يعدّ حقل الوصل شمال صفا، أحد الإضافات الإنتاجية الأحدث لقطاع النفط في مصر، إذ بدأ الإنتاج منه رسميًا في شهر يناير/كانون الثاني من العام الجاري 2024، على الرغم من اكتشافه في عام 2021.

وتعلّق القاهرة آمالًا كبيرة على هذا الحقل النفطي، الواقع في خليج السويس، في أن يلبي جزءًا من تطلعاتها لأن تصبح من الدول المصدّرة للنفط الخام، وهو التطلع الذي تأخذه مصر على محمل الجد، ما دعاها إلى اتخاذ خطوات جادة في هذا الاتجاه، من خلال تكثيف عمليات البحث والتنقيب وزيادة الاحتياطيات.

وحسب قاعدة بيانات حقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تبلغ مخزونات حقل الوصل شمال صفا، في الوقت الحالي، نحو 95 مليون برميل من النفط الخام، وتديره شركة دراغون أويل الإماراتية، المملوكة بالكامل لحكومة دبي، والتي بدأت في مطلع العام الجاري الإنتاج منه بنحو 3 آلاف برميل يوميًا.

وتشمل إستراتيجية تطوير حقل الوصل شمال صفا، التي تدعمها وزارة البترول والثروة المعدنية، الوصول بحجم إنتاجه إلى 12 ألف برميل يوميًا، وذلك من خلال تنفيذ خطة مرحلية، تشمل إضافة وحفر 7 آبار خلال العام الجاري (2024)، والتدرج في زيادة الطاقة الإنتاجية للحقل النفطي.

تطوير حقل الوصل شمال صفا

تضمنت المرحلة الأولى من تطوير حقل الوصل شمال صفا لبدء الإنتاج منه، استخراج ما بين 2500 إلى 3 آلاف برميل من النفط الخام يوميًا، بعد دخول البئر الأولى من الحقل النفطي خط الإنتاج، قابلة للزيادة إلى 6 آلاف برميل خلال الربع الأول من العام الجاري.

وكان الحقل النفطي قد شهد في مراحل تطويره الأولى عمليات من جانب تحالف من مجموعة شركات مصرية، وهي “إنبي وبتروجت وخدمات البترول البحرية”، التي عملت على تركيب محطة إنتاج في منطقة شمال صفا، كما مدّت خطين للإنتاج طولهما 10 كيلومترات و11 كيلومترًا، باستثمارات 125 مليون دولار.

في الوقت نفسه، يعدّ حقل الوصل شمال صفا أول اكتشاف لشركة دراغون أويل الإماراتية في مصر، التي عملت على استثماره بشكل كبير، ليكون جزءًا من طموحات القاهرة لتصدير النفط الخام، وفق تقرير نشرته صحيفة “ذا ناشيونال نيوز” (The National News).

وكانت الشركة الإماراتية قد تمكنت من التوصل إلى اكتشاف النفط في هذا الحقل في عام 2021، لتبدأ على الفور إجراءات تنفيذ مشروع طموح، يستهدف الإنتاج المبكرة من الحقل، باستثمارات إجمالية تبلغ نحو 200 مليون دولار، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويعدّ هذا الحقل النفطي أحد أكبر الاكتشافات النفطية بمنطقة خليج السويس في مصر خلال الـ20 عامًا الأخيرة، كما يمكن تصنيفه على أنه من الحقول التي تحتوي على مخزونات كبيرة من النفط الخام، يمكن الاستفادة منها لسنوات طويلة.

تصدير إنتاج حقلي الوصل وشمال صفا

مع تصاعد طموحات القاهرة للانضمام إلى نادي مصدري النفط الخام، عملت شركة دراغون أويل، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للبترول، تسويق إنتاج حقل الوصل شمال صفا، مع إنتاج حقل شمال صفا، الواقعان في خليج السويس، إلى الأسواق العالمية.

صادرات مصر من النفط

وجاءت هذه الخطوة في شهر فبراير/شباط من العام الجاري 2024، إذ يمثّل إنتاج الحقلين أحد أهم مكونات خليط خليج السويس، لذلك تعمل الشركتان العملاقتان على تسويق إنتاجهما في السوق العالمي للمرة الأولى معًا، لا سيما مع وصول إنتاج حقل الوصل شمال صفا إلى طاقة إنتاجية تبلغ 10 آلاف برميل يوميًا.

وكان رئيس مجلس إدارة شركة دراغون أويل الإماراتية سعيد محمد الطاير قد أعلن خلال مؤتمر “إيجبس 2024)، الذي عُقِد في فبراير/شباط الماضي، إن هذه الاتفاقية نتائج شراكة مع الهيئة المصرية العامة للبترول، وتمهّد لمشروعات استثمارية تفيد البلدين، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

الإنشاءات داخل الحقل النفطي

مع بدء الإنتاج المبكر لحقل الوصل شمال صفا، الذي قامت به شركة دراغون أويل الإماراتية، التي جاءت بعد إتمام عمليات تقييم بئر بلاعيم “293-5 أ”، بمعدل أولي يبلغ 3000 برميل من النفط الخام يوميًا، عملت الشركة على إضافة منصة إنتاج بحرية جديدة.

وأعلنت الشركة أن الحقل يتضمن إنشاء منصة إنتاج بحرية جديدة، بالإضافة إلى مدّ خطّين أحدهما للإنتاج والآخر للكهرباء، بهدف تشغيل مضخات إنتاج النفط وحقن المياه، وفق ما جاء في بيان للشركة، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

أحد مشروعات شركة دراغون أويل الإماراتية
أحد مشروعات شركة دراغون أويل الإماراتية – الصورة من صفحتها في “لينكد إن”

وتهدف هذه الإنشاءات إلى تسريع عمليات الإنتاج من الحقل النفطي الكبير، بالإضافة إلى الحفاظ على معدلات إنتاج مرتفعة، تجعل الشركة الإماراتية قادرة -بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للبترول- على تحقيق أعلى معدلات تنمية للاحتياطيات الموجودة.

وتتجه الشركة الإماراتية المطورة لحقل الوصل شمال صفا إلى استكمال أعمال تنمية الحقل بأسرع وقت، وذلك من خلال ربط الآبار الجديدة التي تعمل على حفرها في الوقت الحالي، لزيادة الطاقة الإنتاجية للحقل، بما يسهم بدوره في تنمية الصادرات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.