تشكّل تكاليف إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة في ألمانيا أزمة للحكومة، بعد أن التهمت حصة كبيرة من أموال دافعي الضرائب.

ووفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، من المتوقع أن ترتفع تكلفة إنتاج الكهرباء من المصادر النظيفة (الشمس والرياح) إلى ما يقرب من 21 مليار دولار خلال العام الجاري (2024).

وأظهرت بيانات أن المبالغ المخصصة لإنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة في ألمانيا خلال العام الجاري، والمقدّرة بنحو 10.6 مليار يورو (11.37 مليار دولار) قد نفدت، وهناك حاجة إلى تمويلات إضافية.

وتنتج مصادر الطاقة المتجددة (الشمس والرياح) كهرباء نظيفة تدعم خطط ألمانيا لتحول الطاقة، ولكنها أكثر تكلفة بكثير بالنسبة لدافعي الضرائب، ما يجعل تحول الطاقة أكثر تكلفة هذا العام بكثير مما كان مخططًا له.

تكاليف إنتاج الكهرباء

أصبحت تكاليف إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة في ألمانيا خارج نطاق السيطرة تمامًا، إذ إن التمويل المخطط له حتى الآن، والذي يبلغ 10.6 مليار يورو (المعروف سابقًا باسم “ضريبة EEG” -ضريبة الطاقة المتجددة-) ليس كافيًا على الإطلاق، حسبما ذكرت صحيفة بيلد الألمانية.

وأعلن وزير الاقتصاد روبرت هابيك (54 عامًا، حزب الخضر) زيادة كبيرة في طلبات التمويل، إذ إن هناك حاجة إلى نحو 8.77 مليار يورو (9.40 مليار دولار) تمويلًا إضافيًا للكهرباء الخضراء.

أحد مشروعات الطاقة المتجددة في ألمانيا – أرشيفية

وكتب نائب وزير المالية فلوريان تونكار رسالة إلى لجنة الميزانية: “استُنفِدَت غالبية مبلغ 10.6 مليار يورو المخطط له مسبقًا لعام 2024 بحلول منتصف العام، إذ أُنفِقَ 9.83 مليار يورو (10.54 مليار دولار)”.

وتعني التصريحات الرسمية أن إجمالي تكاليف تمويل إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة في ألمانيا سيتضاعف تقريبًا هذا العام إلى نحو 19.4 مليار يورو (20.8 مليار دولار).

سعر الكهرباء

أرجعت مصادر أن سبب الطلب الإضافي لتمويل إنتاج الطاقة المتجددة في ألمانيا هو انخفاض سعر الكهرباء، إذ إن أسعار الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح حاليًا رخيصة، في حين إن العديد من الشركات المصنّعة ضمنت أسعارًا للكهرباء أعلى بكثير (أحيانًا أكثر من 12 سنتًا لكل كيلوواط/ساعة).

وأشارت الصحيفة الألمانية إلى أنه يجب على دافعي الضرائب الآن التدخل وتعويض الفارق، فبالإضافة إلى المبلغ المخطط له مسبقًا، وهو 10.6 مليار يورو، سيُضاف 8.77 مليار يورو، ومن غير الواضح ما إذا كانت التكاليف ستُغَطّى في نهاية المطاف بأموال من صندوق حماية المناخ، أو ما إذا كان يجب أن تكون هناك ميزانية تكميلية، على سبيل المثال.

ويتهم كبير مسؤولي الميزانية في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي كريستيان هاس وزير الاقتصاد هابيك وحكومته بـ”تزييف الأرقام”.

وقال هاس: “طلب تمويل إضافي يعدّ حيلة جديدة من الحكومة، ويشكّل إدانة سياسية لسياسة المناخ التي تعتمدها”.

تستهدف برلين زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 80% بحلول عام 2030، وأقرّ البرلمان “البوندستاغ” هدف تركيب ألواح شمسية بسعة 215 غيغاواط، بحلول 2030، ما يتطلّب مضاعفة معدل التركيب السنوي 3 مرات مقارنة بعام 2022.

تُعَدّ الحكومة الحالية أول ائتلاف حاكم يتألف من 3 أحزاب في تاريخ ما بعد الحرب في ألمانيا؛ إذ يتكون من الحزب الديمقراطي الاشتراكي برئاسة أولاف شولتس وحزب الخضر -المسؤول عن وزارة الاقتصاد- وحزب “إف دي بي” الليبرالي الذي يقود وزارة المالية.

لكن الائتلاف، الذي وصل إلى سدة الحكم في ألمانيا في أواخر عام 2021، يشهد انقسامًا واضحًا بشأن قضايا عدّة، من بينها السياسة الاقتصادية، ولعل من تلك القضايا التي شهدت انقسامات خطة وزير الاقتصاد والمناخ الألماني روبرت هايبك لتحديد سقف أسعار الكهرباء التي تستعملها الصناعات كثيفة الكهرباء، حتى عام 2030، لفصلها عن الزيادة الحادة في التكلفة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.