تراجع إنتاج توليد الكهرباء بالفحم في أستراليا مؤخرًا إلى مستوى قياسي هو الأول من نوعه، في خضم التحول الذي تشهده البلاد تجاه تعزيز مصادر الطاقة المتجددة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، لخفض الانبعاثات الكربونية في البلاد.
وبحسب التفاصيل التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، بلغت نسبة تراجع إسهام الفحم في توليد الكهرباء أقل من 50% من القدرة الإجمالية خلال الأيام القليلة الماضية، في أعقاب موجة الرياح التي ضربت جنوب شرق البلاد.
وتسبّبت الكوارث الطبيعية في أستراليا -مثل: أعاصير الرياح، وحرائق الغابات، التي باتت مدمرة خلال السنوات الماضية- في اضطرابات كبيرة للإمدادات، وانقطاعات غير مخطط لها في محطات توليد الكهرباء بالفحم.
وتُقدَّر تكلفة تحقيق هدف الحياد الكربوني في أستراليا بحلول عام 2050 بنحو 2.4 تريليون دولار، التي تقوم على عدة بنود، من بينها: إنهاء توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري بحلول عام 2035.
تراجع قياسي
سجلت حصة توليد الكهرباء بالفحم في أستراليا 49.2% من القدرة الإجمالية، منذ مطلع الأسبوع الماضي حتى يوم الإثنين 2 سبتمبر/أيلول الجاري، وفق ما نقلته بلومبرغ عن بيانات شركة (أوبن-نيم Open-NEM) المعنية بسوق الكهرباء الوطنية (NEM).
وتُعد هذه المرة الأولى التي تنخفض فيها نسبة إسهام محطات توليد الكهرباء بالفحم في أستراليا بمزيج الكهرباء على أساس أسبوعي.
يأتي ذلك في حين أسهمت مزارع الرياح بإنتاج يزيد على 25% من الكهرباء المنتجة خلال هذه المدة.
وتمثّل أستراليا تجربة فريدة، لا سيما بعد تحولها السريع في مجال الطاقة تجاه تعزيز المصادر المتجددة مثل طاقة الرياح، والطاقة الشمسية.
وتهدف الحكومة من وراء هذا التحول إلى التخلص من محطات توليد الكهرباء بالفحم في أستراليا، واستبدال أخرى تعمل بالمصادر المتجددة بها.
وأدى التحول من الاعتماد على مصادر توليد الكهرباء بالفحم في أستراليا إلى جعلها واحدة من أكثر أسواق العالم تقلبًا على صعيد الإمدادات، وتوقف غير مسبوق في التداول الفوري لأسعار الكهرباء في يونيو/حزيران عام 2022.
مستوى قياسي
تراجعت نسبة توليد الكهرباء بالفحم في أستراليا إلى 56% العام الماضي (2023)، من أعلى مستوى شهدته البلاد خلال القرن الحالي والبالغ 87% عام (2006).
واستحوذت طاقة الرياح والطاقة الشمسية على 31% من إجمالي مزيج الكهرباء الأسترالي، العام الماضي (2023).
وتوفّر السوق الوطنية أكثر من 80% من الكهرباء في أستراليا لتغطية احتياجات البلاد.
وتربط سوق الكهرباء الوطنية بين أسواق ولايات: كوينزلاند، ونيو ساوث ويلز، وفيكتوريا، وتسمانيا، وجنوب أستراليا، وفق متابعات منصة الطاقة.
وأرجع خبراء التقلبات الشديدة لأسعار الكهرباء في أستراليا إلى زيادة معدل اختراق الطاقة الشمسية للشبكات المحلية، وما ينتج عنها من تقلبات في الإمدادات حسب ظروف الطقس ليلًا ونهارًا.
ويتوقّع الخبراء أن يُسهم توقف مشروعات محطات توليد الكهرباء بالفحم في أستراليا في ارتفاعات كبيرة بأسعاره.
وتستهدف أستراليا رفع حصة مصادر الطاقة المتجددة بمزيج الكهرباء إلى 82% بحول عام 2030، لا سيما أنها تُعد من بين أكثر دول العالم اعتمادًا على توليد الكهرباء بالفحم.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..