في عام 1956، التقطت أعين وأجهزة المعنيين حقل الخرسانية النفطي، الواقع في منطقة صغيرة تحمل الاسم نفسه، وتعدّ من المناطق الأثرية القديمة، التي دائمًا ما كانت تبتعد عنها جهود الباحثين عن النفط.

وبحسب قاعدة بيانات حقول النفط والغاز العربية والعالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن كميات النفط التي توصَّل إليها العاملون في قطاع النفط والغاز بالسعودية بشّرت بإنتاج كبير، قد يمثّل نسبة مهمة من الإنتاج النفطي الإجمالي في المملكة، لذا عملت على تطويره بسرعة.

وبهدف استغلال إمكانات حقل الخرسانية، أسست عملاقة النفط والغاز أرامكو -خلال العقد الأول من الألفية الجديدة- 6 معامل للنفط الخام، بالإضافة إلى 6 معامل أخرى للغاز الطبيعي، إذ إن الحقل أنتج كميات ضخمة من النفط والغاز، أضافت قيمة مهمة للإنتاج في المملكة.

وتستهدف أرامكو السعودية تحقيق إستراتيجيتها الهادفة إلى إنتاج نحو 13 مليون برميل من النفط الخام يوميًا بحلول عام 2027، بالإضافة إلى هدف أخر يتمثل في اقتحام سوق الغاز العالمية، بتصدير كميات ضخمة من الغاز الطبيعي والمسال.

وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)؛ إذ يتضمّن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.

معلومات عن حقل الخرسانية

يعود تاريخ اكتشاف حقل الخرسانية للنفط والغاز إلى عام 1956، إذ يقع على بعد 30 كيلومترًا من مدينة الجبيل، في منطقة صغيرة معروفة بكونها أثرية، ولديها أهمية تراثية كبيرة، فهي المنطقة التي اكتُشِفَت فيها كأس تعود إلى عصر العبيد، قبل نحو 5 آلاف عام.

وبحلول عام 1960، كان النفط الخام قد بدأ يتدفق من الحقل، إلّا أن القائمين على قطاع النفط لم يكونوا قد تبنّوا فكرة التطوير لتعظيم الاستفادة حينها، وهو ما قامت به شركة أرامكو، مع حلول الألفية الجديدة.

ففي عام 2003، قررت عملاقة النفط السعودية أرامكو إطلاق برنامج النفط والغاز في حقل الخرسانية، الذي استهدفت من خلاله تطوير مرافق إنتاج النفط والغاز لحقول النفط البرية في أبو حدرية والفاضلي والخرسانية، بالقرب من مدينة الجبيل الصناعية في المنطقة الشرقية.

وبحلول ديسمبر/كانون الأول، ارتفعت الطاقة الإنتاجية من النفط والغاز إلى مستويات غير مسبوقة، إذ بدأت معامل النفط إنتاج نحو 500 ألف برميل يوميًا، في حين بلغ إنتاج معامل الغاز ما يقرب من 2.4 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا.

بالإضافة إلى ذلك، بلغ إنتاج حقل الخرسانية من المكثفات والغاز المسال نحو 327 ألف برميل يوميًا، بخلاف 3600 طن متري من الكبريت المصهور، وفق ما نشره موقع “هيدروكربونز تكنولوجي” (Hydrocarbons Technology).

وكان العمل قد بدأ بمشروع تطوير معامل النفط والغاز في حقل الخرسانية عام 2005، قبل الافتتاح الأولي له في عام 2007، لتُشَغَّل بعد ذلك جميع المعامل بطاقتها الكاملة رسميًا في عام 2009، وفق التواريخ التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

واختارت شركة أرامكو السعودية شركة سنامبرجيتي الإيطالية، لمشروع الهندسة والتصميم الأمامي “فيد” (FEED)، لمرافق إنتاج حقل الخرسانية، بالإضافة إلى تنفيذ أعمال البناء، وذلك ضمن خطة وضعتها أرامكو حينها لزيادة طاقة إنتاج النفط بمقدار 2.3 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2009.

حقول النفط السعودية

وإلى جانب معالجة 500 ألف برميل يوميًا من النفط الخام، استهدف مشروع تطوير النفط والغاز في حقل الخرسانية معالجة 450 ألف برميل يوميًا من مياه الحقن، في حين ذهبت عقود تنفيذ مشروع التصميم الهندسي الأول لمصنع الغاز بالحقل وأعمال البناء إلى تحالف يضم ” بكتل أوفرسيز” البريطانية و”تكنيب” الإيطالية.

احتياطيات حقل الخرسانية

تشير التقديرات غير الرسمية إلى أن احتياطيات حقل الخرسانية البري الواقعة بالقرب من مدينة الجبيل -حتى عام 2004- بلغت نحو 3.3 مليار برميل من النفط الخام، بينما لا توجد بيانات رسمية تؤكد هذه المعلومات التي نشرتها منصة “غلوبال إنرجي مونيتور” (Global Energy Monitor).

ويبلغ حجم إنتاج النفط الخام في الحقل العملاق نحو 500 ألف برميل يوميًا، بالإضافة إلى إنتاج نحو 2.4 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، وهي الكميات التي تطورها المعامل الـ12 الموجودة في الحقل، والتي تنقسم بين 6 معامل للنفط و6 معامل للغاز.

إنتاج النفط في السعودية

مرافق النفط والغاز في حقل الخرسانية

تضمَّن نطاق العمل في حقل الخرسانية بناء مصنع مركزي لفصل الغاز عن النفط، ومرافق لمعالجة النفط الخام من حقل الخرسانية وحقلين آخرين، بالإضافة إلى مرافق ضغط وتجميع الغاز، وكذلك محطة للتوليد المشترك، ومرفق لحقن الماء.

ويشمل العمل -أيضًا- إنشاء خطّين لمعالجة الغاز واستخلاص الإيثان والغاز المسال بطاقة إجمالية تبلغ مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز الحامض، بالإضافة إلى إنتاج 560 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا من غاز النفط المسال، و300 ألف برميل يوميًا من الإيثان، و1800 طن من الكبريت.

وتضمنت أعمال البناء 500 كيلومتر من خطوط أنابيب النفط والغاز والمياه، بالإضافة إلى 250 كيلومترًا من خطوط التدفق، و300 كيلومتر من خطوط الكهرباء، بجهد 13.8 كيلو فولت، وأنظمة الحماية الكاثودية، وأنظمة الاتصالات الجديدة للصوت والبيانات، وذلك على مساحة 49 كيلومترًا مربعًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.