يواجه قطاع النفط في ليبيا تحديًا جديدًا مع توقّف مصفاة الزاوية، التي لم تكد تلتقط أنفاسها من معضلة نقص إمدادات الخام قبل ما يقارب الشهرين.
وتنتج المصفاة 120 ألف برميل يوميًا، ما يجعل توقّفها يفاقم أزمة الوقود في البلاد، إذ تضررت بعض المنشآت والمرافق النفطية إثر الصراعات الداخلية.
ووفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تسببت الظواهر العوامل الجوية وتقلبات الطقس أيضًا في تعطيل رسو الناقلات المحمّلة بالمنتجات المكررة في المواني الليبية.
ويعاني قطاع النفط الليبي من صدمة تلو الأخرى، ومنذ عام 2011 تعاقبت الحكومات التي حملت كل منها خطة مختلفة لتطوير القطاع ومنتجاته، ونشبت صراعات فيما بينها، أدت إلى أضرار جسيمة.
توقّف مصفاة الزاوية
أصاب عطل كهربائي إحدى وحدات مصفاة الزاوية صباح أمس (الثلاثاء 25 سبتمبر/أيلول 2024)، وأخرجها عن الخدمة، لتلحق بالوحدة الأولى المتوقفة للخضوع لأعمال الصيانة، وفق مصادر.
ويشكّل ذلك ضربة جديدة لإنتاج المشتقات النفطية والمنتجات المكررة في البلاد، خاصة أن المصفاة -بوحدتيها- تعدّ ضمن أكبر مصافي التكرير الليبية.
وتعتمد المصفاة -الخاضعة لإدارة شركة الزاوية للتكرير، التابعة لمؤسسة النفط الليبية- على النفط من نوعية الخام الخفيف الحلو، الذي ينتج عادةً من حقلي الشرارة والفيل.
ويأتي العطل الكهربائي والتوقف الأخير عقب أسابيع من تراجع تدفقات النفط الخام إلى المصفاة، بعدما أعلنت المؤسسة حالة القوة القاهرة في الحقلين -مطلع أغسطس/آب الماضي- على خلفية تطورات سياسية.
وشملت القوة القاهرة حقل شرارة (بإنتاج يصل إلى 300 ألف برميل يوميًا)، وحقل الفيل (بإنتاج يصل إلى 80 ألف برميل يوميًا).
أضرار تاريخية للوقود
تشكّل مصفاة الزاوية شريان حياة لقطاع الوقود في ليبيا، إذ يتنوع إنتاجها بين الديزل، وزيت الوقود، ووقود الطائرات، والبنزين، وغاز النفط المسال.
ولم يكن العطل الكهربائي ونقص تدفقات الخام أول التحديات التي واجهت المصفاة، فقد تعرضت إلى أحداث متكررة، من بينها قصف جوي في ديسمبر/كانون الأول عام 2019، ووقعت ضحية مواجهات مسلحة في أبريل/نيسان عام 2022.
ويبدو أن الأمر لم يقف عند ذلك، إذ تعرضت لاستهداف جديد في أبريل/نيسان من العام الجاري.
وقبل إغلاق مصفاة الزاوية بصورة كاملة وتوقّفها مع العطل الكهربائي الأخير، كانت أزمات الوقود في ليبيا مشتعلة، وشوهدت صفوف المستهلكين متكدسة أمام محطات التزود بالوقود.
ومع التهديد بإغلاق أكبر حقول النفط في ليبيا “حقل شرارة” من قبل معتصمين -في يناير/كانون الثاني مطلع العام الجاري-، واجهت المصفاة ومحطة كهرباء خطرًا.
ورغم الأحداث الطاحنة التي أثّرت في قطاع النفط الليبي منذ 13 عامًا، فإن مصفاة الزاوية لم تكن تسعى لتجاوز الخلل والأعطال المتكررة فقط، بل كانت تخطط عام 2021 إلى زيادة طاقتها الإنتاجية فوق 120 ألف طن متري.
الإنتاج والصادرات
تستعمل شركات تابعة لمؤسسة النفط ميناء الزاوية لتصدير الخام الليبي، ولم تكشف المعلومات حتى الآن تأثير توقّف المصفاة في عمل الميناء وانتظام سير التصدير.
وحتى يوم 23 سبتمبر/أيلول الجاري، أنتج حقل الشرارة 90 ألف برميل يوميًا فقط، غذّت جميعها مصفاة الزاوية.
وسجلت مخزونات الحقل من النفط الخام المخصص للتصدير صفرًا بحلول التاريخ ذاته، حسب معلومات نقلها موقع إس أند بي غلوبال (S&P Global).
وبلغ الإنتاج الإجمالي للنفط الليبي 562 ألف برميل يوميًا، منخفضًا عن المعدل المعتاد المقدّر بما يزيد عن 1.15 مليون برميل يوميًا.
وفي 26 أغسطس/آب الماضي، اصطدم القطاع بإغلاق عدد من الحقول والمواني من قبل فصائل في بنغازي، ردًا على قرارات إدارية لحكومة طرابلس، وتدخّلت قوات من الأمم المتحدة لتقليص فجوات الخلاف، لكن يبدو أنها لم تنجح بالكامل.
وأثّرت هذه العوامل في إنتاج النفط الليبي خلال شهر أغسطس/آب الماضي، الذي بلغ 990 ألف برميل يوميًا، حسب تقديرات بلاتس.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..