اقرأ في هذا المقال
- ذروة الطلب على النفط موضوع جدلي بين أكبر المنظمات الفاعلة
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع وصول الطلب على النفط إلى ذروته بحلول 2029
- أوبك تستبعد وصول الطلب إلى ذروته حتى عام 2050 على الأقل
- توتال إنرجي تتوقع حدوث الذروة بحلول 2035 حسب سيناريو الاتجاهات الحالية
- شركة النفط البريطانية بي بي تخالف الجميع وتتوقع الذروة عام 2025
توقعت شركة توتال إنرجي وصول الطلب على النفط إلى ذروته بحلول عام 2035، وفقًا للاتجاهات الحالية، مخالفة تقديرات وكالة الطاقة الدولية وشركة النفط البريطانية المنافسة بي بي بفارق كبير.
ورجّح تقرير صادر عن الشركة الفرنسية -حصلت وحدة أبحاث الطاقة ومقرها واشنطن على نسخة منه- ارتفاع الطلب العالمي على النفط بمقدار 8 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2030، مقارنة بمستواه عام 2022، بحسب سيناريو الاتجاهات الحالية.
استنادًا إلى هذا السيناريو، تتوقع توتال إنرجي وصول إجمالي الطلب على النفط إلى 108 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2030، مع استمراره عند هذا المستوى حتى عام 2035، قبل أن يبدأ رحلة الانخفاض التدريجي بعد ذلك، ليصل إلى 104 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2040.
ويرجّح السيناريو استمرار انخفاض الطلب على النفط إلى 98 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2045، قبل أن يهبط إلى 93 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2050 الذي تترقبه مسارات تحول الطاقة بفارغ الصبر.
سيناريوهات توتال إنرجي
تعتمد توتال إنرجي 3 سيناريوهات في آفاق الطلب على الطاقة، الأول تسمّيه “الاتجاهات” وهو أقرب لسيناريو السياسات الحالية لدى وكالة الطاقة الدولية، والثاني تسميه “الزخم”، وهو أقرب لسيناريو التعهدات المناخية لدى الوكالة.
أمّا السيناريو الثالث “التحول الجذري”، وهو سيناريو متوافق مع أهداف اتفاقية باريس، ويتطلب تغييرًا جذريًا من الاتجاهات الحالية وتحقيق الإجراءات المطلوبة لتجنّب ارتفاع درجات الحرارة العالمية أعلى من درجتين مئويتين بحلول عام 2100، وهو أقرب لسيناريو الحياد الكربوني لدى وكالة الطاقة الدولية.
ويتوقع سيناريو “الزخم” المعتمد على التعهدات المناخية وصول الطلب على النفط إلى ذروته بحلول عام 2030، ليصل إلى 108 ملايين برميل يوميًا، قبل أن يبدأ رحلة الهبوط التدريجي إلى 104 ملايين برميل يوميًا عام 2035، ثم يصل إلى 77 مليونًا بحلول عام 2050.
بينما يتطلب السيناريو المتوافق مع أهداف اتفاقية باريس ضرورة وصول الطلب على النفط إلى ذروته بحلول عام 2030، عند 104 ملايين برميل يوميًا، مع مواصلة خفض الاعتماد عليه بشدة، ليصل إلى 53 مليونًا بحلول عام 2050، بحسب تقرير آفاق الطاقة الصادر عن توتال إنرجي.
ذروة توتال إنرجي تخالف بي بي
تختلف شركات النفط الكبرى حول موعد وصول الطلب على النفط إلى ذروته بصورة واسعة، مع اختلاف تقديرها لمسارات تحول الطاقة ومدى نجاحها على المديين المتوسط والطويل.
وترجّح شركة النفط البريطانية بي بي -على سبيل المثال- وصول الطلب على النفط إلى ذروته خلال عام 2025، نحو مستويات 102 مليون برميل يوميًا، بينما تتوقع توتال إنرجي تأخُّر حدوث هذه الذروة 10 سنوات على الأقل.
وتستند توتال إنرجي في تقديراتها إلى توقعات النمو السكاني المتسارع، وضعف استثمارات شبكات الكهرباء، وتباطؤ نمو مبيعات السيارات الكهربائية، بحسب مدير قطاع الاستدامة والإستراتيجية أوريليان هاميل.
وقال هاميل في مؤتمر صحفي يعرض فيه أبرز نتائج تقرير آفاق الطاقة، إن هناك 4.5 مليار شخص في العالم لا يحصلون على الطاقة بصورة كافية، أغلبهم يقطنون فيما يسمّى بالجنوب العالمي.
وإذا أضيف إلى هذا الرقم إلى النمو المتوقع في عدد السكان حتى عام 2050، فمن المتوقع أن يحتاج العالم إلى مضاعفة إنتاج الطاقة الحالي 4 مرات على الأقل لإخراجهم من فقر الطاقة، بحسب تصريحات هاميل التي نقلتها وكالة رويترز.
ودافع مدير قطاع الاستدامة عن خطط توتال إنرجي لمواصلة استكشافات النفط والغاز الجديدة، مشيرًا إلى انخفاض إنتاج الحقول القائمة بنسبة 4% سنويًا، ويحتاج إلى تعويض للحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية على الأقل، ما يعني أن الاستثمارات الجديدة مطلوبة لهذا الهدف.
جدل ذروة الطلب بين وكالة الطاقة وأوبك
يعني مصطلح الذروة في توقعات أسواق الطاقة أن منحنى الطلب على مصدر الوقود محل التوقع سيصل إلى أعلى مستوى لاستهلاكه عالميًا في سنة معينة، ثم سينحدر إلى الهبوط التدريجي المستمر على المدى الطويل، وهو مصطلح خلافي بين كبرى المؤسسات الدولية الفاعلة في أسواق الطاقة مثل وكالة الطاقة الدولية وأوبك، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة، ومقرّها واشنطن.
وتستبعد منظمة أوبك فكرة وصول الطلب على النفط إلى الذروة قريبًا أو بعيدًا، مع تقديرها بأن النفط سيظل مصدرًا حيويًا لإمدادات الطاقة العالمية حتى عام 2050 وما بعده.
بينما تلحّ وكالة الطاقة الدولية منذ سنوات على أن ذروة الطلب على النفط باتت وشيكة، وستحدث قبل نهاية العقد الحالي (2030)، استنادًا إلى التقدم المُحرَز والمتوقع في قطاعات الطاقة المتجددة وبدائل الوقود الأحفوري ومسارات تحول الطاقة العالمية التي تبشّر بعالم خالٍ من الانبعاثات بحلول 2050.
وتنعكس هذه الاختلافات على توقعات المؤسستين بصورة شاسعة، ففي حين تُظهر تقديرات الوكالة الدولية أن الطلب على النفط سيصل إلى ذروته عالميًا عند 105.6 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2029، تتوقع أوبك وصول الطلب إلى 112.3 مليونًا بحلول التاريخ نفسه، أي بزيادة 6.7 مليونًا عن تقديرات الوكالة، ما يشير إلى فجوة هائلة في التوقعات.
وكانت وكالة الطاقة الدولية قد تعرضت لحملة نقدية واسعة من قبل أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي خلال شهري مارس/آذار، وأبريل/نيسان الماضيين، بسبب توقعات مماثلة حول ذروة الطلب على الغاز والتحريض على وقف استثماراته الجديدة حول العالم.
وامتدت انتقادات الأعضاء إلى التشكيك في مناهج التحليل المعتمدة لدى الوكالة في استشراف مستقبل أسواق الطاقة، كما اتهموا مديرها فاتح بيرول بالخروج عن نطاق أهدافها وتحويلها إلى منبر مناخي غير محايد، يزوّد الدول الأعضاء ببيانات موجهة لا تستند إلى الواقع، بحسب نص الخطابات المتبادلة التي انفردت وحدة أبحاث الطاقة بنشرها مفصّلة في حينه.
وأخفقت توقعات وكالة الطاقة الدولية حول ذروة الطلب على مصادر الوقود الأحفوري أكثر من مرة خلال العقدين الماضين، فعلى سبيل المثال، روّجت الوكالة عدّة مرّات إلى أن الطلب على الفحم وصل إلى ذروته، لكن بيانات استهلاكه القياسي بعد ذلك خالفت التوقعات وأثبتت ضعفها.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..