حريق بطاريات ليثيوم في أميركا يغلق الطريق أكثر من 30 ساعة

اندلع حريق في شاحنة تحمل على متنها بطاريات ليثيوم على الطريق السريع بين ولايتي كاليفورنيا ولوس أنغلوس في الولايات المتحدة الأميركية، ليتسبّب في اضطرابات ومخاطر بالغة للسكان.

ولحماية السائقين من أخطار المواد السامة التي تنبعث من البطاريات عند احتراقها، أغلقت سلطات المرور قطاعًا من الطريق السريع بين الولايتين لمدة تزيد عن 30 ساعة، ومازال مغلقًا حتى الآن، وفق متابعة لحظية لتطورات الحادث تقوم بها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وينتشر استعمال بطاريات الليثيوم على نطاق واسع؛ إذ إنها مكون رئيس في الأجهزة الكهربائية من الهواتف المحمولة إلى السيارات الكهربائية، لكنها تحتوي على مواد قابلة للاحتراق، التي -إلى جانب الطاقة التي تخزّنها داخلها- تجعلها عرضة للاشتعال عند تعرضها للحرارة.

ولذلك، لا يمكن إطفاء الليثيوم بالطرق التقليدية مثل الماء، بل تحتاج إلى فرق متخصصة بسبب المواد الكيميائية داخلها.

حريق بطاريات ليثيوم

انقلبت شاحنة تحمل حاوية بها بطاريات الليثيوم، لكنها انفصلت عن الشاحنة، واشتعلت بها النيران.

وكان السائق قد فقد السيطرة على الشاحنة على الطريق السريع (انترستيت 15) بالقرب من مدينة بارستاو في ولاية كاليفورنيا في الساعة السادسة صباحًا يوم الجمعة (26 يوليو/تموز) بالتوقيت المحلي (8 مساءً بتوقيت مكة المكرمة).

وذكرت دورية الطرق السريعة في كاليفورنيا أنها لم تخمد ألسنة النيران باستعمال الماء، بسبب التفاعل الكيميائي الذي ينتج عنه الأكسجين باستمرار داخل بطاريات الليثيوم أيون، وهو ما يزيد من حدّة الاشتعال.

وفي البداية، أُغلِق الطريقان المتجه شمالًا والمتجه جنوبًا، خوفًا على المواطنين من الأضرار الصحية الناجمة عن استنشاق المواد السامة.

وفيما بعد، أُعيد فتح الطريق المتجه جنوبًا، لكن المتجه شمالًا بقي مغلقًا حتى مساء أمس السبت (27 يوليو/تموز).

وشهد موقع الحادث محاولات كثيرة لإزاحة الحاوية بوزن 75 ألف رطل عن الطريق السريع، لكنها باءت جميعها بالفشل بسبب وزنها الضخم.

ويقول مسؤولون، إن فرق مراقبة جودة الهواء كانت بالموقع، وسيُفتح باقي الطريق أمام حركة المرور بعد التأكد من تلاشي الخطر.

وتقول إدارة الإطفاء في مقاطعة سان برناردينو، إن القلق الرئيس منبعه جودة الهواء بسبب المواد الخطرة والكيماويات داخل بطاريات الليثيوم أيون، مثل سيانيد الهيدروجين والكلورين وثاني أكسيد الكبريت.

وبحسب الإدارة، تفرض تلك الكيماويات أخطارًا كبيرة على صحة الإنسان عند التعرض لها عند مستويات مرتفعة، كما أن سيانيد الهيدروجين والكلورين خطيران حتى عند التعرض لهما بتركيزات منخفضة، وفق تقرير لشبكة “سي إن إن” الأميركية.

وضع صعب

اشتكى السائقون الذين علقوا وسط الصحراء من تعطُّل حركة المرور، وسط معاناة من شدة الحرارة والعطش ونفاد الوقود وسط درجة حرارة 42 درجة مئوية.

وما زال الطريق الحيوي مغلقًا إلى أجل غير مسمى؛ إذ لم يُحدد موعد بعد لفتحه أمام الحركة بعد رصد أبخرة سامة بالهواء، وفق تقرير منصة “ديلي برس” (dailypress)، الذي رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وأكدت السلطات أن الوضع مازال خطيرًا؛ إذ إن البطارية ما زالت مشتعلة.

ونصحت السلطات أصحاب السيارات بتجنُّب الطريق 15 المتجه شمالًا، واستقلال طرق بديلة عبر طريق فري واي 40، لكن تقارير رصدت حدوث تأخيرات في حركة المرور استمرت لنحو ساعتين ونصف.

من جانبها، اعتذرت دورية الطريق السريع في كاليفورنيا عن الوضع، مؤكدة أنها تقوم باللازم من أجل مصلحة المواطنين، ودعت المواطنين إلى التحلّي بالصبر.

وأشارت إلى أن الوحدات تعمل حاليًا لبحث إمكان تسيير حركة المرور بأمان، دون استنشاق الغازات السامة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..