حقّق توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية إنجازًا هو الأول من نوعه على الإطلاق، إذ تفوّق على توليدها بوساطة طاقة الرياح لمدة لم يحققها من قبل، في ظل تنافس المصادر المتجددة في هذا المجال الذي يشهد تفوق أحدها على الآخر في أوقات معينة من العام، وحسب المناطق الجغرافية.
وتجاوز توليد الكهرباء العالمي من مزارع الطاقة الشمسية توليد مزارع الرياح منذ مايو/أيار الماضي، ما يمثّل أطول مدة على الإطلاق؛ إذ كانت الطاقة الشمسية المصدر الرئيس للكهرباء المتجددة على نطاق المحطات في جميع أنحاء العالم، وفقًا لتقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتجاوز توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية توليد الرياح في مايو/أيار الماضي بمقدار 1.65 تيراواط/ساعة، وفي يونيو/حزيران الماضي بمقدار 9.57 تيراواط ساعة، وفقًا لمركز أبحاث الطاقة إمبر.
بيانات التوليد العالمي لشهر يوليو
لم تصدر البيانات الخاصة بالتوليد العالمي لشهر يوليو/تموز الماضي بعد، ولكنها ستظهر على الأرجح فائضًا أكبر في توليد الأصول الشمسية؛ نظرًا إلى أن يوليو/تموز هو شهر الذروة لإنتاج الطاقة الشمسية في جميع أنحاء نصف الكرة الشمالي، حسبما نشرته وكالة رويترز (Reuters).
ومن المرجح أن تظهر بيانات شهر أغسطس/آب أن توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية يتفوّق على إنتاج الرياح، إذ يكون شهر أغسطس/آب عادةً ثاني أعلى شهر في إنتاج الطاقة الشمسية، ويمثّل أدنى نقطة سنوية نموذجية لتوليد الرياح العالمية، بسبب انخفاض سرعات الرياح على مستوى التوربينات.
في السابق، تجاوز توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية توليد الرياح فقط في أغسطس/آب ويونيو/حزيران من عام 2023، ولم يسبق له أن جمع مثل هذا الامتداد المستمر من التوليد الزائد، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
من ناحية ثانية، عند انخفاض مستويات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بدءًا من شهر سبتمبر/أيلول المقبل، بسبب تغيير زاوية أشعة الشمس، سيستعيد إنتاج الرياح مكانته بصفته أفضل طاقة متجددة على مستوى العالم، بمساعدة سرعات الرياح المتزايدة مع حلول فصل الشتاء في جميع أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية وشمال آسيا.
وبالنسبة إلى عام 2024 ككل، من المرجح أن يكون إجمالي توليد الكهرباء من طاقة الرياح أكبر بنسبة 30% على الأقل من إجمالي توليد الطاقة الشمسية، نظرًا إلى أن أوقات ذروة توليد الرياح تكون خلال فصل الشتاء عندما يمكن أن يكون إنتاج الرياح أكثر من ضعف إنتاج الطاقة الشمسية، وفقًا لوكالة رويترز (Reuters).
سد الفجوة
مثّلت مزارع الرياح أكبر مصدر لإنتاج الكهرباء المتجددة منذ أكثر من 20 عامًا، وفي عام 2023، أنتجت 2311 تيراواط/ساعة من الكهرباء، مقارنة بـ1632 تيراواط/ساعة من الأصول الشمسية.
من جهة أخرى، نما توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بسرعة مضاعفة عن توليد الرياح على مدى السنوات الـ5 الماضية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى التكلفة المنخفضة وأوقات البناء الأسرع لمزارع الطاقة الشمسية مقارنة بمشروعات الرياح.
وتجاوزت قدرة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية قدرة توليد الرياح، إذ نمت بنسبة 188% من عام 2018 إلى عام 2023 مقارنة بنمو 80% في قدرة الرياح خلال المدة نفسها.
واستمر الزخم الأقوى للطاقة الشمسية في عام 2024، إذ ارتفع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية خلال النصف الأول من عام 2024 بنسبة 26.5% عن النصف الأول من عام 2023، مقارنة بنمو 8% في إنتاج الرياح.
ويبدو أن استمرار نمو القدرة القوي في الأسواق الرئيسة، بما في ذلك الصين والولايات المتحدة وأوروبا، من شأنه أن يرفع مستويات توليد الطاقة الشمسية بوتيرة أسرع من توليد الرياح.
ومن شأن هذا بدوره أن يؤدي إلى تجاوز توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بشكل منتظم لإنتاج الرياح لأوقات طويلة كل عام في المستقبل، خصوصًا خلال فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي عندما يصل إنتاج الطاقة الشمسية إلى ذروته في الوقت الذي يصل فيه إنتاج الرياح إلى ركوده السنوي.
وبالنظر إلى قدرة مزارع الرياح على توليد الكهرباء على مدار الساعة، على عكس مزارع الطاقة الشمسية التي تعمل خلال النهار فقط، فمن المرجح أن تحتفظ أصول الرياح بمكانتها بصفتها أكبر مصدر للكهرباء المتجددة في العالم.
ومن المتوقع أن تنتهي العديد من مشروعات الرياح البحرية الكبيرة من البناء على مدى السنوات المقبلة، ما يؤدي إلى نمو جديد في توليد طاقة الرياح العالمية.
ومن المرجح على المدى القريب، أن يستمر توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في تجاوز تقدم طاقة الرياح، وسوف يسجل أوقاتًا أخرى من توليد أعلى من أصول الرياح خلال أكثر أوقات السنة إشراقًا.
اقرأ أيضًا..