اقرأ في هذا المقال

  • تغير المناخ يهدد الإنتاج الزراعي العالمي.
  • توقعات بزيادة الطلب على الغذاء بحلول عام 2050.
  • أحدث تغير المناخ هزةً عنيفةً في أسواق الغذاء العالمية.
  • خفّضت الأمطار الغزيرة الناجمة عن إعصار بيريل أسعار القمح في أميركا.
  • هطول الأمطار سبّب صداعًا في رؤوس مزارعي القمح الفرنسيين.

عاد تغير المناخ -مجددًا- ليطل بوجهه القبيح على سلاسل إمدادات الغذاء العالمية نتيجة الزيادة في وتيرة وشدة ظواهر الطقس المتطرفة مثل موجات الحر والجفاف والأمطار الغزيرة والفيضانات التي تهدد الإنتاج الزراعي وتضع الأمن الغذائي على المحك.

وشهدت أسعار العديد من السلع الغذائية الرئيسة تحولات جذرية نتيجة التغيرات المناخية والاضطرابات الحاصلة في الممرات الملاحية المهمة مثل قناة السويس؛ ما أثر سلبًا في المنتجين والمستهلكين حول العالم.

ومن المتوقع أن يزيد الطلب العالمي على الغذاء بنسبة تتراوح بين 60% و100% بحلول عام 2050 بسبب الزيادة السكانية المطردة؛ غير أن تغير المناخ يَنتُج عنه هبوط الإنتاجية الزراعية العالمية بنسبة مذهلة لامست 21% منذ عام 1961.

وفي المناطق الأكثر سخونةً مثل أفريقيا وأمريكا اللاتينية، انخفضت الإنتاجية بما يتراوح من 26% إلى 34%، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)

هزة عنيفة

أحدث تغير المناخ هزةً عنيفةً في أسواق الغذاء العالمية إلى الحد الذي أصبحت فيه إمدادات الغذاء تحت رحمة ظروف الطقس المتطرفة، وفق ما أوردته بلومبرغ.

وقد تؤدي هذه التغيرات المناخية إلى ارتفاع معدلات المجاعة وسوء التغذية بنسبة تقترب من 20% بحلول أواسط القرن الحالي (2050)؛ ما يُلحِق أضرارًا بالغة بملايين الأشخاص على الكوكب.

وسجّلت أسعار القهوة العالمية صعودًا حادًا نتيجة التأثير الذي خلّفه التدهور بظروف زراعة هذا المحصول في أميركا اللاتينية وآسيا؛ ما أضر بالإنتاج العالمي.

في المقابل ساعدت الأمطار الغزيرة الناجمة عن إعصار بيريل على خفض أسعار القمح وفول الصويا في الولايات المتحدة الأميركية.

وفي الصين أضحت المحاصيل عُرضة بشدة لظروف الطقس المتطرفة الناجمة عن تغير المناخ.

تحديات تتفاقم

مع ارتفاع كمية الغذاء المطلوبة عالميًا؛ فإن توفير الطعام لعالم تتزايد أعداد سكانه بشكل مطرد سيتطلب أنظمة نقل وبيع وتوصيل أكثر تعقيدًا.

وقد تُسهم ظروف الطقس المتطرفة، مثل الأعاصير أو الفيضانات، في زعزعة الاستقرار بتلك الأنظمة الحساسة بالفعل، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وستؤثر تلك التحديات في الأمن الغذائي لعالم يعتمد على المزارعين الصغار في الحصول على الغذاء.

وفيما يلي أحدث التأثيرات التي خلّفها تغير المناخ في أسواق المحاصيل الغذائية عالميًا:

ارتفاع أسعار القهوة

تدهورت آفاق إنتاجية محصول القهوة في البرازيل، أكبر مُنتِج للبن في العالم، خلال الوقت الذي انخفض فيه معدل حصاد هذا المحصول بأكثر من المعتاد في أعقاب موجة الجفاف التي ضربت البلد اللاتيني.

كما تكبّدت إنتاجية البن خسائر قوية في فيتنام وإندونيسيا نتيجة ظروف الطقس غير المواتية.

وأشعل هذا مخاوف التجار خلال الأسبوع الحالي؛ إذ صعدت أسعار العقود الآجلة لقهوة أرابيكا المُستعمَلة في المشروبات المتخصصة إلى أعلى مستوياتها خلال عامين.

كما لامست أسعار قهوة روبوستا الأرخص ثمنًا والمفضلة للمشروبات الفورية ذروتها منذ سبعينيات القرن الماضي.

وحذرت شركة لافازا Lavazza الإيطالية لتحميص البن من أن أسعار القهوة ستواصل الصعود حتى أواسط العام المقبل (2025) بسبب نقص حبوب البن لدى المزارعين الرئيسين.

وإلى ذلك زادت تكاليف الشركة خلال السنوات الأخيرة نتيجة اضطرابات الشحن الحاصلة في قناة السويس.

قناة السويس
قناة السويس – الصورة من maritimeprofessional

أسعار الشوكولاتة تتضخم

ربما يبدأ عشاق الشوكولاتة -قريبًا- رحلة معاناة من آثار تغير المناخ القاسية التي أثرت سلبًا في محصول الكاكاو بغرب أفريقيا.

وما زال مصنّعو الشوكولاتة بمنأى نسبيًا -حتى الآن- عن آثار الارتفاع التاريخي في أسعار الكاكاو بفضل المخزونات التي جمعوها وقت انخفاض أسعار حبوب هذا المحصول، وهو ما يتضح في ارتفاع معدل معالجة الكاكاو في أوروبا، المنطقة الأكثر استهلاكًا لتلك السلعة عالميًا، بنسبة 4.1% خلال الربع الثاني من العام الحالي (2024) مقارنةً بالعام السابق (2023)، وفق بيانات رابطة الكاكاو الأوروبية الصادرة في 11 يوليو/تموز (2024).

ومع ذلك سيحتاج مصنّعو الشوكولاتة إلى تجديد الإمدادات بتكاليف أعلى؛ وهو ما سيُمَرر إلى المستهلك النهائي.

وأثرت الشكوك في قدرة الطلب على الشوكولاتة على الصمود في وجه أسعار الكاكاو المرتفعة سلبًا في أسهم شركة باري كاليبو (Barry Callebaut) السويسرية، التي هبطت 9% في تداولات الحادي عشر من يوليو/تموز (2024).

سوق حبوب متقلبة

تراجعت أسعار العقود الآجلة للقمح وفول الصويا إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2020 في بورصة شيكاغو، هذا الأسبوع، ويُعزى هذا جزئيًا إلى الأمطار النافعة التي جلبها إعصار بيريل إلى مناطق عدة في الولايات المتحدة الأميركية.

غير أن هطول الأمطار بشكل قوي قد أحدث صداعًا في رؤوس مزارعي القمح الفرنسيين، بحسب معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتتوقّع باريس أن يهبط محصول القمح اللين (قمح الخبز) بنسبة 15% ليصل إلى أدنى مستوياته في 4 أعوام؛ ما يهدد بفرض قيود على الصادرات التي غالبًا ما تذهب إلى أميركا الشمالية والشرق الأوسط.

شتلات أرز في حقل أرز بمقاطعة تشغيانغ الصينية
شتلات أرز في حقل أرز بمقاطعة تشغيانغ الصينية – الصورة من بلومبرغ

تهديد في الصين

لم تسلم الصين من تداعيات الصيف الساخن الناتج عن تغير المناخ، والمصحوب بموجات الجفاف والفيضانات والأعاصير؛ ما انعكس على إنتاجية المحاصيل في ثاني أكبر الاقتصادات العالمية، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة.

وتهدد الظروف المختلفة الحاصلة في أنحاء البلاد بإشعال موجة تضخم في أسعار السلع الغذائية الرئيسة حال تأثرت إنتاجية القمح وفول الصويا والأرز والذرة.

وسيشهد ثاني أكبر بلد تعدادًا للسكان في العالم مزيدًا من ظروف الطقس المتطرفة، خلال السنوات المقبلة، نتيجة تغير المناخ، وفق ما حذّر منه مركز المناخ في الصين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.