اقرأ في هذا المقال

  • تخطط مرافق الكهرباء في دول غرب البلقان لإزالة الانبعاثات الكربونية
  • يُسهم توليد الكهرباء من الشمس والرياح في غرب البلقان في توفير مليارات الدولارات
  • الغاز شكّل أكثر من 10% فقط من إجمالي الطاقة المتاحة في مقدونيا الشمالية وصربيا
  • تستأثر صربيا بنصيب الأسد من مشروعات الشمس والرياح في غرب البلقان
  • صربيا أكبر مستهلك للغاز في دول غرب البلقان

يتسارع معدل توليد الكهرباء من الشمس والرياح في غرب البلقان إلى الحد الذي من الممكن أن يتخطيا نظيرها بوساطة بالغاز، بدعم من تنامي تحوّل حكومات المنطقة إلى الطاقة المتجددة.

وتخطط مرافق الكهرباء في دول غرب البلقان لإزالة الانبعاثات الكربونية من ذلك القطاع الحيوي، مستعينةً بتكثيف مشروعات الشمس والرياح، في مسعى منها لخفض الواردات وتقليص النفقات ذات الصلة.

وتتجسد خُطط توليد الكهرباء من الشمس والرياح في غرب البلقان في مدينتي نيش في صربيا وسراييفو في البوسنة والهرسك، اللتين تعتزمان بناء مضخات حرارة واسعة النطاق.

كما ركّبت شركة الكهرباء المملوكة للدولة في الجبل الأسود إي بي سي جي (EPCG) ما يزيد على 2000 محطة شمسية على الأسطح خلال عام واحد، وفقًا لمتابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

تسارع المشروعات

تمضي جهود توليد الكهرباء من الشمس والرياح في غرب البلقان بقوة، بدعم من المشروعات الكبرى ذات الصلة المحتمل تنفيذها على مستوى المرافق والقادرة على توليد إنتاج كهرباء تزيد 4 مرات على نظيرتها المُنتَجة من المحطات العاملة بالغاز.

ويُسهم توليد الكهرباء من الشمس والرياح في غرب البلقان في توفير مليارات الدولارات، إلى جانب خفض الانبعاثات الكربونية؛ ما يدعم جهود تحول الطاقة في المنطقة، وفق نتائج تقرير حديث صادر عن منصة غلوبال إنرجي مونيتور(Global Energy Monitor).

وتلامس سعة مشروعات طاقة الشمس والرياح المحتمل تنفيذها على مستوى المرافق في البوسنة والهرسك وكوسوفو ومونتنغرو (الجبل الأسود)، وكوسوفو، ومقدونيا الشمالية وصربيا -مجتمعةً- 23 غيغاواط، ما يزيد بواقع 70% على نظيرتها في عام سابق.

محطة كهرباء عاملة بالغاز – الصورة من (Stock photo/Getty Images)

وبينما تستأثر صربيا وحدها -حاليًا- بنصيب الأسد من سعة مشروعات طاقة الشمس والرياح العاملة (444 ميغاواط أو ما يعادل نسبته 29%)، وكذلك من سعة مشروعات طاقة الشمس والرياح المحتملة (10.9 غيغاواط أو 47%)، فإنها مهددة بالتخلف عن الركب في الوقت الذي تجاوزتها فيه ألبانيا والبوسنة والهرسك ومقدونيا الشمالية، من حيث السعة الجديدة المضافة خلال السنوات القليلة الماضية.

ومع ذلك فإن السعة الحالية لتوليد الكهرباء من الشمس والرياح في غرب البلقان تعادل 70% فقط من مزيج الكهرباء الإقليمي (1.5 غيغاواط).

في الوقت نفسه فإن 6% فقط من سعة طاقة الشمس والرياح المحتمل تنفيذها على مستوى المرافق (1.3 غيغاواط) ما تزال قيد البناء، ومن المرجح أن يدخل حيز التشغيل وفق الجداول الزمنية المقررة.

مقومات غير مستغلة

لاستغلال المقومات الهائلة في توليد الكهرباء من الشمس والرياح في غرب البلقان، تحتاج حكومات دول المنطقة إلى مواجهة العقبات المرتبطة عبر التخطيط وإصدار التراخيص، وتطوير الحزم القانونية الداعمة وبناء البنية التحتية التكميلية من أجل تأسيس شبكة مرنة ونظيفة.

كما ينبغي تقسيم المناطق المخصصة لمشروعات الطاقة المتجددة في المنطقة في ظل إجراءات صارمة لحماية البيئة؛ بهدف الحد من الخسائر المحتملة التي تتكبدها المجتمعات المحلية عند التعامل مع الطبيعة وقضايا التنوع البيولوجي.

إلى جانب ذلك، يتعيّن أن تشارك المجتمعات المحلية بفاعلية في تلك المشروعات وتحقيق الاستفادة منها على النحو الأكمل.

محطة شمسية في صربيا
محطة شمسية في صربيا – الصورة من balkanengineer

دور أميركا والاتحاد الأوروبي

يحتاج الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية إلى تعزيز مشروعات طاقة الشمس والرياح بدلًا من الغاز في إطار مساعيهما الرامية لتعزيز أمن الطاقة ومساعدة دول غرب البلقان على استغلال قدرات الطاقة الكاملة لديها.

وقال مدير المشروعات في الاتحاد الأوروبي لمجتمعات الطاقة كريس غريتوس: “هذا التحول المتسارع إلى مصادر الطاقة المتجددة هو خطوة إيجابية للغاية، لكن يتعين علينا ضمان تنفيذه وفق نظام ممنهج، وينبغي أن تضع الحكومات أطرًا تنظيمية لتيسير نمو مجتمعات الطاقة”، بتصريحات أدلى بها إلى منظمة الاتحاد الأوروبي لتعاونيات الطاقة آر إي سكوب دوت إي يو (REScoop.eu)، رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وينبغي على مطوري مشروعات الطاقة المتجددة -كذلك- فتح الباب أمام المواطنين والمجتمعات المحلية للاكتتاب في مشروعاتهم؛ ما من شأنه أن يتيح للأسر رافدًا جديدًا للإيرادات، ويقدم فرصًا اقتصادية جيدة لا سيما إلى المجتمعات الموجودة في مناطق تعدين الفحم السابقة.

من جهتها، قالت مسؤولة سياسة الطاقة في جنوب شرق أوروبا في بنك وواتش (Bankwatch)، بيبا غالوب: “في أعقاب سنوات من الاعتماد المفرط على الطاقة الكهرومائية العُرضة لخطر تغير المناخ، كم يسرنا أن نرى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تتسارع أخيرًا في غرب البلقان”.

وأضافت غالوب: “ويتمثّل التحدي -الآن- في تسريع وتيرة التحسينات في التخطيط المكاني والتقييمات البيئية والمشاركة العامة، للحيلولة دون إلحاق أضرار بالتنوع البيولوجي وحشد الدعم العام”.

مزرعة رياح بحرية في ألبانيا
مزرعة رياح بحرية في ألبانيا – الصورة من support4partnership

الاعتماد على الغاز يتراجع

في عام 2021 شكّل الغاز أكثر من 10% فقط من إجمالي الطاقة المتاحة في مقدونيا الشمالية وصربيا، في حين لامس هذا الرقم 23.7% في الاتحاد الأوروبي خلال المدة نفسها.

وجاءت تلك النسبة أقل من 3%، في البلدان الأخرى في غرب البلقان، بل إنها لامست الصفر في الجبل الأسود وكوسوفو، بحسب معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن بين دول المنطقة تبرز صربيا أكبر مستهلك للغاز؛ إذ ارتفع معدل استهلاكها من هذا الوقود الإستراتيجي بصورة واضحة خلال الأعوام الأخيرة مع بناء محطة بانتشيفو لتوليد الكهرباء وزيادة استعمال الغاز للتدفئة.

ولا تستهدف صربيا ومقدونيا الشمالية استبدال كميات الغاز الحالية، لأنهما تخططان لتعزيز استعمال الغاز، من خلال بناء محطات جديدة لتوليد الكهرباء بالغاز (على سبيل المثال وحدات جديدة في سكوبيه وبيتولا ونيغوتينو، ومحطة جديدة سعة 350 ميغاواط) وشبكات توزيع في شرق البلاد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.