غلينارم في أيرلندا الشمالية، خلال شهر سبتمبر/أيلول الجاري.
ويعدّ المؤتمر الحدث الأول من نوعه لمناقشة فكرة “الزراعة التجديدية”، بحضور: عدد من منتجي الأغذية، ومزارعين، وعلماء زراعة، وباحثين، ومنظمات غير حكومية، وصنّاع سياسات، وفقًا للتفاصيل المنشورة في موقع ميد إيست أن تريم.
وتركّز الزراعة التجديدية على تعزيز استدامة التربة والتنوع البيولوجي والنظام البيئي، ومواجهة التداعيات التي يسبّبها تغير المناخ، وتلف المحاصيل، وحركات هجرة ونزوح الكثير من الأشخاص بسبب الجفاف، وفقًا لبيانات نشرها موقع فاستر كابيتال.
تقنيات زراعية جديدة
يستهدف مؤتمر غلينارم مناقشة تأثير تغير المناخ في التربة الزراعية، بالإضافة إلى تبادل الخبرات لتعلم تقنيات جديدة أكثر مرونة في المستقبل.
وقال مزارع، يُدعى ويل فريزر، إن الإفراط في استعمال الأسمدة الزراعية -سواء كانت عضوية أم غير عضوية- يضرّ بالنباتات، وفقًا لتفاصيل منشورة في موقع بي بي سي البريطاني.
واستلهم فريزر فكرة الزراعة التجديدية وتنوع مناطق تجمع الماشية للحصول على غذائها، من شجرة بلوط تقع وسط منطقة مراعٍ تقابل مزرعة تضم ماشية كانت تُخرَج لأكل الحشائش.
ويرى فريزر أن الاستعمال المفرط للأسمدة في مرعى الماشية، بجانب تجمّع الحيوانات في المنطقة نفسها للحصول على غذائها، وعدم إعطاء فرصة لتجدد المرعى مرة أخرى، دمَّر جذور شجرة البلوط الموجودة هناك.
وأوحت هذه الظروف للمزارع بأهمية تطبيق ممارسات الزراعة التجديدية، و مدى الخطورة التي يشكّلها الاستعمال المفرط للأسمدة على صحة التربة.
انبعاثات الزراعة
اتّجه ويل فريزر لاتّباع آلية تنويع العشب المغذّي للماشية على مدار اليوم؛ بهدف تشجيع نمو الديدان والحشرات الأخرى في التربة.
وقال، إن هناك الكثير من المخاطر التي يتعرض لها النظام البيئي، خاصة في ضوء تغير المناخ وظروف الطقس المتقلبة.
وأكد الحاجة إلى تربة جيدة ومراعٍ خضراء أكثر مرونة في التعامل مع تداعيات تغير المناخ، كالطقس البارد في فصل الربيع وهطول الأمطار خلال فصل الصيف.
وتسهم منظومة إنتاج الأغذية زراعيًا بما يقارب ثلث الانبعاثات الكربونية حول العالم، وفقًا لإحصاءات صادرة عن البنك الدولي.
ويتضح تأثير التغيرات المناخية في الاستعمال غير المستدام للأراضي، فضلًا عن انبعاثات غاز الميثان من تربية الثروة الحيوانية، وفقدان التنوع البيولوجي، وإهدار مزيد من كميات المياه، وذلك في خضم ازدياد الطلب على الغذاء لتوفير الطعام لـ9.7 مليار شخص على مستوى العالم.
دعم حكومي
قال مربي الماشية في ولاية ميزوري الأميركية، غريغ غودي، إن الزراعة التقليدية تعتمد على استعمال الكثير من الأسمدة، مثل النيتروجين والفوسفور.
وأضاف أنه لجأ لنقل ماشيته من منطقة إلى أخرى، لتغذيتها من الحشائش بمعدل 3 مرات يوميًا.
وأشار إلى أن هذه الطريقة تساعد على تجدُّد العُشب في المراعي، وحصول الماشية على غذاء متنوع، وتكاثر الديدان في الأرض.
وترى مُنظِمة مؤتمر الزراعة التجديدية في أيرلندا الشمالية، بروناغ أوكين، أن تطبيق هذه التقنية يحتاج إلى المزيد من الدعم الحكومي.
وأضافت أن هذا الفكرة منتشرة في أنحاء العالم، لكنها تحتاج إلى تدخل حكومي في أيرلندا لوضع خطط تنفيذية، لاسيما أنه قطاع صعب للغاية.
ويرى المزارع الأميركي غريغ غودي أهمية التحول تجاه التركيز على الزراعة التجديدية، ما يتطلب الاعتماد على منظومة رعي صديقة للبيئة وللحياة البرية.
وأضاف أن هذه المنظومة ستساعد على علاج دورة توفر المياه، إذ يرى أن استمرار وجود الحيوانات في المرعى نفسه يؤدي إلى تدمير التربة الزراعية، مستشهدًا بالرعي الجائر في غرب أميركا.
وأشار إلى أن المشكلة تكمن في كيفية إدارة منظومة الرعي، لتجنّب تدمير التربة، وتطبيق منظومة الزراعة التجديدية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..