تعرَّض حقل الشرارة (أكبر حقل نفط في ليبيا) إلى الإغلاق الجزئي في ساعة متأخرة من مساء السبت 3 أغسطس/آب، دون إعلان أيّ تفاصيل من جانب المؤسسة الوطنية للنفط، أو وزارة النفط والغاز في حكومة الوحدة الوطنية.
وفور كشف غلق الحقل جزئيًا، أشارت أصابع الاتهام إلى مجموعة “حراك فزان” التي يقودها المنسق العام بشير الشيخ، كونه أول من أعلن نبأ الغلق عبر صفحته الرسمية في فيسبوك.
وفي أول تصريحات له، تحدَّث بشير الشيخ إلى منصة الطاقة المتخصصة، ومقرّها واشنطن، عن حقيقة علاقة “حراك فزان” بإغلاق الحقل، وطبيعة التطورات حاليًا على الأرض.
وقال “الشيخ” في تصريحاته: “لا علاقة لنا بإغلاق حقل الشرارة، رغم أن القوات الموجودة داخل الحقل تربطني بها صلة قرابةـ وهي جزء مني.. لأننا نملك تلك الأرض، فهي ميراث أجدادنا”.
وأضاف أن صدام حفتر، نجل الجنرال خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة، هو من أصدر أوامره إلى القوات الموجودة هناك بالإغلاق، في محاولة للضغط على شركة ريبسول المشغّلة للحقل، للتدخّل لدى مدريد وإلغاء مذكرة التوقيف الصادرة بحقّبه، خاصة بعد القبض عليه في الساعات الماضية بإيطاليا.
أكبر حقل نفط في ليبيا
حقل الشرارة هو أكبر حقل نفط في ليبيا، بطاقة إنتاجية تبلغ 350 إلى 360 ألف برميل يوميًا، حسب قاعدة بيانات حقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وفور الإغلاق الجزئي للحقل، انخفض الإنتاج إلى 260 ألف برميل حتى الساعة 01:40 مساءً بتوقيت غرينتش (04:40 مساءً بتوقيت السعودية)، وذلك حسب تصريحات منسّق حراك فزان بشير الشيخ إلى منصة الطاقة.
وقال بشير: “أتوقع أن الإنتاج بأكمله سيتوقف في حالة عدم تنفيذ إسبانيا لمطالب صدام حفتر.. وللعلم، أنا كنت ضد الإغلاق”.
وأضاف أن القوات الموجودة حاليًا داخل الحقل تتبع القيادة العامة للمشير خليفة حفتر، لذلك نفّذت أمر نجله صدام على الفور، متابعًا: “صدام حاول التواصل معي أكثر من مرة، لكن أنا لا أوافقه في تصرفاته”.
إدارة للإنتاج فقط
تعليقًا على تطورات أزمة إغلاق حقل الشرارة (أكبر حقل نفط في ليبيا)، قال الباحث المهتم بقطاع النفط الليبي محمود محمد، في تصريحاته إلى منصة الطاقة: “لا نعلم حتى الآن بشكل موثّق مَن الجهة التي تقف وراء إغلاق الحقل، لكن بالفعل حقل الشرارة يقع تحت سيطرة ما يسمى الجيش الليبي في الشرق”.
وتابع: “لا أحد يستطيع إغلاق، أو يقوم بتهديد بالإغلاق، إلّا بأمر من القيادة العامة في الشرق”.
وردًا على سؤال من منصة الطاقة، حول عدم التعليق حتى الآن من جانب المؤسسة الوطنية للنفط أو وزارة النفط والغاز، قال المهندس محمود: “لأنه في الحقيقة ليس لديهم أيّ سيطرة أمنية على الحقل، لكن المؤسسة تديره من حيث الإنتاج فقط”.
واختتم تصريحاته قائلًا: “برأيي إن إغلاق حقل الشرارة لن يطول، وسيعود للإنتاج في أقرب وقت”.
اقرأ أيضًا..