توقف بناء أكبر مزرعة رياح في أستراليا بعد وفاة عامل جراء سقوط توربين

اضطرت شركة فيستاس الدنماركية إلى وقف البناء بأكبر مزرعة رياح في أستراليا؛ انتظارًا لصدور نتائج التحقيقات في حادث مصرع عامل له صلة بالمشروع، وقع خلال الأسابيع الأخيرة.

ولقي المقاول من الباطن حتفه حينما كان يُجهز التوربين للتثبيت في مكانه بالمزرعة؛ إذ كان على مستوى الأرض حينما سقطت شفرة منه على العامل البالغ من العمر 36 عامًا.

واتخذت فيستاس قرارًا مماثلًا في مشروع رياح آخر كبير في ولاية كوينزلاند الأسترالية؛ لأسباب تتعلق بمعايير السلامة، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتستعمِل أكبر مزرعة رياح في أستراليا وتُدعى غولدن بلينز (Golden Plains) توربين فيستاس طراز في 162 (V162) وهو الأول من نوعه الذي يُركَّب في ولاية فيكتوريا، كما يبرز الأعلى إنتاجية بين توربينات الرياح الدنماركية التي رُكِّبَت في أستراليا.

ويصل طول “في 162” إلى 149 مترًا، بشفرات يبلغ طول الواحدة منها 79 مترًا، ويُعد الأول من بين 122 توربينًا من المخطط تركيبها في المشروع.

وقف مشروعات طاقة الرياح

توقّفت أعمال البناء في المرحلة الأولى لمشروع غولدن بلينز وسعته 756 ميغاواط، وكذلك المرحلة الأولى من مشروع مزرعة رياح وامبو (Wambo) سعة 252 ميغاواط،؛ انتظارًا لصدور نتائج التحقيقات في الحادث المأساوي، وفق ما قالته فيستاس.

وما يزال مشروعا غولدن بلينز ووامبو قيد البناء، ويُشتبه في أن التوربين “في 162” قد تسبب في مصرع المقاول من الباطن جيس باتينس، حينما سقطت عليه شفرة التوربين التي تزن 22 طنًا والتي كانت موضوعة على حامل، وفق ما أورده موقع رينيو إيكونومي (Renew Economy).

وسادت توقعات في الصناعة بشأن تعليق البناء في مشروعات رياح عالمية أخرى تستعمِل توربينات “في 162″، غير أن ناطقًا باسم فيستاس نفى علم الشركة بهذا الأمر.

وتحقق وورك سيف فيكتوريا (WorkSafe Victoria)، الجهة التنظيمية المنوط بها وضع معايير الصحة والسلامة بأماكن العمل في فيكتوريا بالحادث الواقع في مزرعة رياح غولدن بلينز، التي تمتلك فيها شركة تاغ إنرجي البرتغالية حصة نسبتها 85%، مقابل 15% لشركة إنغكا إنفيستمنتس (Ingka Investments).

وتصل السعة الإجمالية للمرحلتين في مشروع غولدن بلينز 1.330 ميغاواط؛ ما يجعله أكبر مشروع من نوعه قيد التشغيل أو البناء في البلاد.

مشروع وامبو

أما مشروع وامبو الذي توقف بناؤه كذلك؛ فتشترك في تطويره شركتا ستانويل (Stanwell) وكوبيكو إنفيستمنتس (Cubico Investments)، وتزيد سعته على 500 ميغاواط على مرحلتين.

وقالت نقابة العمال في أستراليا إيه دبليو يو (AWU) إنها -ومعها نقابات أخرى- قد اجتمعت مع إدارة فيستاس “لدق جرس إنذار بشأن معايير السلامة” خلال الأسابيع التي سبقت الحادث.

وقال الأمين العام لنقابة العمال في أستراليا روني هايدن: “سبق أن أبلغناهم بأنه من حسن الحظ فقط أن أحدًا لم يُقتَل حتى الآن”، في بيان صدر خلال ذاك الوقت، طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

أعمال البناء في مزرعة وامبو – الصورة من حساب المزرعة على فيسبوك

مشكلات سفرات توربينات الرياح

إضافة إلى الحوادث المميتة، تعاني أكبر مزرعة رياح في أستراليا مشكلات أخرى؛ بما في ذلك سقوط الأجزاء الصغيرة من شفرات التوربينات على المناطق المجاورة، وهي الحواف البلاستيكية المصممة خصيصًا لخفض أصوات التوربينات المزعجة.

ولم تُسجل أي إصابات أو أضرار للعقارات بسبب هذا الحادث، غير أن السكان المحليين والعمال قد نُصِحوا بارتداء معدات حماية للرأس عند الاقتراب من التوربينات المتضررة، وعُلِّق العمل والإنتاج في أثناء فحص شفرات التوربينات.

وفي كندا توقفت العمليات في مشروع مزرعة رياح هالكريك2 (Halkirk 2) بمقاطعة ألبرتا بعدما ارتطم غلاف محرك التوربين البالغة سعته 4.5 ميغاواط بالأرض، وفق تقارير.

وفي 8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري سقط غلاف المحرك والجهاز الدوار على الأرض، وتحوي المزرعة توربين رياح طراز “في 150” ويحمل علامة فيستاس، بسعة 4.5 ميغاواط.

معلومات عن مزرعة رياح غولدن بلينز

تقع مزرعة الرياح في منطقة غولدن بلينز شاير وسط ولاية فيكتوريا، وتُبنى على مرحلتين؛ الشرق والغرب، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى في إنتاج الكهرباء خلال الربع الأول من عام 2025، في حين يُتوقع أن تبدأ أعمال البناء بالمرحلة الثانية، وهي مزرعة الرياح غولدن بلينز-ويست، هذا العام (2024).

وتُلامس التكلفة الاستثمارية للمشروع قرابة 2 مليار دولار أمريكي، ويُطور المشروع أساسًا بوساطة شركة ويست ويند إنرجي (WestWind Energy)، وهي مطورة الطاقة المتجددة ومقرّها في أستراليا.

ويُتوقع أن يولد المشروع أكثر من 4000 غيغاواط/ساعة من الكهرباء سنويًا؛ ما يكفي لتزويد أكثر من 765 ألف منزل بالكهرباء وإزالة انبعاثات تتجاوز 4 ملايين طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

يُشار إلى أن سعة توليد الكهرباء من المصادر المتجددة قد تضاعفت في أستراليا خلال السنوات الـ10 الماضية في إطار أهداف تحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي (2050).

موضوعات متعلقة..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر