يشكّل توحيد معايير تموين السفن بالغاز المسال خطوة مهمة في المساعي العالمية لخفض انبعاثات قطاع الشحن البحري، إذ تعمل على التقليل من المخاطر في أثناء عمليات التعبئة.
وتعزّز المعايير الموحدة لسفن التزويد بالغاز المسال السلامة والكفاءة، وتبسّط العمليات وتخفّف العبء التدريبي على أفراد أطقم العمل، حسب مقال اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويوفّر دمج أنظمة احتجاز ثاني أكسيد الكربون مزايا إستراتيجية تدعم جهود خفض انبعاثات قطاع الشحن البحري.
تجدر الإشار إلى أن استعمال الغاز المسال بصفته وقودًا بحريًا سيستمر، على الأقل طوال مدة تشغيل المجموعة الحالية من السفن الجديدة التي تعمل بالوقود المزدوج.
ويسلّط الارتفاع في تبنّي الغاز المسال الضوء على الحاجة إلى بنية تحتية فعّالة وموحدة لتموين السفن بالغاز المسال، لدعم العدد المتزايد من أسطول الشحن الذي يعمل بالوقود المزدوج.
سفن التزويد بالغاز المسال
يرى محرر قسم السفن الصهريجية وناقلات الغاز المسال وأنظمة معالجة مياه الاتزان لدى موقع ريفييرا ماريتايم ميديا Riviera Maritime Media، المتخصص في أخبار وتحليلات صناعة الشحن البحرية العالمية، كريغ جلال، أن الحجة المؤيدة لتوحيد معايير تموين السفن بالغاز المسال مقنعة.
وأوضح كريغ جلال أن معايير التزويد بالوقود الموحدة من شأنها أن تبسّط العمليات، وتخفّف العبء التدريبي على أفراد الطاقم، وتقلل من المخاطر في أثناء عمليات التعبئة.
وأضاف أن المعايير الموحدة عبر الأسطول العالمي تعمل على تعزيز الكفاءة التشغيلية، وتهدف إلى تحسين تدابير السلامة، وضمان تنفيذ إجراءات التزويد بالوقود بصورة متسقة، وفقًا لمعايير عالية.
وأشار إلى أن التوفير المحتمل في التكاليف من خلال توحيد المعايير كبير، لأنه من شأنه أن يقلّل من الحاجة إلى تصميمات السفن المخصصة وبرامج التدريب المتخصصة.
توحيد المعايير محفوف بالتحديات
أكّد محرر قسم السفن الصهريجية وناقلات الغاز المسال وأنظمة معالجة مياه الاتزان لدى موقع ريفييرا ماريتايم ميديا، كريغ جلال، أن الطريق إلى توحيد معايير تموين السفن بالغاز المسال محفوف بالتحديات.
وأضاف أن التنوع في البنية الأساسية للمواني واللوائح الإقليمية يمثّل عقبة كبيرة، لأن المواني في جميع أنحاء العالم تختلف على نطاق واسع في قدراتها وأنواع السفن التي تستوعبها، ما يعقّد الجهود الرامية إلى تنفيذ معيار واحد يناسب الجميع.
وأشاد كريغ جلال بمدير المبيعات العالمية وتطوير الأعمال في شركة توتال إنرجي مارين فيولز TotalEnergies Marine Fuels، دينيس بونهوم، الذي يتمتع برؤية ثاقبة بشأن “تزويد السفن بالوقود” في قطاع الطيران، إذ تُعد الشركة لاعبًا رئيسًا فيها.
وألمح إلى أنه يجري توحيد معدات إمداد الوقود والتزوّد به بصورة كبيرة في جميع أنحاء العالم.
ويشمل التوحيد أنواع شاحنات الوقود والخراطيم وإجراءات التزويد بالوقود، ما يضمن عمليات متسقة وآمنة في المطارات على مستوى العالم، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
سفن التزويد بالغاز المسال
بعيدًا عن المخاوف التشغيلية المباشرة، هناك اهتمام متزايد بدمج قدرات احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه داخل سفن التزويد بالغاز المسال.
في هذا الإطار، سأل أحد المندوبين في مؤتمر ريفييرا لشحن الكربون والمحطات البحرية، الذي عُقد في لندن في يونيو/حزيران 2024، مجموعة من الخبراء عما إذا كانوا يرون مستقبلًا لسفن التزويد بالوقود التي تعمل على تسليم ثاني أكسيد الكربون للسفن في أعماق البحار.
وأفادت الردود بأن عوامل مثل المناولة المتعددة، ورسوم المواني، والوصول إلى السفن، وما إلى ذلك، يجب أن تُؤخذ في الاعتبار، وبوجه عام، عدّ الخبراء المفهوم موثوقًا به.
تجدر الإشارة إلى أن مفهوم التزويد بالوقود وجمع ثاني أكسيد الكربون ليس جديدًا، ويمكن أن توفر هذه الوظيفة المزدوجة ميزة إستراتيجية، تتماشى مع أهداف إزالة الكربون الأوسع نطاقًا.
ومن خلال دمج أنظمة مناولة ثاني أكسيد الكربون، مثل وحدات احتراق الغاز (GCUs)، أو وحدات إعادة الإسالة، من شأنهما أن يعالجا احتياجات التزويد بوقود الغاز المسال واحتجاز الكربون.
في المقابل، يضيف هذا طبقة أخرى من التعقيد، ما يتطلب إرشادات أمان متقدمة، وربما أطرًا تنظيمية جديدة لضمان عمليات آمنة وفعّالة.
لذلك، فإن المدونة الدولية لسلامة السفن التي تستعمل الغازات أو أنواع الوقود الأخرى ذات درجة الاشتعال المنخفضة IGF والمعايير الدولية ذات الصلة توفر الأساس، ويتطلب الأمر إرشادات أكثر تحديدًا لمعالجة التحديات التي تواجهها شركات الشحن في التعامل مع الغاز المسال وثاني أكسيد الكربون.
اقرأ أيضًا..