رد الرئيس التنفيذي لشركة “إير برودكتس” (Air Products) سيفي قاسمي، على مخاوف بشأن عدم كفاية الطلب على الهيدروجين الأزرق والأخضر بحلول عام 2030.

وكان استثمار شركة إنتاج الغازات الاصطناعية في مشروعات ضخمة في السعودية والولايات المتحدة قد أثار مخاوف من انعدام جدواها، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

ورد قاسمي: “الجزء الذي يمكنني إخباره للمستثمرين بصدق، صدقوني يوجد طلب.. لا تشتروا في مشروعات لا طلب عليها.. هناك طلب”.

وفي المقابل، كان قاسمي متفائلًا إزاء ارتفاع الطلب في ضوء تشريعات لخفض انبعاثات النقل البحري بوساطة الهيدروجين في أوروبا، واستعمال الأخضر منه، سواء بصورته الأولية أو بصفته وسيطًا لإنتاج أنواع أخرى مثل الأمونيا.

الطلب على الهيدروجين 2030

أبرمت إير برودكتس اتفاقًا لشراء الأمونيا الخضراء المُنتجة من مشروع نيوم، الذي ما زال قيد البناء في السعودية بقدرة 2.2 غيغاواط.

كما تملك الشركة أسهمًا في شركة نيوم التي بلغت مرحلة الإغلاق المالي باستثمارات قدرها 8.4 مليار دولار.

لكن اتفاقية الشراء من نيوم رهان كبير، لأنه بغض النظر عن السعر الذي اشترت به، فإنه لا بد أن يكون هناك مشترون يرغبون في دفع المزيد عندما يدخل المشروع حيز التشغيل بحلول نهاية عام 2026 أو مطلع 2027.

كما تطور الشركة مشروعًا لإنتاج الهيدروجين الأزرق والأمونيا في ولاية لويزيانا الأميركية بتكلفة 4.5 مليار دولار.

ومن المقرر أن يدخل المشروع الأميركي حيز التشغيل الكامل في عام 2028، وسيُنتج أكثر من ألف و779 طنًا من الهيدروجين يوميًا.

لكن إير برودكتس لم تُبرم اتفاقية شراء مع أطراف أخرى لشراء إنتاج المشروع الضخم، وتفتقر إلى ضمانات بشأن تحقيق إيرادات.

وبناء على ذلك، أعرب محللون عن قلقهم إزاء فشل الشركة في استرداد أموالها من المشروعين وجني أرباح من وراء تلك الاستثمارات، نتيجة انخفاض الطلب على الهيدروجين بحلول 2030.

ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- أنواع الهيدروجين حسب طريقة الإنتاج:

رد شركة إير برودكتس

في معرض تبريره لاستثمارات شركة إير برودكتس الضخمة في السعودية والولايات المتحدة، قال سيفي قاسمي إن عدم إبرام عقود شراء لا يعني غياب الطلب، وإنما يشير إلى خطط الشركة للضغط على قطاعات -مثل الشحن والصناعات الثقيلة وتوليد الكهرباء- لدفع أكبر زيادة ممكنة في الأسعار.

وأوضح: “لن نُبرم أي عقد لأي من المشروعيْن، لحين الوصول إلى مرحلة البيع بالسعر الذي نتوقعه”، بحسب تقرير نشرته منصة هيدروجين إنسايت (hydrogeninsight).

وأضاف: “من الوضح أنه ضغط كبير، لكنني على أتم استعداد للمغامرة، لأنني أعتقد أن مهمتي هي توفير قيمة طويلة الأمد لحملة الأسهم، وليس محاولة إثارة الفزع على المدى القصير”.

وأعرب الرئيس التنفيذي لإير برودكتس عن تفاؤله إزاء ارتفاع الطلب على الهيدروجين مع دخول تشريعات أوروبية حيز التنفيذ، ومنها حزمة “فيول إي يو” التي أقرها الاتحاد الأوروبي لخفض انبعاثات قطاع الشحن البحري، وكذا استعمال الوقود الأخضر، سواء بصورته الأولية أو بصفته وسيطًا لإنتاج أنواع أخرى.

وتساءل: “لدينا منتج يوشك على بدء الإنتاج ويبحث الناس عنه ولا ينتجه أحد اليوم. لذا ما سعر ذلك؟”، مشيرًا إلى أنه بالنسبة للمنتجات التي يرتفع الطلب عليها “فأنت تنتزع أقصى سعر”.

جانب من أعمال مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في السعودية
جانب من أعمال مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في السعودية

وشبّه قاسمي الارتفاع المتوقع في الطلب على الهيدروجين بصناعة النفط، لافتًا إلى تباين أسعار النفط بين الارتفاع والانخفاض بناء على العرض والطلب، وهو ما سيحدث مع الهيدروجين منخفض الكربون.

وأوضح: “نحن لا نحدد أسعار منتجاتنا بناء على العائد، وإنما ما يمكننا كسبه من السوق، إذ توجد قيمة كبيرة نقدمها إلى السوق وللمستثمر”.

خطوات مستقبلية

كشف سيفي قاسمي عن أن شركة إير برودكتس قد تلغي تمامًا إنتاج الهيدروجين الرمادي قبل حلول عام 2040، موضحًا أن أجهزة الإصلاح البخاري للميثان من دون تقنية احتجاز الكربون وتخزينه ستختفي بعد 15 عامًا.

وبسؤاله عما إذا كانت الشركة تخطط لفصل مشروعات الهيدروجين النظيف في شركة منفصلة، من أجل تقليل مخاوف المستثمرين، قال: “لا أعتقد أن الآن هو الوقت المناسب لمحاولة القيام بأي نوع من الهندسة المالية، لأن ذلك يشتت انتباه الإدارة والمستثمرين”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.