ارتفع توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري في إندونيسيا بنسبة 50% بين عامي 2013 و2023، مع الدور البارز للفحم في إستراتيجية تطوير البنية التحتية للكهرباء، ما يخاطر بالأهداف المناخية، خاصة مع ضعف تركيبات الطاقة المتجددة.

وشهدت إندونيسيا توسعًا في قدرة الفحم، مدفوعةً بالاستثمار الذي حفّزته الحكومة في 2015، لإضافة 35 غيغاواط من سعة محطات الكهرباء العاملة بالفحم.

وفي 2023، بلغ توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري في إندونيسيا 81%، ما يعادل 285 تيراواط/ساعة من مزيج الكهرباء في البلاد، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

في المقابل، لم تُشكّل مصادر الطاقة المتجددة سوى 19%، ما يعادل 65 تيراواط/ساعة، من مزيج الكهرباء الإندونيسي، خلال العام الماضي (2023).

قدرة الفحم في إندونيسيا

خلال السنوات الـ10 الماضية، ارتفع توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري في إندونيسيا من 190 تيراواط/ساعة في 2013، إلى 285 تيراواط/ساعة في 2023.

وتَصدَّر الفحم مصادر الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء خلال عقد من الزمن، إذ ارتفعت نسبته في المزيج من 49.4% في 2013 إلى 61.8% (ما يعادل 217 تيراواط/ساعة) خلال 2023، بحسب تقرير حديث صادر عن مركز أبحاث الطاقة النظيفة (إمبر).

وخلال العام الماضي (2023)، ارتفع توليد الكهرباء بالغاز في إندونيسيا بنسبة 6.9%، ليصل إلى 62 تيراواط/ساعة، مقارنة مع 58 تيراواط/ساعة في 2013.

وبحسب التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، قُدِّمت قروض بقيمة مليار دولار أميركي لدعم النفقات الرأسمالية لمحطات الكهرباء العاملة بالفحم، خلال العام المالي 2021-2022، ما انعكس على زيادة توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري في إندونيسيا.

ونتيجة لذلك، زادت انبعاثات قطاع الكهرباء بين عامي 2013 و2023، بمقدار 86 مليون طن مكافئ من ثاني أكسيد الكربون.

محطة كهرباء تعمل بالفحم- الصورة من سي إن إن

ومن المتوقع نمو الطلب على الكهرباء في إندونيسيا بنحو 4.7% سنويًا، ليصل إلى 445 تيراواط/ساعة بحلول 2030، ما يعني الحاجة إلى تعزيز قدرة التوليد.

وأمام ذلك، فإن الارتفاع المتوقع لعامل سعة محطات الكهرباء العاملة بالفحم -النسبة المئوية للكهرباء المولدة بالفعل مقارنة بالسعة القصوى- من 49% في 2023، إلى 64% بحلول 2030، سيؤدي إلى زيادة التوليد عن الطلب بمقدار 42 تيراواط/ساعة.

ويشير هذا إلى أنه ينبغي لإندونيسيا مراجعة خططها في بناء محطات فحم جديدة للتخفيف من مخاطر الأصول العالقة، والتركيز بدلًا من ذلك على تحسين القدرة الحالية، إلى جانب توسيع قدرات الطاقة المتجددة.

مشروعات الطاقة المتجددة تحوّل اقتصادات الفحم

تصل انبعاثات الميثان في المناطق المنتجة للفحم في إندونيسيا (شرق وجنوب كاليمانتان، وجنوب سومطرة) إلى 30 مليون طن مكافئ من ثاني أكسيد الكربون، جراء استخراج الفحم واستعماله في توليد الكهرباء، كما أن عمال المناجم في هذه المناطق عرضة لفقدان وظائفهم.

ومع ذلك، من خلال الاستفادة من المشروعات الحالية للطاقة المتجددة بقدرة 2.7 غيغاواط، وإضافة مشروعات طاقة شمسية بقدرة 5.8 غيغاواط، يمكن لهذه المناطق أن تقلل كثيرًا من انبعاثاتها، وتوفر وظائف جديدة لعمال مناجم الفحم، التي قد تتعرض للإغلاق.

ويمكن -أيضًا- لمشروعات الطاقة المتجددة أن تجذب استثمارات تزيد قيمتها على 9.4 مليار دولار، وتوفر 96 ألف فرصة عمل.

مشروع طاقة شمسية في إندونيسيا
مشروع طاقة شمسية في إندونيسيا – الصورة من شركة فينا إنرجي

وشهدت الطاقة المتجددة نموًا بوتيرة أبطأ من توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري في إندونيسيا بين عامي 2013 و2023، حيث زادت من 36 تيراواط/ساعة إلى 65 تيراواط/ساعة، رغم فوائد الطاقة النظيفة.

ويؤدي تطوير مشروعات الطاقة الشمسية وإلغاء مشروعات الفحم الجديدة إلى توفير 46 ألف فرصة عمل إضافية، وزيادة استثمارات الطاقة المتجددة بأكثر من الضعف.

ومن المتوقع، من خلال خطّتها الجديدة لشراء الكهرباء، أن تضيف إندونيسيا 21 غيغاواط من الطاقة المتجددة بين عامي 2021 و2030، لكن البلاد تحتاج إلى تركيب 36 غيغاواط، للإسهام في زيادة نمو الاقتصاد المحلي وتوفير المزيد من فرص العمل.

خفض مستهدفات الطاقة المتجددة

مع زيادة توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري وضعف تركيبات الطاقة المتجددة، قد تتجه إندونيسيا إلى خفض مستهدفات الطاقة المتجددة، نتيجة لتباطؤ النمو على مدار السنوات الـ5 الماضية.

وكانت السياسة الوطنية للطاقة في إندونيسيا لعام 2014 تهدف في الأصل للوصول إلى 23% من الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء بحلول 2025، لكن من المرجّح خفض الهدف إلى ما يتراوح بين 17% و19%.

ووفقًا للتقرير، نمت قدرة الطاقة المتجددة في إندونيسيا بين عامي 2018 و2023، لتصل إلى 13 غيغاواط بحلول نهاية العام الماضي.

وجاءت أكبر الإضافات في الطاقة المتجددة من الطاقة الحيوية (1.3 غيغاواط)، تليها الطاقة الكهرومائية (1 غيغاواط)، والطاقة الشمسية (0.5 غيغاواط)، والطاقة الحرارية الأرضية (0.5 غيغاواط)، وطاقة الرياح (0.01 غيغاواط)، مقابل تركيب 26 غيغاواط إضافية من قدرة توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري خلال السنوات الـ5 المنصرمة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.