يعدّ حقل خريص النفطي السعودي واحدًا من الحقول المميزة في المملكة، فإلى جانب كونه يحتلّ مركزًا مهمًا في قائمة أكبر حقول النفط في العالم من حيث الاحتياطيات المتبقية، يمثّل إنتاجه أهمية خاصة لاقتصاد البلاد، كما يعدّ تحديًا مهمًا ربحته شركة أرامكو.
وبحسب قاعدة بيانات قطاع النفط السعودي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الحقل العملاق يعدّ أكبر حقل نفط ذكي في العالم، يسخّر تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، التي تسهم في تحسين السلامة والكفاءة والأداء البيئي.
ويقع حقل خريص داخل مجمع يحمل الاسم نفسه، يضم إلى جانبه حقلين نفطيين مجاورين صغيرين، وهما حقلا أبو جيفان ومزاليج، كما يجاور أكبر حقل نفطي في العالم، وهو حقل الغوار، الذي يُنتج نحو 5 ملايين برميل من النفط الخام يوميًا.
وكان مشروع تطوير حقل خريص قد أسهم -بصفته جزءًا من قائمة مشروعات زيادة طاقة إنتاج النفط- في زيادة الطاقة القصوى المستدامة لإنتاج النفط الخام لدى أرامكو، إلى 12 مليون برميل يوميًا، الأمر الذي أسهم في الحفاظ على مكانة المملكة بصفتها أكبر مصدّر للنفط في العالم، والأكثر موثوقية.
وللاطلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.
معلومات عن حقل خريص
يقع حقل خريص النفطي بين الأحساء والرياض، على بُعد 150 كيلومترًا جنوب شرقي العاصمة، ويجاور أكبر حقل نفط في العالم، وهو أحد عناصر مشروع شركة أرامكو لزيادة الطاقة الإنتاجية النفطية للمملكة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وعلى الرغم من اكتشافه في عام 1957، فإن استغلال الحقل النفطي العملاق لم يبدأ إلّا في 10 يونيو/حزيران 2009، إذ إن استغلاله كان محدودًا بسبب صعوبة الوصول إلى النفط الخام فيه، مقارنة بالحقول الأخرى المجاورة له.
وضمن مساعيها لاستخراج النفط من حقل خريص، وظّفت شركة أرامكو السعودية أحدث التقنيات، للوصول إلى عمق ميل كامل تحت الأرض، إذ عمدت هذه التقنيات إلى حمل ماء البحر عبر شبكة من الأنابيب من الخليج العربي، لحقنه في الصخور الحاملة للنفط، لدفع محتواها إلى أعلى.
وعادةً، تعمل شركة أرامكو على ضخ مياه البحر في الحقول النفطية، بعد سنوات عديدة من بدء الإنتاج، إلّا أنها في هذه المرة استعملت مياه البحر مباشرة للوصول إلى النفط الكامن في الصخور الواقعة على أعماق بعيدة منذ البداية.
يشار إلى أن استعمال هذه التقنيات في حقل خريص أثار كثيرًا من الجدل، إذ شكّك بعضهم في إمكان تحقيق معدلات الإنتاج المرجوة من المشروع، لصعوبة الوصول إلى مكامن النفط في الحقل، وهو ما نفته أرامكو، مؤكدة أنّ ضخ ماء البحر فيه جاء لأسباب اقتصادية، وليس بسبب ضعف إمكانات الحقل نفسه.
يشار إلى أن النفط المستخرج من حقل خريص يُخَزَّن داخل 3 خزانات، كل منها بسعة تبلغ 600 ألف برميل، ثم يُنقل هذا النفط في شبكة أنابيب تربط بين البحر الأحمر والخليج العربي بسعة 5 ملايين برميل من النفط الخام يوميًا.
احتياطيات حقل خريص
تشير التقديرات إلى أن احتياطيات حقل خريص تبلغ نحو 27 مليار برميل من النفط الخام، وقد بدأ الإنتاج التجاري منه في منتصف عام 2009، بمعدل إنتاج يومي 1.2 مليون برميل يوميًا، بالإضافة إلى 420 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز الطبيعي، و70 ألف برميل يوميًا من السوائل الغازية.
ويعدّ الغاز الطبيعي المنتَج في حقل خريص من النوعية عالية الكبريت، في حين تتم تُعالَج سوائل الغاز الطبيعي بمحطتَي الغاز في شدقم وينبع، وذلك ضمن مجمع خريص، الذي بلغت تكلفته الإجمالية نحو 10 مليارات دولار.
يشار إلى أن حقل خريص السعودي يحتلّ المرتبة السابعة بقائمة أكبر 10 حقول نفط في العالم من حيث الاحتياطيات المؤكدة المتبقية، إذ تبلغ الاحتياطيات المتبقية فيه نحو 14 مليار برميل من النفط الخام، إذا استُخرِجَت الكميات المتبقية، وفق تقديرات موقع “غلوبال داتا”، التي نقلها موقع “إنرجي مونيتور“.
وكان مشروع تطوير حقل خريص قد أضاف نحو 4.5 مليون برميل يوميًا من طاقة حقن مياه البحر، عبر شبكة أنابيب يصل طولها إلى 920 كيلومترًا، وفق البيانات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
أكبر حقل نفط ذكي في العالم
في سبتمبر/أيلول 2020، أُدرِجت منشأة خريص، التي تضم حقل خريص النفطي، ضمن قائمة المنارات الصناعية العالمية، لتكون المنشأة الثانية التابعة لأرامكو داخل هذه القائمة المعترف بها من جانب المنتدى الاقتصادي العالمي، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وبانضمام المنشأة إلى هذه القائمة، أصبح حقل خريص أكبر حقل نفط ذكي في العالم يسخّر تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وأصبحت شركة أرامكو بدورها، حتى ذلك الوقت، شركة الطاقة الوحيدة المُدرجة في هذه القائمة العالمية، وفق ما جاء في بيان للشركة السعودية.
وتضم قائمة المنارات الصناعية العالمية، مرافق التصنيع الرائدة على مستوى العالم، التي تعمل على تطبيق تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وهو ما عدَّته الشركة تتويجًا لجهودها في اعتماد حلول هذه التقنيات الذكية، إذ تواصل الشركة السعودية تحفيز حزمة الابتكارات التقنية بمختلف مجالات قطاع الطاقة.
يشار إلى أن حقل خريص النفطي هو أكبر حقل نفط ذكي في العالم، يسخّر التقنية المتقدمة في مجالات متعددة، من بينها تحليلات البيانات الضخمة، وأجهزة الاستشعار الذكية والروبوتات، بالإضافة إلى التعلم الآلي.
في الوقت نفسه، تعدّ منشأة خريص واحدة من 10 منشآت أضيفت إلى القائمة العالمية في 2020، والشركة الوحيدة المتخصصة في مجال الطاقة بهذه القائمة، بينما كانت قد شهدت إضافة منشأة أخرى قبلها، وهي معمل غاز العثمانية السعودي، الذي أُضيف عام 2019.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..