ارتفع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في أوروبا خلال الربع الثالث من عام 2024، ليسجل أعلى مستوى على الإطلاق في تاريخ القطاع.

وأظهرت بيانات حديثة -اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- ارتفاع إنتاج الطاقة الشمسية في سوق الكهرباء الأوروبية بنسبة 15% على أساس سنوي، لتسجل 94 تيراواط/ساعة خلال الربع الثالث من 2024.

وهذا هو أعلى مستوى يسجله توليد الطاقة الشمسية في أوروبا على الإطلاق، بحسب بيانات شركة أبحاث الطاقة المتخصصة مونتل أناليتكس (Montel Analytics).

وجاءت ألمانيا في مقدمة أكبر الدول المولدة للكهرباء من الطاقة الشمسية في أوروبا، بقدرة 24.8 تيراواط/ساعة خلال الربع الثالث من عام 2024، تليها إيطاليا في المركز الثاني بنحو 16.9 تيراواط/ساعة.

بينما حلّت إسبانيا في المركز الثالث بقدرة توليدية بلغت 9.7 تيراواط/ساعة خلال الربع الثالث من عام 2024، بحسب البيانات التفصيلية التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

توليد طاقة الرياح يسجل ثاني رقم قياسي

سجّل توليد الكهرباء من طاقة الرياح في أوروبا ثاني أفضل معدّل لها على الإطلاق خلال الربع الثالث من عام 2024، مع وصول قدرة التوليد إلى 104.7 تيراواط/ساعة.

مشروعات الطاقة الشمسية والرياح في أوروبا – الصورة من Electrek

وشكّل توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة المتنوعة التي تشمل الطاقة الشمسية والرياح والكتلة الحيوية والطاقة الكهرومائية والنفايات، قرابة 50.8% من إجمالي إنتاج الكهرباء في أوروبا خلال المدة من يوليو/تموز إلى سبتمبر/أيلول 2024.

بينما توزّعت الحصة الأخرى على الطاقة النووية التي ارتفعت حصتها من المزيج إلى 25.3%، وهو أعلى مستوى في تاريخها على الإطلاق، بحسب التقرير المنشور على موقع مجلة بي في ماغازين المتخصصة (PV Magazine).

كما بلغت حصة الغاز الطبيعي قرابة 13.4% من مزيج الكهرباء الأوروبي خلال الربع الثالث من 2024، يليه الفحم (الحجري) بنسبة 10.2%، في حين لم تزد حصة النفط عن 0.3%، حسب بيانات الربع الثالث من 2024.

معضلة الأسعار السلبية للكهرباء

أدّى ارتفاع معدلات توليد الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية في أوروبا خلال الربع الثالث إلى حدوث فائض ضخم من إمدادات الكهرباء المتجددة على مستوى القارة؛ ما أدى بدوره إلى تكرار حدوث ظاهرة الأسعار السلبية.

وتعني الأسعار السلبية وصول سعر الكهرباء إلى ما دون الصفر في بعض الساعات أو الأيام التي تعجز فيها الشبكات عن استيعاب فائض المعروض المتجاوز للطلب، وفق ما يُعرف بظاهرة ازدحام أو اختناق الشبكات.

وتحذّر شركة مونتل أناليتيكس من تفاقم هذه الظاهرة في المستقبل إذا ظل إنتاج الطاقة المتجددة مرتفعًا دون استيعاب من شبكات الكهرباء؛ ما يهدد هوامش أرباح المنتجين ويضر اقتصادات المشروعات الجديدة.

وعادة ما يحل التوليد من الطاقة الشمسية محل التوليد من مصادر الوقود الأحفوري خلال ذروة الإشعاع الشمسي في ساعات الظهيرة، في حين تميل الكفة إلى الغاز والفحم ليلًا؛ ما يؤدي إلى اتساع فجوة الأسعار بين مصادر التوليد المتجددة والأحفورية ليلًا ونهارًا.

أسعار الكهرباء السلبية في دول أوروبا

سجّلت إسبانيا والبرتغال أكثر من 700 ساعة بأسعار سلبية للكهرباء منذ بداية عام 2024 حتى الآن، في حين شهدت فنلندا 337 ساعة بأسعار سلبية خلال الربع الثالث فقط.

كما شهدت السويد 290 ساعة سلبية، تليها هولندا بنحو 217 ساعة، ثم ألمانيا بنحو 204 ساعات، ما يشير إلى اتجاه مقلق لمطوري الطاقة المتجددة خاصة أن الساعات ذات القيمة الأقل في الأسعار هي الساعات التي تشهد أعلى معدلات توليد.

ولا يمكن لمطوري الطاقة المتجددة التحكم في معدلات التوليد المتقلبة حسب ظروف الطقس، خلافًا لمشغلي محطات التوليد بالغاز والفحم، إذ يمكنهم التحكم في معدلات تشغيلها ومدخلات وقودها بدرجات مختلفة حسب الطلب.

أحد مشروعات الطاقة الشمسية في أوروبا
أحد مشروعات الطاقة الشمسية في أوروبا – الصورة من PV Magazine

على الجانب الآخر، ارتفع متوسط أسعار الغاز إلى 35.20 يورو (38.03 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة خلال الربع الثالث من عام 2024، بزيادة 11% عن متوسطه خلال الربع الثاني.

وجاءت الزيادة في أسعار الغاز مدفوعة بعدة عوامل، أبرزها التوترات في الشرق الأوسط، والانقطاع المحتمل لتدفقات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب الأوكرانية، والصيانة المستمرة في حقول الغاز النرويجية، وتداعيات إعصار بيريل في ولاية تكساس.

وارتفع إجمالي الطلب على الكهرباء في أوروبا بنسبة 3.1% إلى 692.3 تيراواط/ساعة خلال الربع الثالث من 2024، لكنه ظلّ أقل بنسبة 0.7% و4.8% مقارنة بالربع نفسه من عامي 2022 و2021.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.