شهدت الطاقة الشمسية في الصين ازدهارًا غير محدود منذ عام 2016، لدرجة أن معدل التوليد المرتفع تجاوز قدرة شبكة الكهرباء الوطنية؛ ما اضطر السلطات إلى اتخاذ قرار بتقليص معدلات التوليد في بعض المناطق.
وقرّرت السلطات خفض معدلات التوليد من المحطات التي تقع في المناطق الشمالية، والشمالية الغربية. واتجه المستثمرون إلى مناطق أخرى في الوسط وشرق البلاد.
وتنفّذ اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين (NDRC) خفضًا لمعدلات توليد الطاقة الشمسية في الصين بتلك المناطق بنسبة 5%، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
ومنذ العام الماضي (2023)، قدّمت أكثر من 20 مقاطعة وبلدة مقترحات لسياسات تقليص نشر مشروعات الطاقة الشمسية في الصين، تشمل تعليق تنفيذ المشروعات، وحظر الإنشاءات الخاصة بها، وقد تصل إلى رفض الربط بالشبكة الوطنية.
ومن بين تلك المقاطعات والبلدات: لياونيغ وهوبي وهنان وغوانغدونغ وأنهوي وجيانغكسي.
ضغط شبكة الكهرباء
كان لنشر محطات الطاقة الشمسية صغيرة الحجم دور رائد في أن تصبح الصين أكبر سوق للطاقة الشمسية في العالم، لكنها الآن تضع ضغطًا على الشبكة نفسها في السوق المحلية وبعض أجزاء العالم، أيضًا، حسبما ذكرت مجلة “بي في ماغازين”.
وتطورت مشروعات الطاقة الشمسية في الصين من الحجم الصغير ومعدل التوليد منها لدرجة أنها باتت تنافس الكبيرة منها، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ووفق بيانات إدارة الطاقة الوطنية؛ فإنه من بين 216.3 غيغاواط قدرة مركبة إضافية من الطاقة الشمسية في الصين، العام الماضي، كان نصيب المشروعات الصناعية والتجارية والمباني السكنية وباقي الأنظمة الصغيرة ومتوسطة الحجم، نحو 96.3 غيغاواط، أي ما يقارب من نصفها.
وبعد نهضة مشروعات القطاع التجاري والصناعي في مجال الطاقة الشمسية في الصين، لحقتها المحطات على أسطح المنازل خلال السنوات الأخيرة.
وجذبت مبادرات حكومية عدة المستثمرين والمطورين لإقامة تلك المشروعات في الصين. من هذه المبادرات “غولدن صن بروجكت آند توب رنر بروغرام”، التي أُطلقت في 2012، بعد اندلاع النزاع التجاري بين الصين من جانب وأميركا وأوروبا من جانب آخر؛ ما أثّر سلبًا في صادرات بكين.
كما أسهمت المبادرة التي قدمتها لجنة التنمية الوطنية عام 2014، والتي تدعم نشر مشروعات الطاقة الشمسية في الصين بجذب المستثمرين للقطاع.
ومن ضمن الدعم المقدم لقطاع الطاقة الشمسية في الصين، إعلان إدارة الطاقة الوطنية، في 2021، مبادرة قيمتها تتجاوز تريليون يوان (140 مليار دولار أميركي) لدعم نشر الطاقة الشمسية على المباني الحكومية والمنازل السكنية.
وبفضل نشاط ودعم مشروعات الطاقة الشمسية الصغيرة، فقد نجح مستثمرو المشروعات في النجاة من أزمة خفض الدعم المقدم للقطاع في مايو/أيار عام 2018.
(الدولار الأميركي = 7.16 يوانًا صينيًا)
ميزات المحطات الصغيرة
تتميز مشروعات الطاقة الشمسية في الصين صغيرة الحجم بالقدرة على التركيب على الأسطح أو فناء المجمعات السكنية وعلى السواحل الشرقية، كما يمكنها توفير تحميل كهرباء أقل، وهو ما يلائم تمامًا المباني السكنية؛ ما يقلّص من معدلات التوليد الزائد للكهرباء، مقارنة بالمشروعات الكبيرة.
وترتفع تعرفة الطاقة الشمسية للمشروعات الصناعية والتجارية في الصين مقارنة بالسكنية؛ إذ تبلغ 0.9 يوانًا (0.1 دولارًا أميركيًا) لكل كيلوواط/ساعة مقابل 0.5-0.6 يوانًا.
ومنذ 2014، شهد تركيب محطات الطاقة الشمسية في الصين صغيرة الحجم، والتي تبلغ قدرتها 6 ميغاواط في المتوسط شعبية واسعة، بسبب سهولة الربط مع شبكة الكهرباء الوطنية، وانخفاض التكلفة، مقارنة بالكبيرة، والحد الأدنى من احتياجات الدعم الفني والمحولات التي تتطلبها، إضافة إلى مرونة اختيار مواقع المحطات، وخسائر نقل الكهرباء الأقل.
ورغم أن الدعم الذي تحصل عليه الكهرباء المنزلية يؤثر سلبًا في محطات الطاقة الشمسية الصغيرة بالمباني السكنية، ويجعلها في مرتبة خلف المحطات التجارية والصناعية، فإنه منذ أن شهدت ألواح الطاقة الشمسية والعاكسات انخفاضات سعرية كبيرة في 2019، شهدت الأولى نهضة كبيرة.
وبلغت قدرة محطات المنازل في 2019 نحو 5.3 غيغاواط، زادت إلى 43.5 غيغاواط في 2023، وهناك توقعات بتجاوزها 50 غيغاواط في نهاية 2024، وفق التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وأُقيمت 70% من القدرة المركبة للطاقة الشمسية المنزلية في مقاطعات الصين الشمالية، متضمنة هبي وهنان، بفضل سطوع الشمس، والمجتمعات الريفية النشطة، وشبكة الكهرباء المستقرة.
وتشهد مقاطعات وسط الصين وشرقها نهضة مماثلة منذ عام 2023، شاملة جيانغسو وزيجيانغ وهونان وجيانغكسي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..